تظهر شمس دعوات الاصطفاف بعد تبرئة فرعون مصر وأكثر من عام ويزيد من تحقيق انتصارات جزئية في معركة إسقاط الانقلاب، وسط غيوم كثيفة من السيناريوهات المريبة والتصريحات العدوانية والتحركات الضبابية،
تظهر شمس دعوات الاصطفاف بعد تبرئة فرعون مصر وأكثر من عام ويزيد من تحقيق انتصارات جزئية في معركة إسقاط الانقلاب، وسط غيوم كثيفة من السيناريوهات المريبة والتصريحات العدوانية والتحركات الضبابية، وتخرج تسريبات جديدة في توقيت مشحون بتأويلات عديدة وتصدعات واضحة – أو هكذا نرى – في معسكر الانقلاب، لتشهد مصر مشهداً جديداً ولغة جديدة وتحركات جديدة في مسار الثورة المستمرة بيقين وإيمان بنصر الله ضد الانقلاب العسكري، ولكن لابد من تأكيد ضبط البوصلة الثورية واستعداد الوعي الثوري لأي احتمال وأي سيناريو.
إننا لن نقبل بتغيير الانقلاب لملابسه أو قفاز يده أو رأسه، ولن نقبل باستمرار الانقلاب، ولابد من إزالة الانقلاب وما ترتب عليه، والإزالة لا تعني الإزاحة، فهي تعني القرار الجذري الوجودي، فهي معركة وجود بين مصر الثورة الشعبية وبين عصابة الدم والخيانة والعمالة، والعصابة مرصودة ومعروفة، و”ما ترتب عليه” عبارة لا تعني الترميم أو التدليس ولكن التصحيح والإنصاف والقصاص.
إن الانقلاب جريمة كبرى ومن أكبر الكبائر السياسية، وما يترتب على الانقلاب جرائم كبرى، سواء قرارات أو إجراءات أو اتفاقات، أو مجازر ومحارق، تستوجب الحساب والقصاص لا المساومة والفصال، وبالتالي فمن غير المقبول لا عقلاً ولا شرعاً التفريط في تصحيح كل ما تم بناء على الانقلاب واستعادة الوضع الصحيح والمسار النظيف، وبالتالي فأي حديث عن إسقاط انقلاب دون إزالة ما ترتب عليه من جرائم وإجرام هو حديث من باب تحسين ظروف الانقلاب وتعاون على الإثم السياسي والعدوان على الوطن والثورة.
إن البعض يتحدث عن مخططات خبيثة لتقزيم الثورة أو الالتفاف عليها وإحباط مسارها في محطاتها الأخيرة قبل الانتصار، وهو حديث قد يلامس الواقع، ويتزامن مع تحليلات قيمة عدة تحاول قراءة المشهد عن قرب، ولكن الوعي الثوري ترسخ بفضل الله، والدماء قد حسمت المسار بحول الله، والأرض تنطق ثورة في كل مكان في مصر بإرادة الله، ومن مصلحة الجميع – ونكرر من مصلحة الجميع – أن تنتصر ثورة 25 يناير وأن يسقط الانقلاب العسكري وما ترتب عليه من تجميد لمسار التغيير السلمي وإهدار للشرعية الدستورية والحقوق والحريات والثوابت الدينية والوطنية والعربية، وأن يطبق القصاص.
وهنا نقول: إن الاصطفاف الجماهيري قيمة ثورية مهمة، هي موجهة إلى الشعب المصري الحر، لنستكمل صفه في معركة الحق ضد الباطل، ومربع الثورة ضد الثورة المضادة، للوصول إلى الحالة الحرجة المفجرة للحسم والانتصار، ولا مكان – وبحق – لمن باع الثورة في السهرة “اليونيوية” الحمراء، ويريد أن يبيعها مرة أخرى بعد تبرئة الفرعون لكفيل آخر.
لا اصطفاف مع أدعياء الثورة فرع “رمي الجتت” أو فرع الانقلاب، فكلامنا عربي فصيح وواضح وهم لا يفهمون إلا عبري بحسب الوارد لهم في خطة “ب” من صندوق بريد البيت الدموي الكائن في 1600 شارع بنسيلفانيا، أما الذين صححوا المسار، وقدموا دلائل الإنسانية والعقل والتصحيح فأهلاً بهم في معركة الثورة، ثورة 25 يناير.
ومن أهم الضوابط في – رأينا – في ظل زخم الدعوات الحالية والمستقبلية مع قرب ذكرى 25 يناير، ألا نغرق في التشتت والتشتيت والانحراف حتى لا تتوه قبلتنا الثورية مجدداً، فالمعركة الجزئية جزئية والكلية كلية، والاصطفاف ليس شيكاً على بياض، وبالتالي فالتوازن واليقظة مطلوبان، فلا قصاص بدون استقلال، ولا استقلال دون هوية، ولا هوية بدون حرية، ولا شيء من هذا دون وطن وعي ثائر ودون استمرار آليات القوة الراشدة في مواجهة القوة الغاشمة.
لقد انتهى الشوط الأول بتقدم الثورة بإرادة شعبية ودخول الرئيس البطل الصامد “محمد مرسي” قصر الاتحادية ممثلاً لثورة 25 يناير وهزيمة “أحمد شفيق”، وانتهى الشوط الثاني بتعادل الثورة المضادة بعد انقلاب عسكري وتبرئة فرعون مصر، وبدأ الشوط الإضافي الثالث، فإما ثورة كاملة أو ثورة كاملة، ولا خيار ثالثاً؛ فالثورات غير الكاملة مصيبة كاملة، والثوار أصحاب القرار والشارع لنا، والله غالب.
لا استمرار للانقلاب العسكري الغاشم.
لا لتبديل وجوه الانقلاب بـ”مبارك” جديد.
لا لإفلات مجرمي الانقلاب من القصاص.
(*) منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح