استمعت بكل جوارحي إلى خطاب أُعلن عنه من كتائب القسام أنه سبصدر في ساعة محددة وصدر البيان هذه المرة عن قائد الكتائب لا المتحدث الرسمي لها، وبرز صوت أحمد الضيف يقول في هدوء شديد وكلام كثيف بليغ ، كلام أشبه ما يكون بدك المدفعية الثقيلة تصيب أهدافها الدق
استمعت بكل جوارحي إلى خطاب أُعلن عنه من كتائب القسام أنه سبصدر في ساعة محددة وصدر البيان هذه المرة عن قائد الكتائب لا المتحدث الرسمي لها، وبرز صوت أحمد الضيف يقول في هدوء شديد وكلام كثيف بليغ ، كلام أشبه ما يكون بدك المدفعية الثقيلة تصيب أهدافها الدقيقة بإصابات مباشرة ومؤثرة.
في نقاط واضحة قاطعة مانعة جامعة لكل معاني المقاومة والمنعة والعزة، اشتمل عليها هذا الخطاب الواثق الذى يفرض تحليلا عميقا ودقيقا يحمل مفردات العزة ولغة المقاومة وبلاغة المنعة حتى لو أنني قمت على تحليل تلك النقاط تحليلا مناسبا لتحولت كل نقطة إلى فصل في كتاب ومعانٍ هي من فصل الخطاب.
وبعدها قررت أن أكتب رسالة مني أنا الضعيف “سيف” للعظيم “محمد الضيف”، رسالة أكتبها من القلب تحمل له كل مشاعر التأييد أشفعها بطلب؛ وها أنذا في هذا المقال أتعرض للخطاب والرسالة.
خطاب الضيف:
إن معادلة الأمن لم تعد تقتصر على أمن الكيان الصهيونى الذى صار وكأنه مهمة علمية لا تقيم وزنا للفلسطينيين خاصة على أرض غزة التى صارت إسرائيل تلوح كل مدة بحملات تأديبية للقطاع وأهله وضمن معادلة تطرح كل مرة التهدئة فى مقابل التهدئة تنتهى بإيقاف النار ومن هنا كان الرد حاسما قاطعا ، “إنّ الإسرائيليين لن ينعموا بالأمان طالما استمر الحصار على غزة، لن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار الا بعد ‘وضع حد للعدوان ورفع الحصارفي هذه الجولة لن ينعم الكيان الغاصب بالأمن ما لم يعيش شعبنا بحرية وكرامة ولن يكون وقفا لإطلاق النار إلا بوقف العدوان ورفع الحصار.
وها هو النصر الزائف الذى بشر به الكيان الصهيونى يتحول الى ورطة حقيقية فخاض الأبطال معركة المقاومين الشرفاء تقوم على قواعد الالتحام والاقتحام ، لا معارك الجبناء بالقصف بالطائرات من الجو فتهدم ماتهدم لتنوه أنها قامت بقصف بنوك أهداف لم تكن فى النهاية إلا محطات الكهرباء وشبكات البنية التحتية من الخدمات والأسواق والمستشفيات ،بل ووصل الأمر إلى الى قصف المساجد والمدارس مستهدفين الأطفال والنساء والعجائز فكانت أهدافهم من المدنيين بينما كانت أهداف المقاومة من جنود الإجرام فى الكيان الصهيونى فمهما” تغول أبرهة العصر على أمتنا وعلى شعبنا في القدس والضفة وغزة مستخدماً أعتى آلات الحرب، فحاصر وجوع وروع الآمنين، قتل الأطفال والنساء والشيوخ ودمر بيوتهم فوق رؤوسهم في أكبر بنك أهداف مدني عرفه التاريخ ، ليوهم شعبه أنه دخل غزة ودمر أنفاقها ومنصات صواريخها، وليسوق عليهم نصراً زائفاً ؛ فأوقع جيشه المهزوم وجنوده الذين أتوا بهم إلى المعركة كأنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون في ورطة ما يسمى بالعملية البرية فإننا نبشره بالذي يسوءه”.
وهو يشير إلى موازين المعركة التى باتت مختلفة مخاطبا العدو الصهيونى بنوعية المقاومين الذين يتمتعون بالإرادة ويستلهمون معنى العزة والمنعة “فأنتم تقاتلون اليوم جنوداً ربانيين يعشقون الموت في سبيل الله كما تعشقون الحياة، ويتسابقون إلى الشهادة كما تفرون من الموت أو القتل، وقد توحدت جميع قوى وفصائل شعبنا على مقاومة العدوان .”
ثم هو يقدم معنى القيم والأخلاقية التى تمثل ثابتا فى التعامل القتالى” لقد آثرنا مواجهة وقتل العسكريين وجنود نخبة العدو على مهاجمة المدنيين ..، في الوقت الذي يلغ العدو المجرم في دماء المدنيين ويرتكب المجازر ويمسح أحياء بكاملها ويهدمها فوق رؤوس أهلها كلما استحر القتل في جنوده ومقاتليه.”
القيمية الثابتة لا تمنع التمسك بالأهداف القاطعة التى تعكس تغير موازين القوى” في هذه الجولة لن ينعم الكيان الغاصب بالأمن مالم يأمن شعبنا ويعيش بحرية وكرامة ولن يكون وقفاً لإطلاق النار إلا بوقف العدوان ورفع الحصار، ولن نقبل بأية حلول وسط على حساب كرامة وحرية شعبنا.”
