مازال المشهد في اليمن لم يراوح مكانه، برغم ادعاء اتخاذ الخطوات، فمازالت السلطة ممثلة في الرئيس “عبد ربه منصور هادي” تقنع نفسها أنها مسيطرة بقرارات
مازال المشهد في اليمن لم يراوح مكانه، برغم ادعاء اتخاذ الخطوات، فمازالت السلطة ممثلة في الرئيس “عبد ربه منصور هادي” تقنع نفسها أنها مسيطرة بقرارات، آخرها تعيين رئيس وزراء جديد، ومازال الحوثيون يقنعون أنفسهم أنهم يبحثون عن صالح اليمن ومصلحته، وكلا الطرفين على ما يبدو لا يعدو كونهم نعامة تخفي رأسها، إلا أن الجميع من حولها يعلم الحقيقة.
تعيين “بحاح”
ونظرة على القرار الأخير بتعيين خالد بحاح كرئيس للوزراء، فإن الأمر شابه الكثير من الحديث والشكوك التي ربما لم تمنع سيرة الرجل التي ربما احتوت على إنجازات وسمات رجل دولة صاحب خبرة، فهو من مواليد حضرموت عام 1965م، حاصل على ماجستير من جامعة بونا الهندية في “إدارة أعمال وبنوك ومال” عام 1990 – 1992م، عقب تخرجه عام 1992م، التحق بشركة “نكسن” الكندية للبترول، وعمل في عدة وظائف عليا في مجالات متعددة؛ منها التخطيط، المشاريع المشتركة، الموارد البشرية، الميزانيات، وعدد من الوظائف المالية والمحاسبية، تسلم منصب وزارة النفط والمعادن اليمنية منذ عام 2006 حتى عام 2008م، ثم استلم منصب سفير لليمن في كندا منذ 2008 حتى مارس عام 2014م.
ومن نشاطاته الاجتماعية، تتضمن عضويته في عدد من هيئات المجتمع الثقافية، بالإضافة إلى أندية رياضية، وقد ترأس جمعية الدبلوماسيين خلال تواجده في أوتاوا بكندا في الفترة ما بين 2009 -2010م، وشغل عضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار، والمجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والنفطية، ولجنة التصدير، وفي خلال الفترة من سبتمبر 2005 إلى فبراير 2006م، عمل كمدير مكتب مشروع الشركة العربية اليمنية للأسمنت، كما عين مندوباً لليمن في الأمم المتحدة في 11 يونيو 2014م، حتى تم تعيينه بتشكيل حكومة التوافق الوطني في 13 أكتوبر 2014م.
ما سبق من سيرة ذاتية هو ما نشرته الصحف والمواقع الإخبارية العالمية، وتحديداً ما ورد على موقع “سي إن إن”، إلا أن الجانب الآخر الذي يتداول بين عدد من النشطاء والمغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات مغاير تماماً لهذه التشريفة التي حظي بها بحاح في المواقع الغربية والعربية.
ابن نظام الظلم
هكذا يصفه المعارضون؛ حيث اعتبروه جزءاً من نظام ثار عليه شباب اليمن؛ لأنه بالوظائف والخبرات السابقة كان جزءاً من منظومة “علي عبدالله صالح”، وممثلاً لحزب المؤتمر، مسترجعين أزمة الطاقة في عهده، والحديث عن نفط اليمن، وتحقيق مصالح منتفعين، وصفقات لم يستطع الرجل كشفها أو الحديث عنها، حيث تداول النشطاء على صفحاتهم ما كتبه رئيس كتلة حزب “التجمع اليمني للإصلاح” في مجلس النواب اليمني قرارات د.عبدالرحمن بافضل على صفحته في مارس عام 2013م عن قرار للرئيس “هادي”، والذي يقضي بإعادة تعيين بحاح، وكتب في حينها بافضل معترضاً ومنتقداً للقرار، ومتهماً بحاح بالفساد تحت عنوان “ما هذه القرارات المهزومة التي تكرس الفساد في البلاد وخاصة نهب ثروات الإقليم الشرقي؟!”.
