أعرب قادة الجالية المسلمة في فرنسا عن غضبهم الشديد من تصريحات النائب اليميني بحزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” كريستيان أستروزي، التي وصف فيها المسلمين بـ”الطابور الخامس” في فرنسا.
وأدان رئيس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا خالد زكري تصريحات النائب، وقال في حوار بإذاعة “أر تي إل الفرنسية”: أستنكر بشدة هذه التصريحات الخطيرة التي تنادي بالكراهية والعنف، فالنائب اليميني أصبح يستخدم مصطلحات خاصة باليمين المتطرف ويعمل على هذا النحو، كما لم يتوانَ خالد زكري عن وصف أستروزي بعبارة “مجند الإرهابيين”.
وأكد أن المسلمين لم يعد بمقدورهم تحمل التصريحات العنصرية التي يدلي بها السياسيون، فهذه التصريحات تيسر استقطاب الإرهابيين للشباب ذوي النفوس الضعيفة، على حد قوله، لأنها توفر للإرهابيين الحجج الكافية للتأثير بها في الشباب.
وعلى المستوى السياسي، أثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة من قبل مسؤولي الأحزاب السياسية في فرنسا، فاستنكر نائب “الجبهة الوطنية” اليمينية المتطرفة، فلوران فيليبو، هذا الإفراط في الكلمات التي يسعى من خلالها كريستسان أستروزي إلى جذب المزيد من الناخبين، أما من جهة الحزب الحاكم الحالي، فقد انتقد رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الوطني الفرنسي، برونو لورو، تصريحات النائب اليميني قائلاً: هذا خطاب متطرف وغير عقلاني، وهدفه المصالح الانتخابية لحزب اليمين فقط، فكريستيان أستروزي يبحث له عن ناخبين جدد، وتصريحات هذا النائب المتطرف تخالف مبادئنا الجمهورية.
كذلك أدانت وزيرة الرياضة السابقة راما ياد هذه التصريحات، وذكرت أن أولى ضحايا التنظيمات الإرهابية هم المسلمون أنفسهم، وهذه التصريحات العنيفة والمبالغ فيها تنم عن الضعف والعداء.
وكان النائب اليميني كريستيان أستروزي من حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” برئاسة نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، قد وصف المسلمين بأنهم “طابور خامس” تواجهه الدولة الفرنسية، مشيراً إلى أن حرباً عالمية ثالثة قد أعلنت ضد الحضارة اليهودية المسيحية بواسطة الفاشية الإسلامية، حسب ما نقلته صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وقد أدلى كريستيان أستروزي بهذه التصريحات الصادمة في لقاء مع قناة “فرانس 3”.