حديث الإرادة والإدارة والعدة كمعادلة للخروج من وضع الاحتلال والحصار الخانق لشعب غزة العزة ترفض أن يتحول القطاع الى سجن كبير من حراس الحدود أو من العدو الغاصب الذى مارس كل أنواع إجرامه واستباحة النفوس فى ظل تواطؤ عربى وإقليمى ودولى ومن ثم كان على “الضيف” ضمن بلاغة المقاومة “نؤكد جاهزيتنا واستعدادنا جيدا لهذه اللحظة، وأننا نعمل وفق سيناريوهات وخطط مسبقة لا نتعامل بردة فعل رعناء كما يفعل قادة العدو المجرم، وقد بذلنا كل جهد ممكن، وإننا واثقون من نصر الله لنا “ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم” .
وها هو فى النهاية يخاطب أمته وظهيره من شعب غزة وحاضنته الشعبية للمقاومة ليؤكد أن بين الشعب والمقاومة عروة وثقى لا انفصام لها “يا أمتنا ويا أبناء شعبنا نقدر لكم وقفتكم وتلاحمكم مع المقاومة واعلموا أننا بكم بعد الله أقوى وأنهم لن يضروكم إلا أذىً وأن النصر مع الصبر وأن النصر صبر ساعة، وأنه لم يكن ليتحقق هذا النصر وهذا الإنجاز الكبير لولا صمودكم وصبركم واحتضانكم للمقاومة، فأنتم أهلنا وتاج رؤوسنا ونعاهدكم أننا سنظل درعكم وخدمكم والله يحفظكم ويرعاكم . ” فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين “.
بين الشهداء والجرحى والأسرى يولد النصر لأهل غزة العزة”رحم الله شهدائنا وعافى جرحانا وفرج كرب أسرانا وموعدنا مع نصر الله المؤزر (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)”.
رسالة الضعيف “سيف”:
أخي الحبيب
محمد الضيف
استمعت إلى كلماتك التي تقطر قيم هذه الحضارة ..حضارة المسلمين .. أخي أنت من تمثلني.. هل تقبلني من تابعيك؟! ، نعم أنا من جندك، من كتيبتك، اجعلني من جنودك.
أخي الحبيب الضيف
قد لا أملك شيئا أفعله مما تقومون به من قتل المجرمين ومطاردتهم في غزة العزة وخارجها، وحتى تقبلني جندي من جنودك فأنا “سيف الدين” أملك قلما قد يكون عليلا أو كليلا ولكن أعدك أن أطلق منه رصاصات تدفع عن المقاومين وتصوب لصدور المتواطئين المتصهينين والمجرمين، هؤلاء الذين يحاولون أن يقتلوكم حتى يمرروا إغتصابهم أو احتلالهم.
رصاصات قلمي .. على الصفحات ليست كرصاصكم أو طلقاتكم ولكنها قد تفيد .. أخى الحبيب أنا “سيف” المسكين لدي مرض السكري وضغط الدم اللعين … أنا يا أخي على أعتاب الستين .. لكن لدي قلب المقاوميين وعقل الممانعين ولسان أرجو من الله أن يكون للحق مبين.أخي الضيف .. هل تسمح لي أن أطلب منك شيئا ؟؟
أنني منهم ، من “المقاومين” ولكن بيني وبينهم مسافات مدها وأطالها هؤلاء الذين يحكمون ويتحكمون في بلادنا ويستبدون بالشعوب ،يخافون من أى تسريب لمعانى الانتفاضة والمقاومة والعزة ، إنهم يقومون من خلال صناعة الفراعين بصناعات القطيع وصناديق الخوف وتكريس معانى الإهانة والمهانة ، إنهم قطاع طريق على معانى العزة والكرامة.
أطالوا بنا المسافات رغم قربها كم كنت أتمنى أن أكون بين ظهرانيكم في أرض غزة العزة والكرامة والمقاومة.. هل تنوب عني في تقبيل أقدامهم وجباههم، تقبيل الأقدام قبل الجباه … قل لهم إن “سيف” المسكين مثلكم لا يقبل الضيم والذل المهين، ولكنه ليس في صحة أو عمر يسمحان له أن يقوم بما تفعلون .. أحب وقع أقدامكم وخطوات العزة في مطاردتكم للصهاينة المجرمين.”اقتلوهم حيث ثقفتموهم “.
إني أحييكم … خطواتكم فتح مبين ونصر مكين فهل تحقق لي هذه الأمنية “محمد الضيف” اعتذر لهم، أنني لا أستطيع أن أقدم لهم شيئا ولكن أحب أن أقول أن أنفاسي التي أتنفسها بحرية وعزة بفضلكم وعزكم بشرف مقاومتكم.
انصرهم يارب فهم رمز عزة هذه الأمة، انصرهم فإنهم بمقاومتهم يرفعون عنا كل غمة، انصرهم فهم يمثلون حماة حياض الأمة وعرضها.
خذ رأيهم أخي الحبيب “محمد الضيف” أن أكون في معيتهم حتى لو لم أكن معهم .. فهل تقبلني أن أكون أحد تابعيك وجندي من جنودك، أعطني أمرا أطلق رصاصات قلمي، “في قلمي عزتي”، “في قلمي عزتي”. غزة العزة الكاشفة الفاضحة تكتب تاريخا جديدا فى عز هذه الأمة وميزان خيريتها.إن قبولكم شرف لى لأن أكون فى كتائب المقاومين لاستبداد يستعبد الناس أو لاغتصاب يكرسه محتل ،إنها معركة الأمة تنتدب لها غزة العزة.