إيران دولة في غرب القارة الآسيوية حيث تعتبر أرض الإمبراطوريات السابقة قبل الميلاد وبعده. كالإمبراطورية الإخمينية والأشكانية
إيران دولة في غرب القارة الآسيوية، حيث تعتبر أرض الإمبراطوريات السابقة قبل الميلاد وبعده كالإمبراطورية الاخمينية والاشكانية والسلوكية والساسانية إلى أن بعث الله سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لإخراج عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
ففي عام 18 للهجرة أي في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحت إيران بقيادة عياذ بن الغنم الصحابي الجليل، وتم فتح إيوان كسرى بقيادة سعد بن أبي وقاص.
ومنذ ذلك الزمن إلى يومنا هذا إيران تتبع الإسلام، وخرج منها جيل من العلماء الأفذاذ الذين كان لهم دور في نشر الحضارة الإسلامية في أنحاء المعمورة من أمثال الإمام البخاري ومسلم وابن ماجة وأبو داود والنسائي الخراساني والترمذي النيسابوري وعبدالقاهر الجرجاني وفخرالدين الرازي وأبي شجاع وغيره.
ولا ننس أن الفرس مدحهم النبي عليه الصلاة والسلام قائلا: لو كان العلم لثريا لذهب به رجل من فارس.
وبعد الفتح الإسلامي كانت هناك حكومات فارسية تحكم إيران من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها كالحكومة السامانية والغزنوية والسلجوقية إلى أن جاء القرن الخامس عشر من الميلاد حيث تمت إبادة جماعية من قبل الشاه إسماعيل الصفوي بعد أن أسس الحكومة الصفوية عام (1500م) وكان سببا لتغيير سكان إيران من منهج كتاب الله وسنته إلى الفكر الصفوي.
وقد مرت أوضاع أهل السنة في إيران بمنعطفات کثیرة، فبعد قيام الثورة الإيرانية قام سكان أهل السنة بمختلف قومياتهم الفارسية والكردية والعربية والبلوشية والجيلانية للدفاع عن الثورة معتبرة بأن الثورة ثورة إسلامية ستقودهم إلى مطالبهم التي كانت مسلوبة في أيام شاه محمد رضا بهلوی، وإيمانا بمبادئ الثورة خاض أهل السنة في المظاهرات المناوئة للحكم الشاهنشاهي.
جدير بالذكر بأن المجتمع السني كان شريكا أساسيا للإطاحة بالحكم البهلوي الذي اتخذ طريق الاستبداد والظلم والقهر والإبادة للسكان الايراني برمته.
عندما نتحدث عن أهل السنة في إيران للأسف فإن كثيرا من إخواننا العرب تتبادر أذهانهم إلى ان محافظة الأحواز العربية جاهلا القوميات السنية الأخرى في إيران (الأكراد- الآذريين – التركمان- الفرس – البلوشيين – الجيلك)، علما بأن المحافظة الأحوازية نسبة السنة فيها تشكل أقل من7% من سكان المحافظة.
لكن نحن نتحدث عن وجود 12 محافظة إيرانية فيها نسبة لأهل السنة لا بأس بها.
إن الإحصائية الرسمية للحكومة الايرانية تتحدث عن 7% من سكان إيران من أهل السنة والجماعة، لكن التوقعات داخل المجتمع السني هي أن نسبة أهل السنة ما بين 17 الى 20 مليون نسمة من أصل 80 مليون من سكان إيران أي ما يقارب20 % إلى 25% من سكان إيران أي ربع السكان.
المناطق والمحافظات التي يتواجد فيها أهل السنة والجماعة:
1- محافظة كردستان: الواقعة في شمال الغربي لإيران وعلى حدود العراقية الإيرانية. أكثر من 90 % من سكانها من أهل السنة والجماعة ويتبعون مذهب الإمام الشافعي ويتواجدون في مجموعة من المدن كسنندج- مريوان – بانة- سقز- سروآباد- كامياران- ديواندره- قروه- دهكلان.
2- محافظة أذربيجان الغربية: الواقعة في شمال غرب إيران على حدود التركية العراقية. نسبة سكان أهل السنة فيها 65%، حيث يتواجدون في مدنها الشمالية والجنوبية والشرقية كمدينة مهاباد- نقده- بيرانشهر – ماكو- سردشت- سلماس- بوكان علما بأن القومية التركية والكردية هي الغالبة في هذه المحافظة.
3- محافظة كرمانشاه: الواقعة في شمال غرب إيران على الحدود العراقية الإيرانية نسبة سكان أهل السنة فيها45%، حيث يتواجدون في مدنها الشمالية والغربية مثل مدينة باوه جوانرود- سربل ذهاب- روانسر- ثلاث باباجاني ومركز المحافظة.
