توالت الإدانات الرسمية في السويد إثر هجوم استهدف مسجد بمدينة إسكلستونا وسط البلاد يوم الخميس الماضي وأسفر عن إصابة خمسة أشخاص
توالت الإدانات الرسمية في السويد إثر هجوم استهدف مسجد بمدينة إسكلستونا وسط البلاد يوم الخميس الماضي وأسفر عن إصابة خمسة أشخاص.
وأعلن ناشطون سويديون عن تضامنهم مع المسلمين في بلادهم وسط تنامي قوة اليمين المتطرف.
وأدان رئيس وزراء السويد ستيفان لوفن أمس ما وصفه بأنه “عنف بغيض”، وقال إن بلاده لن تتساهل مع مثل هذه الجرائم، معتبرا أنه يحق لكل شخص أن يمارس شعائره بحرية.
من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم جهاز الاستخبارات سيربنا فرانزن إن الهجوم على المسجد كان جريمة خطرة، مضيفة أن التحقيق مازال جاريا لكشف المتهم وأنه “حتى الآن ليست هناك فرضية غالبة”.
ووصف وزير الداخلية أندرش إجمان الهجوم بأنه “مثير للاشمئزاز” و”غير مقبول”، داعيا لتكثيف الجهود من أجل مكافحة جرائم الكراهية. أما وزير العدل موجان جوهانسون فاعتبر الهجوم “اعتداءً جبانا على الحريات الشخصية والدينية، ولا يمكن قبوله في السويد”.
ووصفت وزيرة الثقافة والديمقراطية أليس باه كونكه الهجوم بأنه “اعتداء خطير”، مشددة على أهمية تزايد الوعي بالحقوق القانونية لدى الجميع، لأن منع الناس من إقامة شعائر دينهم يشكل تهديدا لمبدأ حرية التعبير الذي يعد أحد أسس الديمقراطية.
وطالبت الوزيرة، حسب “الجزيرة نت”، بضرورة أخذ التقارير التي تحذر من تنامي الكراهية والتحرش ضد الناس الذين يمارسون شعائرهم، على محمل الجد.
وعلى الصعيد الشعبي، تجمع عدد من أبناء مدينة إسكلستونا أمام المسجد تعبيرا عن تضامنهم مع المسلمين، وقال المتحدث باسم الشرطة رولان لندكفيست “حضر المئات للتعبير عن تعاطفهم”.
كما أطلقت جمعية “معا من أجل إسكلستونا” حملة عبر موقع فيسبوك للتعاطف مع المسلمين، ودعت المواطنين إلى إلصاق صور على هيئة قلوب على الجدران قرب المسجد.
وجاء في خطاب الدعوة الذي أطلقه شباب سويديون “فلنهب جميعا من أجل مدينة يعيش فيها الجميع بمساواة ودون خوف بسبب معتقداتهم”.
جدير بالذكر أن الشرطة السويدية أعلنت يوم الخميس الماضي أن شخصاً أضرم النار في مسجد بمدينة إسكلستونا خلال وجود نحو 15 إلى عشرين شخصاً داخل المسجد، مما أدى إلى اشتعال الحريق وإصابة خمسة أشخاص، لا يزال اثنان منهم يتلقيان العلاج في المستشفى حتى أمس.
وذكر أحد الشهود أنه رأى شخصاً يلقي شيئاً عبر نافذة المبنى الذي يوجد المسجد في طابقه الأرضي، وبعد ذلك شب حريق كبير. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية الدخان وألسنة اللهب تتصاعد من نوافذ المسجد.
وذكر أحد المصلين أنهم سارعوا إلى أبواب الطوارئ بعد اشتعال النيران وتصاعد الدخان، بينما اضطر آخرون إلى كسر النوافذ لإخراج كبار السن وسط حالة من الفوضى والهلع.
وجاء الحادث في وقت تحتدم فيه المواجهة بين اليمين المتطرف الذي يريد خفض عدد من يسمح لهم بالبقاء في السويد من طالبي حق اللجوء بنسبة 90%، وبين الأحزاب الرئيسية التي تريد الحفاظ على السياسة المنفتحة في البلاد.
وقال رئيس الرابطة الإسلامية في السويد عمر مصطفى في تصريحات إذاعية إن خطاب الكراهية ضد المسلمين تزايد في الفترة الأخيرة. ففي يناير الماضي رسم مجهولون صليبا معقوفا على الباب الرئيسي لمسجد في العاصمة ستوكهولم، وفي ديسمبر الماضي هاجم نازيون جددا مظاهرة مناهضة للعنصرية في ضواحي العاصمة، مما تسبب في إصابة ثلاثة أشخاص.