الوطن مركب الجميع، تسيَره الحكمة وحبُّ التعايش مع الآخر، وتحكم الوطن الواحدَ محبةٌ متدفقة صادقة وفيض من أمل وعمل
الوطن مركب الجميع، تسيَره الحكمة وحبُّ التعايش مع الآخر، وتحكم الوطن الواحدَ محبةٌ متدفقة صادقة وفيض من أمل وعمل، وبالأخلاق الإنسانية الرفيعة يكون التوافق والتعاون والبناء والتناصح والبر والتناصر، حتى تبقى راية الوطن مرفوعة خفاقة تحكي تاريخاً شيّده الآباء والأجداد عبر السنين والأعوام، ولوحةً رائعة يرسمها الأبناء بألوانٍ مختلفةٍ زاهية جميلة.
تتعدد الآراء، وتختلف الأفكار، وتتفاوت الرؤى والأحلام والآمال، فتجتمع سوراً منيعاً وحصناً قوياً، يحفظ الوطن ويُبقي الحاضر ويقتبس من الماضي ويبني المستقبل.
إن القيم الإنسانية والتعاليم الإسلامية توجبُ على المسلم أن يلتزم خلق السلم والوسطية والتسامح والعدالة والمساواة والإخاء الإنساني العام والرحمة مع كل من يعيش معه ويشاركه العيش الشريف المشروع ولو كان من غير المسلمين!
بل إن الفقه الإسلامي ليقرر هذا التسامح حين يقرر أن غير المسلمين الذين يعيشون تحت حماية المسلمين يعامَلون بالعدل والحسنى وبالقيم الإنسانية المعروفة والمألوفة لدى البشر قاطبة، وأن أي شخصٍ مُدانٍ بالتعدي على حقوقهم أو أذيتهم أو قتلهم ينبغي أن ينال عقابه وفقاً للقانون، قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: «من قتل ذمياً لن يجد أبداً ريح الجنة»(رواه الحاكم وابن ماجه من حديث أبي هريرة “رضي الله عنه”).
السير «توماس أرنولد» في كتابه «الدعوة إلى الإسلام» يؤكد فضل هذا الدين وسماحة معاملته لأهل الأديان الأخرى، ويذكر عدة أمثلة للتسامح كان يتبعها المسلمون في طريقهم وغزواتهم، وعدم اضطهادهم لأحد أو إجباره على ترك دينه، ثم يقول: ومن هذه الأمثلة التي قدمناها آنفاً عن ذلك التسامح الذي بسطه الظافرون العرب على المسيحيين في القرن الأول من الهجرة، واستمر في الأجيال التالية؛ نستطيع أن نستخلص بحق أن هذه القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام، إنما كان ذلك عن اختيار وإرادة حرة، وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين المسلمين لشاهد على هذا التسامح، وأن الإسلام لم ينتشر بالسيف» (سالم البهنساوي، الإصلاح الإسلامي الحائر بين أهله).
إن التوجيهات الربانية عبر القرآن الكريم وإن السنن النبوية لتؤصل التسامح في قلب كل مسلم ومسلمة لبناء مجتمع الألفة والمحبة والأخوة والتسامح.
بنور الوئام وبشر الإخاء
نزف إلى المسلمين النداء
هلموا جميعاً فرب السماء
بتوحيده وحّد المسلمين