– ما نقاط القوة لديَّ، وما نقاط الضعف؟
قال المعلى بن الفضل: كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان! وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبلاً، فكان رمضان يدخل عليهم، وهم ينتظرونه، ورمضان يستحق منا هذا ولا عجب. فهو شهر القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185)، وهو شهر تكفير للذنوب، وفيه تفتح الجنان، وتغلق النيران، ويسلسل الشيطان، ومن صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وفيه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، ولله في كل ليلة من لياليه عتقاء من النار.
اكتشاف الذات الوعي الذاتي من عرف نفسه عرف ربه: يعرف نفسه بالضعف والمحدودية والاضطراب، ويعرف قدرة خالقه ولطفه وعظمته، ومن خلال هاتين المعرفتين يحدد منهجيته في الحياة، ويحدد نوعية العلاقة التي ينبغي أن تقوم بينه وبين خالقه – جل وعلا – إنها علاقة تقوم على العبودية والتذلل والحب والرغبة في الفوز برضوانه، سبحانه.. إن كل المعارف التي في حوزتنا تظل محدودة القيمة إذا كانت معارفنا التي تتعلق بنفوسنا ونزعاتنا ونقاط قوتنا وضعفنا محدودة أو سطحية أو قاصرة، فالإنسان في الرؤية الإسلامية هو محور الكون، والصورة الذهنية التي نكوِّنها عن أنفسنا هي التي ترشدنا إلى حقول أنشطتنا، كما أنها هي التي تحدد نوعية ردود أفعالنا على الأحداث المختلفة.
تعالوا بنا نلقي على أنفسنا الأسئلة التالية، ثم نحاول تدوين إجابات واضحة عليها:
– ما نقاط القوة لديَّ، وما نقاط الضعف؟
– ما المفاهيم التي أشعر أنها تضعف أدائي، وتولد لديَّ الإحباط؟
– هل أنا إنسان محبوب من الناس، وما الملاحظات التي مكن أن تكون عندهم عني؟
– هل أنا إنسان مثالي أو واقعي أكثر من المطلوب؟
– هل أؤمن بأهمية التدريب في الحياة الشخصية؟
المصدر: كتاب “أنوار رمضانية”