أكدت الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة بوزارة الصحة د. ماجدة القطان، أن نسبة الأمراض المعدية شهدت انحساراً كبيراً بين دول المنطقة؛ بفضل تقدم الرعاية الصحية وارتفاع المستوى الاقتصادي،
خوجة: فيروس “إيبولا” أصبح حديث الساعة.. ودول الخليج كثَّفت الجهود لمواجهة الأمراض المعدية
أكدت الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة بوزارة الصحة د. ماجدة القطان، أن نسبة الأمراض المعدية شهدت انحساراً كبيراً بين دول المنطقة؛ بفضل تقدم الرعاية الصحية وارتفاع المستوى الاقتصادي، منوهة بأن الأمراض المعدية لم تعد السبب الرئيس للوفيات خاصة بين الأطفال، إلا أن بدايات القرن الحادي والعشرين شهدت موجة جديدة من ارتفاع نسبة العديد من الأمراض المعدية مثل “السل” مع التطور المستمر للمتغيرات الفيروسية والجرثومية التي أدت إلى ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، فضلاً عن ظهور أنواع جديدة من الميكروبات التي تهدد بحدوث أوبئة عالمية مثل فيروسات “كورونا – الطيور – إيبولا”.
وشددت د. القطان في كلمة لها خلال افتتاح مؤتمر الكويت الأول للأمراض المعدية نيابة عن وزير الصحة د. علي العبيدي أن التطورات للأمراض المعدية تحتاج إلى متابعة المستجدات العالمية للتصدي لها مع الجهات العالمية ذات الخبرة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أهمية مد جسور التعاون وتبادل الخبرات بين الجهات المعنية بدول الخليج لتطبيق الإستراتيجيات والتدخلات المناسبة للتصدي لتلك الأمراض ومنع انتقالها، ومعالجتها وتفادي مضاعفاتها.
وأفادت بأن مؤتمر الكويت الأول للأمراض المعدية يعتبر انعكاساً للوعي بأبعاد مشكلة تلك الأمراض وتداعياتها على الخطط والبرامج الصحية بدول مجلس التعاون، معتبرة في الوقت ذاته هذا المؤتمر فرصة مهمة لتعزيز الجهود لدعم التواصل الفعّال بين الجهات الحكومية والأهلية الهادفة إلى السيطرة على الأمراض المعدية وانعكاساتها الصحية والتنموية.
من جانبه، أكد مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي د. توفيق بن خوجة بأن انتشار الأمراض والأوبئة التي كانت في طور الاستئصال وظهور أمراض معدية جديدة وتحور الفيروسات وظهورها بشكل جديد أصبح يشكل قلقاً وتهديداً للدول على المستوى الخليجي والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى تشكيلها عبئاً على الصحة العامة، مشيراً إلى أن التطورات السابقة تشدد على أهمية توحيد الجهود والتعاون والتنسيق المكثف بين دول المجلس في طور التأهب والجهادية للحد من انتشار الأمراض المعدية التي قد تشكل خطراً على الأمن الصحي الخليجي المشترك.
وأوضح بأن الآونة الأخيرة شهدت تفشي العديد من الأمراض منها كورونا وفيروسات الأنفلونزا مثل “الطيور والخنازير”، منوهاً بأن فيروس “إيبولا” أصبح حديث الساعة، خاصة بعد ازدياد حالات الوفيات والتفشي السريع للفيروس في ٣ دول بغرب أفريقيا، ومن ثم انتشاره في دول أخرى، كما أنه أصبح يلقي عبئه المكثف على جميع العاملين بالقطاعات الصحية المختلفة، وفي مقدمتهم خبراء الأمراض المعدية ومكافحة العدوى والوبائيات والصحة العامة والطب الوقائي، لافتاً إلى أنه تمت الدعوة لعقد الاجتماع التنسيقي الخليجي بشأن تفشي “إيبولا” في غرب أفريقيا، والذي أوصى بتحديث الخطة الخليجية في مجال مكافحة وفحص وعلاج وتدبير حالات “إيبولا” مع تفعيل وتنشيط خطط الجاهزية والاستعداد، بالإضافة إلى تفعيل نظم الإنذار المبكر، ونظام الترصد الوبائي المتكامل للأمراض المعدية والطارئة، والتحديث المستمر لأدلة المراقبة الوبائية للأمراض المعدية بناء على المستجدات الوبائية المحلية والإقليمية والعالمية، وغيرها من التوصيات الأخرى.
ولفت د. خوجة إلى أن دول الخليج والمكتب التنفيذي يقومان بجهود كبيرة للحد والوقاية من تفشي الأمراض، والتي منها رفع درجة الترصد الوبائي والطوارئ لمكافحة الأمراض المعدية، وإيقاف بعض دول المجلس لإصدار تأشيرات العمل والدخول للوافدين من الدول الموبوءة، والتعامل الإعلامي استناداً للمعلومات المبنية والبراهين، وتفعيل وتنسيق التعاون بين دول المجلس والإبلاغ عن أي حالات مؤكدة لا سمح الله، وتبادل الخطط والأدلة الإرشادية الوطنية للتعامل مع الفاشيات، وتوحيد الإجراءات الوقائية من الأمراض المعدية في وزارات الصحة، وتبادل المعلومات فيه يخص تلك الأمراض، وتنمية البرامج التطبيقية الخاصة بأنشطة الرعاية الصحية الأولية والبرامج المرافقة؛ مثل برامج التحصين الموسع، واعتماد جدول موحد للتحصين بدول الخليج، ووضع خطة خليجية مشتركة تفرغ منها خطة وطنية في كافة دول الخليج للترصد المبكر والاحتواء الفعّال في حالة حدوث أي تفشٍّ للمرض، وغيرها.
وأشار إلى أن المكتب التنفيذي يقوم بدور مهم لتكثيف وتنسيق الجهود والأنشطة والربط بين دول الخليج من خلال تبادل المعلومات والخطط والإجراءات لمكافحة تلك الأمراض وموافاة دول المجلس بأحدث المعلومات المتاحة سواء من منظمة الصحة العالمية أو مركز مكافحة الأمراض cdc في أتلانتا بالولايات المتحدة، والمركز الأوروبي لمراقبة انتشار الأوبئة ecdc وغيرها، ووكالات الأنباء، حيث يتم متابعة مؤلفاتها أولاً بأول بأي تطورات للموقف، وإنشاء موقع إلكتروني على الشبكة الإنترنت لمتابعة آخر المستجدات وتبادل المعلومات، وتعزيز العلاقة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج لمكافحة انتشار الأمراض المعدية في المدارس والمؤسسات التعليمية، وإطلاق مبادرة تجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا، وأخرى خالية من السل والأيدز، والتنظيم والإعداد لعقد اجتماعات دورية للجنة مكافحة الأمراض المعدية، وندوات خليجية لمواكبة آخر المستجدات في اللقاحات لمكافحة الأمراض المعدية.