الساعة الكونية تقوم على معْلَم زمني جديد لحساب الوقت وهو خط «مكة المكرمة – المدينة المنورة»
الساعة الكونية تقوم على معْلَم زمني جديد لحساب الوقت وهو خط «مكة المكرمة – المدينة المنورة»
يجب اعتماد «خط مكة – المدينة» بدلاً من «جرينتش» الوهمي
اختراع البنايات الذكية يسهم في مقاومة الكوارث الطبيعية وإنقاذ المنكوبين
البنايات الذكية تقوم على فكرة «البنيان المرصوص» الذي يشدّ بعضه بعضًا بدلاًً من «البنيان الفوضوي»
الاختراع يذكّر علماء الغرب بعطاء الحضارة الإسلامية سابقًا
عندما نرصد ركعة كاملة نجد أننا نكتب بأجسامنا كلمتي «الله» و«محمد» أو «أحمد»!
في الوقت الذي يتسابق فيه العالم الغربي نحو الجديد من الاختراعات والإنجازات، التي غيّرت وجه العالم، يقطع عالم الفلك الجزائري لوط بوناطيرو، خطوات عملاقة في مجال الاختراع، الأمر الذي أجبر العالم الغربي على الاعتراف به، من خلال تكريمه في العديد من المناسبات والمسابقات، حيث نال جائزتين عن اختراع البناءات الإسلامية الذكية، المقاومة للكوارث الطبيعية، بصالون الابتكارات بلندن، كما نال ميدالية ذهبية بجنيف عن نظام الإنذار المبكر للحرائق.
فيما تبقى اختراعاته الأخرى، ذات الطابع الإسلامي، مثل: الساعة الكونية، وفكرة اعتماد خط (مكة – المدينة) بدلاً من خط «جرينتش»، الذي يقول عنه: إنه وهمي، من الاختراعات التي لا يزال يصارع من أجل اعتمادها في العالم بأسره، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار الذي خص به مجلة «المجتمع».
* في البداية نود أن نسأل «لوط بوناطيرو» المخترع والعالم الفلكي، متى ظهرت عليه ملامح النبوغ والرغبة في الاختراع؟
– لم تظهر عليّ ملامح النبوغ والرغبة في الاختراع إلا في سنٍ متأخرة، أي أثناء فترة التحضير لرسالة الدكتوراه في العام 1982م، في علم الفلك، وقد حدث هذا بصفة مفاجئة وتلقائية، حيث قمت باكتشاف طريقة جديدة لدراسة وتشخيص ما يسمي بـ «المجموعات النجمية المفتوحة» في علم الفلك.
* أعلنت ترشحك للانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2014م، كمرشح حر، بعد أن خضت هذه التجربة في العام 2009م، ولم تحظ بالفوز.. ما الذي يمكن أن يقدمه عالم فلكي للشعب الجزائري لو فاز بالانتخابات الرئاسية؟
– عملاً بحديث النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”: «العلماء ورثة الأنبياء…»، وعملاً بحِكم ووصايا لقمان لابنه «أشكم» (بمعنى الحكمة): «يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحي القلوب بنور الحكمة، كما يحي الأرض الميتة بوابل السماء»، «يا بني تعلم من العلم ما جهلت وعلم ما عُلمت…»، «يا بني لا تتعلم ما لا تَََعلم حتى تعمل بما تعلم » إلخ.
ويتضح لنا جلياً أن تسيير الشؤون العليا للأمم لا يكون إلا من طرف أولي الألباب، باستعمالهم الحكمة المنبثقة من الراسخين في العلوم والمعارف، مما يجعل تلك الأمم تتطور وفقاًً لحكم راشد، مما يجعلها تحافظ على أصالتها، وتطمح إلى غدٍ أفضل، تحت كنف التنمية المستدامة، تفادياً لأية أزمات قد تعرقل مسيرتها أو تنحرف عن ثوابتها.
* دعوت إلى اعتماد خط مكة- المدينة بدلاًً من خط جرينتش، الذي اعتبرته غير صحيح، ما الأساس الذي اعتمدت عليه في هذه النظرية؟
– التقويم القمري عكس تقاويم الأمم الأخرى لديه كل المزايا، غير أنه يفتقد إلى المَعْلم صفر في الأرض، ولا يمكننا اتباع خط جرينتش، لأن نظام التوقيت الغربي يجعل من منتصف الليل بداية اليوم الجديد، أما نحن، فالبداية تكون مع غروب الشمس، وقد اخترنا خط مكة – المدينة معلماً للزمن بدلاً من خط جرينتش الوهمي، وهذا الاختيار نتاج حسابات ودراسة حركة كل من القمر والشمس عبر قرن ونصف، حيث وجدنا أن اقتران الشمس والقمر في مستوى واحد هو بداية الشهر القمري، ومعدل الالتقاء منذ قرن ونصف القرن يتم في خط مكة-المدينة.
