وبالسلم والسلام تُبنى الأوطان، وتعمر الديار
مع بداية وصول النبي “صلى الله عليه وسلم” المدينة المنورة، ركز علَمَ السلام في أصول دولة الإسلام معلناً «أفشوا السلام..»؛ فأعطى كل ذي حق حقه من المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب، وبيَّن ذلك في «وثيقة المدينة المنورة»، بل وشدد على المحافظة على دماء أهل الذمة، فقال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: «من قتل ذميّاً لن يجد أبداً ريح الجنة» (رواه ابن ماجه والحاكم).
والمعروف لدى المسلمين أن: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم).
وبالسلم والسلام تُبنى الأوطان، وتعمر الديار، وتتواصل الأرحام، ويتعاون الجيران، وينعم جميع مَنْ في الوطن بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان.
وحياة المسلم مبنية على الحب والاحترام للآخرين؛ «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(متفق عليه).
ولإقرار السلم المجتمعي ندد الإسلام بالعنف وحذر منه؛ «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (رواه البخاري ومسلم)، «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا» (رواه مسلم)، «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه» (رواه مسلم).
وأرشد الإسلام المسلمين إلى أن إفشاء السلام طريق الجنة، فقد قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: «والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم».
وأنَّى التفتَّ في حياة المسلم وجدتَ معاني السلام عقيدة وعبادة وأخلاقاً ومنهجاً في الحياة، والحمد لله السلام ومنه السلام، جعل الجنة دار السلام، تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام.