الندم هجوم شرس ومتواصل من الماضي على الحاضر والمستقبل
الندم هجوم شرس ومتواصل من الماضي على الحاضر والمستقبل، هجوم الخبير المجرب على الغض المبتدئ، هجوم تنفتح له الأبواب وتصغي إليه الآذان وترنو إليه العيون، وتميل له القلوب المتعبة المنكسرة باحثة عن مبرر للقعود وحجة لتوفير عناء الصعود.
والندم كله شر، ما عدا الندم على اقتراف ما يغضب الله، هذا الندم الذي يحفظك من الزلل، ويمنعك من ارتكاب المعاصي، وهذا ندم محمود.
ولكن الندم المذموم شماعة المنهزمين نفسياً، المتعودين على إطالة الانتظار لفرص لا تأتي، فالفرص، تؤتى، تصنع، ولا تأتي من تلقاء نفسها، وإطالة الحزن والأسى على فرص ذهبت ولن تعود.
فلا تجعل نفسك مجرد مجموعة من الأشياء التي فعلتها أو التي لم تفعلها في الماضي، ولا تدع الأسف والندم يسيطران عليك.
تخلص من الندم لأنه يعوقك عن القيام أو عن عدم القيام بأي شيء.
قم كل ليلة بعملية تطهير لقلبك من هذا الندم الضار:
فمثلما يحتاج جسمك للغسيل كل يوم للتخلص من الأشياء القذرة، فكذلك يحتاج قلبك للتطهير اليومي، فأنت، كل يوم، قد يساء إليك وقد يصيبك ضرر، فلا شك أن هناك من نساك وهناك من تجاهلك وهناك من دفعك وهناك من رفضك ولم يقبلك.. فإذا اخترت أن تغفر لهؤلاء الناس وأن تنسي هذه الأمور قبل أن تنام، فقد اخترت تنظيف وتطهير قلبك، عندها ستستيقظ في الصباح التالي منتعشاً وخالياً من السلبية، ارفض حمل أطنان الندم القديمة، لتعيد الانطلاق من جديد في كل يوم جديد.