يبدأ الحساب الهجري من هجرة الرسول “صلى الله عليه وسلم” من مكة إلى المدينة، وبعد النتائج التي توصلنا إليها يمكن القول: إن حادثة الهجرة يجب أن تؤخذ ببعدها الزمني والمكاني، وبما أن العلم أثبت أن حركة الشمس والقمر منتظمة من تلقاء نفسها في خط مكة-المدينة، يجب علينا اتخاذ هذا الخط معلماً زمنياً على سطح الكرة الأرضية بدلاًً من خط جرينتش الوهمي، فبمجرد أن يقع الاقتران قبل خط مكة- المدينة يكون اليوم الموالي هو بداية الشهر، أما إذا وقع بعد الزوال فيكون الشهر الجديد بعد الغد، وبهذه الطريقة تنتظم الرزنامة من تلقاء نفسها، ونفس الشيء بالنسبة للسنوات، حيث سيكون هناك سنة عادية وسنة كبيسة وهذا هو سر البحث.
* قلت عن الساعة الكونية التي اخترعتها أنها «تجعلنا نرى الزمن وهو ينقضي أمام أعيننا»، ما الجديد في هذه الساعة، وما الذي يميّزها عن الساعة الأصلية؟
– مشروع الساعة الكونية يقترح على العالم احتساب الزمن على مدار السنة، وباختلاف المكان والفصول، ووفقاً لحركة العناصر الطبيعية في الكون، ويتوقع أن يحل تطبيقه الكثير من المشاكل ذات العلاقة بالعبادات والتجارة وضبط الزمن، خاصة للمسلمين، فمسألة الزمن متغيرة في فهمها، وفي نظرة المسلمين والغرب إليها، إذ تُعتبر عند المسلمين علماً قائماً بذاته، يُدعى «علم الميقات»، وأمراً ينطوي على بعدٍ روحي في الحضارة الإسلامية، أما في مفهوم الغرب فلا يعتبر الزمن إلاعنصراً كالحجم والمسافة والحركة، أي متغير فيزيائي يُقاس عليه في العلوم الحديثة ولكنه لا يوظف.
أما الساعة الكونية التي وفقني الله إلى اختراعها، فهي تجسيد لمشروع مجتمع المعرفة، الذي ينظّم حياتنا، حيث إنها تجمع ما بين ساعة علمية، فلكية، دينية، أيكولوجية، وزراعية، وهي علمية لكونها تعتمد على المبدأ الكوني لحركة العناصر الطبيعية، الذي يسمى في علم الفيزياء بـ«الاتجاه الصحيح» من اليمين إلى اليسار، أو من الشرق إلى الغرب، وهو حال حركة الشمس أو الدورة الدموية.
كما تعتمد الساعة الكونية معلماً زمنياً ًجديداً لحساب الوقت، وهو خط مكة المكرمة – المدينة المنورة، وتعتمد التقويم القمري والشمسي، ووفقاً لإحداثيات خطوط الطول والعرض لكل بلد، وباستعمال الأقمار الاصطناعية، وتقدّم الساعة الكونية التوقيت العالمي والتوقيت المحلي لذلك البلد متلازماًًً مع حركة الشمس والقمر، ويتغيّر التوقيت بتغير الفصول والأشهر القمرية، مما يجعلها تشتغل بانسجامٍ تامٍ مع ساعتنا البيولوجية، دون الحاجة إلى الترقيعات الزمنية كل ستة أشهر.
وتصنف هذه الساعة ضمن «الأنظمة الخبيرة»، في الفجوة الرقمية الحالية، بحيث إنها تساعد على توحيد وقت المعاملات البنكية والتجارية، عبر شبكة الإنترنت وغيرها، ولابد أن أذكر هنا أن اختراعها يذكّر علماء الغرب بعطاء الحضارة الإسلامية سابقاً، وبالمبادئ العلمية الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، والشريعة الإسلامية، والتي تُعتَبَر الأسس الأولى لأكثر العلوم دقة، وهي الفيزياء والرياضيات.