إن وزير النفط عينه المخلوع سابقاً لضعفه وتستره على نهب الثروات اليمنية، ويبدو أن الرئيس المنتخب حريص على التستر على جرائم المتنفذين في نهب الثروات اليمنية، وربما هو شريك معهم في إخفاء الحقائق عن الشعب! إن بحاح كان موظفاً عند بقشان، ورشح بحاح للرئيس المخلوع كوزير للنفط، والمخلوع يبحث دائماً عن وزراء ضعفاء يكونوا “جزماً” عنده، وهذا ما قاله بعد انتخابات 2003م عندما اقترح عليه د. محمد القباطي حكومة تكنوقراط بعد الانتخابات، ولم يفهم المعنى، فقال له القباطي: “يعني للصحة طبيب متخصص، وللتجارة اقتصادي، وللزراعة مختص في الزراعة.. وهكذا”، فرد عليه المخلوع أمام الجميع ومن بينهم الرئيس الحالي والإرياني: “بشرط أن يكونوا وسخين جزم”! وبحاح لم يحكم الوزارة، وإنما دمية بيد المخلوع، وهو على علم بالنهب والسلب، وصديق للشركات التي كانت تنهب الغاز بدولار واحد، وقد عجز عن “يمننة” الشركات، وعجز حتى عن تقديم كشوفات بموظفي الشركات الأجانب مع مؤهلاتهم وخبراتهم ومعاشاتهم، وتحديته شخصياً في مجلس النواب حتى جاءني سلطان البركاني وقال: “عيب أن تحرج نسيبك الحضرمي”!
إن بحاح خان الأمانة بسكوته المريع عن نهب الغاز، بل وتوج المشروع في عهده ووظيفته اليوم مغالطة الشعب اليمني والحضارم بالذات عن نهب الثروات لصالح المخلوع وشركاه، وهذا ما يهدف إليه الرئيس الحالي أيضاً، ونحن ندعو إقليم حضرموت وشعبها والقبائل احتلال منابع النفط والغاز؛ حتى الوقف الكامل للفساد، وتسليم الاتفاقيات والتسويق والإنتاج والعقود والمبيعات للإقليم؛ لضبط الإيرادات، وإنهاء مصالح المتنفذين، وبحاح من أنصار المخلوع جداً جداً، وغادر اليمن بعد هبر كبير لصالح المخلوع وبالذات مشروع الغاز!
وفي حينها، أضاف بافضل قائلاً: نحذر الرئيس الجديد من التلاعب بمخرجات الحوار، وعلى شباب الثورة متابعة مخرجات الحوار، وتمكين الشباب من تولي مرافق الدولة لبناء اليمن الحديث، أما الملوثون من الماضي وتعيينات المخلوع فقد تم تجربتها وفشلها، والمثل يقول: “لا تجرب مجرباً”!
علاقته بالشيخ بقشان
في بداية مشواره العملي، تنقّل بحاح بين مناصب عدة في القطاع الخاص، وتحديداً داخل شركات تابعة لرجل الأعمال اليمني، الحامل للجنسية السعودية عبدالله بقشان، ويؤكد مقربون من بحاح أن علاقة مميزة تربطه بالأخير كانت السبب في وصول الرجل لمقاليد السلطة عندما عين وزيراً للنفط في عهد المخلوع، حيث رشحه عبدالله بقشان، إلا أن بقشان في رده على أسئلة واستفسارات طلاب حضرموت الدارسين بصنعاء في لقاء جمعه بهم في فندق موفمبيك بصنعاء أبريل من العام الجاري، نفى ذلك وقال في ذاك اللقاء: “أنا مواطن سعودي لا علاقة لي بأي شأن سياسي يتعلق بالوضع السياسي لإقليم حضرموت أو غيره”، مؤكداً أنه يعمل في إطار مجتمع مدني ويقدم خدماته بصورة بعيدة عن الوضع السياسي.