4- محافظة بوشهر: الواقعة في جنوب إيران على سواحل الخليج او ما تسمى عند عرب الخليج ببر فارس. نسبة أهل السنة فيها 6% وهم من القومية العربية ولغتهم العربية. ومن المدن التي يتواجدون فيها منها نخل تقي- شاه مبارك- كنكان- عسلوية- بوشهر – جزيرة شيف- بارسيان
5- محافظة فارس: مركزها شيراز نسبة أهل السنة فيها 15% . ومن المدن التي يتواجدون فيها: مدينة خنج- شيراز – عوض – – هرم- كاريان كله دار- خور- فيشور- بلغان
6- محافظة هرمزجان أو ما تسمى عند العرب ببندر عباس: وهي منطقة استراتيجية حيث تحيطها اكبر مينا في العالم وهي همزة الوصل بين إيران والعالم من الناحية الاقتصادية والتجارية و الواقعة في جنوب إيران على قرب مضيق هرمز. نسبة سكان أهل السنة فيها 50 إلى 60% ومن المدن التي يتواجدون فيها: بندر لنجة- جزيرة قشم( جسم)،- بستك – جناح- كوهيج – بندر خمير- دركهان – سيريك- ‘جدير بالذكر بأن هاتين المحافظتين من القومية الفارسية.
7- محافظة بلوشستان: في اقصى الجهة الجنوبية الشرقية لإيران وهي على مقربة الحدود الإيرانية والباكستانية والافغانية نسبة سكان أهل السنة فيها ما تقارب 85%، ومن المدن التي يتواجدون فيها: زاهدان مركز المحافظة – سراوان- إيرانشهر- سرباز – خاش – نيكشهر- مدانج – شابهار- فنوج – سيف آباد- زابلي.
8- محافظة خراسان: هناك ثلاث محافظات في شمال شرق إيران تسمى بمحافظات خراسان أي الجنوبية والمركزية والشمالية. وأغلبية أهل السنة والجماعة في محافظة خراسان الجنوبية الواقعة على الحدود الإيرانية الافغانية. نسبة أهل السنة فيها ما تقارب 17% ويتواجدون في المدن التالية مدينة خاف- تربت جام- بيرجند – تايباد -. وهم من القومية الفارسية.
9- محافظة جلستان: الواقعة في شمال شرق ايران على مقربة الحدود الإيرانية التركمانستانية، يتبعون القومية التركمانية نسبة سكان أهل السنة فيها 60% والتي يتواجدون فيها: كنبد كاووس- علي آباد كتو- كاليكش – بندر تركمن- كلاله- مراو تپه – آزاد شهر- اينچه برون.
10- محافظة جيلان تقع في شمال إيران المطلة على بحر قزوين (خزر)، نسبة سكان أهل السنة فيها 11%، حيث يتواجدون في المدن الساحلية: طالش- اسالم – هشتبر- رضوان شهر- بندر انزلي – وآستارا. يتبعون القومية الجيلكية، والتركية.
11 محافظة اردبيل في أقصى الشمالي الغربي على الحدود الإيرانية الاذربيجانية. نسبة سكان السنة فيها 3% ويتواجدون في انبران ومن القومية التركية.
12- محافظة طهران (العاصمة الإيرانية): نسبة سكان أهل السنة فيها 7 % أي ما يقارب ملبون نسمة من أصل 14 مليون من سكان طهران. وأكثرهم من المهاجرين الذين أتوا العاصمة إما للدراسة او التجارة او الموظفين في القطاع الحكومي.
اما في طهران لا يوجد هناك مسجد رسمي لأهل السنة والجماعة، لكن بسبب انفتاح النظام الحاكم منذ عشرات السنين تم السماح لإقامة الصلوات الخمس والجمعة والعيدين والتراويح في بيوت مؤجرة تحولت إلى المساجد.
ويمكن القول بأن هناك 12 مكانا داخل طهران وضواحيها يتم إقامة الصلوات والاعياد والجمعة والتراويح لأهل السنة والجماعة.
جدير بالذكر بأن باقي المحافظات والمدن التي يتواجد فيها اهل السنة يقيمون الشعائر الإسلامية بحرية تامة ولا توجد موانع تمنعهم لإقامة الصلوات، علما بأن لديهم اكثر من 7 آلاف مسجد ولله الحمد في كل أنحاء إيران.
أخيرا لم يوفق أهل السنة للخوض في السياسة، لكن لم يصل سني قط إلى منصب وزير أو سفير أو منصب رفيع في النظام القائم.