* وهل ينهي الاعتماد على الساعة الكونية، الاختلاف السنوي في رؤية هلال شهر رمضان؟
– هذا هو أحد أكبر الأهداف لمشروع ساعة مكة الكونية، إنّ الطابع القائم على الرؤية والقواعد الحسابية المنتظمة المتحصل عليها لتناوب الوِحدات الزمنية فيما بينها، يجعلان هذا التقويم القمري الجديد يتمتّع بِدقة عالية في مسايرته لظاهرة «انقضاء الزمن» عبر القرون والعصور، إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
وإنّ سُهولة التعامل معه في كل بُقعة من الأرض، واستجابته للمقاييس العلمية المتفق عليها عالياً، وكذا التوجهات الدينية التي نصَّ عليها القرآن الكريم والسُّنة النبوية في هذا الموضوع، يجعل منه قاعدة حقيقية علمية واجتماعية عالمية.
وبفضل هذا التقويم الجديد، يمكن حل إشكالية تحديد بداية الأشهر القمرية عند المسلمين، خاصة تلك التي ترتبط بالعبادة، (مثل المحرم، رمضان، شوال، ذو الحجة). وبالتالي، فهذا التقويم سيكون أداة حقيقية لوحدتهم، وتنظيم حياتهم الدينية والاجتماعية، وفقاً لما أراده الله تعالى لعباده.
* «البناءات الإسلامية الذكية»، التي نلت عنها جائزتين من صالون الابتكارات في لندن، ما الذي يجعلها مقاومة للكوارث الطبيعية مثلما أعلنت عنه؟
– امتداداً لنمط البناء الإسلامي؛ تعتمد هذه البنايات على الأشكال الهندسية المتناظرة، وتراعي ثلاثة عناصر أساسية، أولها: اختيار المكان، ثم طريقة البناء والمواد المستعملة، وأخيراًًً: الشكل المتوازن مع ضرورة احترام بعض الظواهر الفيزيائية، مثل توازن الكتلة في كل الاتجاهات، وإجبار مركز الثقل في البنايات على أن يكون في مكان آمن، علماً بأن البنيان المرصوص هو الذي يشدّ بعضه بعضاً، بدلاً من مما يطلق عليه «البنيان الفوضوي».
ويشمل هذا المشروع البناءات الفردية، العمارة والحي ثم المدينة، وحريٌ بي أن أذكر أنه بعد بحث عيمق اتضح لي أن الشكل من شأنه أن يعزّز من سلامة البناية، لذلك يجب اختيار الأشكال التناظرية، ومنها الدائرية، خاصة إذا توفر عنصر توزيع الكتلة المبنية بصفة منتظمة، وباستعمال مواد وطرق وتقنيات البناء الجديدة، منها الخرسانة المدرّعة والصفائح المزدوجة، نكون قد أضفنا لعنصر السلامة عنصر الراحة بمنع دخول الحرارة والبرودة إلى داخل البنايات.
وكل السكنات يمكنها أن تستقبل أشعة الشمس طول النهار، كما تساهم هذه التقنية في توفير الطاقة، وهذه الطرق الجديدة في العمران والتي تشبه «بيت العنكبوت» من شأنها أن تسهم في مقاومة الكوارث الطبيعية، وتسهيل النجدة وإنقاذ المنكوبين، وإعادة إعمار المدينة بشكل سريع.
* نلت ميدالية ذهبية في بروكسل ببلجيكا عن اختراعك المتمثل في «نظام إنذار مبكر ضد الحرائق»، فكيف يعمل هذا النظام؟
– يرتكز هذا الاختراع على نظام «التموقع الشامل»، حيث تقوم دائرة إلكترونية بإعطاء إنذار لتحديد مكان سقوط الشحنة الكهربائية، ومعرفة إذا ما أفرزت طاقتها في الأرض أم لا، للحيلولة دون وقوع حرائق الغابات، التي تتسبب فيها الصواعق والبرق، وذلك من أجل مكافحتها، وتجنيب البشرية الخسائر المادية والبيئية التي تحدثها سنوياً، خاصة في فصل الصيف، مما يجعل هذا الاختراع الأول من نوعه دولياً.
* وهل تم اعتماد اختراعاتك في بعض الدول العربية والأجنبية؟، وكيف تلقّى الغرب اختراعاتك بوصفك عالماً مسلماً؟
– بالفعل فإن اختراعاتي وأفكاري تطبق على نطاق واسع، في عدد من دول العالم، لكن بطريقة غير أخلاقية!، وذلك عن طريق السرقة!، بالرغم من حصولي علي براءة الاختراع، ولتتأكدوا من صدق كلامي يمكنكم أن تدخلوا إلى شبكة الإنترنت، لتكتشفوا أن اختراعاتي في مجال الساعات والبنايات الذكية بدأت تطبق في سويسرا والسعودية، وتركيا والجزائر… بالسرقة، وذلك كله بالمخالفة لقول الله تعالى في محكم التنزيل: { وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ..}0(الأعراف:85).