لا تكن شرهًا فى القسمة؛ فلا تأخذ منها ما ليس لك، ولا تطمع فيما هو لأقاربك
“من الحكمة أنْ تجنب نفسك مواطن الزلل، وأنّ اللذة العارضة تؤدي بصاحبها إلى الهلاك كما أنها لا تدوم وتتبخر سريعًا، فإذا كنتَ رجلاً عاقلاً فاتخذ لك بيتاً وأحب زوجتك وخذها بين ذراعيك، وأفرِح قلبها طوال حياتك؛ لأنّ مثلها مثل الحقل الذي يعود عليك بالخير الوفير، ولا تكن فظاً لأنّ اللين يفلح معها أكثر من القوة.
لا تكن شرهًا فى القسمة؛ فلا تأخذ منها ما ليس لك، ولا تطمع فيما هو لأقاربك، واعلم أنّ الكلمة الطيبة خيرٌ من القوة وأجدى.
أشبع أصدقاءك بما منحتك الآلهة (منحك الله عز وجل) من خير؛ فالحكمة تقضي بذلك، لا تردّد كلامًا تندم عليه فى ساعة غضب، واعلم أنّ الصمت أفضل من الثرثرة، فلا تتكلم إلاّ إذا كان لديك ما هو جدير بالاحترام فكن مثل “الفنان” الذي يُجيد عمله، وتحكم فى أعصابك إذا استفزك أحد، فلا تجب وأنت فى حالة غضب، وإذا كنتَ رسول سلام بين الناس فلا تحابِ أحدًا على حساب شخص آخر، حتى تحقق العدل بين المُتخاصمين، وإذا تسامحتَ مع إنسان وأكرمته فى زمن سابق فلا تذكره بفضلك، وإذا أردتَ مصادقة إنسان فلا تسأل الآخرين عن أخلاقه، وإنما اختبره بنفسك حتى تتأكد من حُسن أخلاقه، إنّ الذكرى الحسنة باقية، واعلم أنه يجب القضاء على الرذيلة حتى يمكن للفضيلة أنْ تعيش وتبقى.
من بردية “بتاح حتب “من الأسرة الخامسة (2670ق.م)