زادت إيران وتيرة جهودها لنشر التشيّع في قطاع غزة، ورفعت من مستوى دعمها للمجموعات الفلسطينية المتشيعة في القطاع في الفترة الأخيرة.
ويلاحظ المراقبون أن إيران زادت دعمها المادي والعسكري لمجموعة “صابرون”، التي يرأسها هشام سالم، وهو فلسطيني اعتنق المذهب الشيعي قبل 15 عاماً، ويريد نقل تجربة “حزب الله” إلى الساحة الفلسطينية.
ولهذا الأمر، قام بمحاولة بناء حسينيات في قطاع غزة، وحاول تنظيم مجالس عزاء أو مسيرات حسينية في المناسبات الشيعية، واعتمد علماً باللون الأصفر كعلم “حزب الله”.
ومنذ سنة إلى اليوم، زادت إيران دعمها للمجموعات الشيعية، وذلك في وقت أوقفت فيه دعمها بالكامل لحركة “حماس” منذ أربع سنوات، وأوقفت دعمها لحركة “الجهاد الإسلامي” منذ سنة، كما أوقفت دفع مخصصات عدد من المكاتب الإعلامية لأهم القنوات الفضائية.
ويعتبر مراقبون أن زيادة الدعم الإيراني لهذه المجموعات الشيعية يأتي للأسباب التالية:
1- اقتناع إيران بأن حركة “حماس ليست” أداة من أدوات النفوذ الإيراني في فلسطين والمنطقة، بعدما رفضت “حماس” الانخراط في الصراع في سورية، وأعلنت تأييدها لـ”عاصفة الحزم” في اليمن.
2- اقتناع إيران بأن حركة “الجهاد الإسلامي” التي يقودها د. رمضان عبدالله شلح لها رؤيتها الخاصة لما يجري في المنطقة، وتحاول الحفاظ على موقف حيادي معتدل، وهي ليست في وارد الدخول في محور ضدّ آخر، وكانت حركة “الجهاد” رفضت إرسال مقاتلين إلى سورية وجبهة القلمون بناءً على طلب إيراني.
3- محاولة إيران استخدام الورقة الفلسطينية أثناء المفاوضات النووية وقبيل توقيع الاتفاق مع الإدارة الأمريكية، وسعي إيران لإقناع القوى الغربية بأنها تمتلك أوراق قوة داخل قطاع غزة للمقايضة في ملفات أخرى.
زيادة إيران من محاولتها نشر التشيّع في قطاع غزة واجه عقبات كثيرة، فهي اصطدمت مع حركة “حماس” التي عارضت هذا الأمر وحذّرت الإيرانيين من هذا السلوك.
وفي الأشهر الأخيرة، قامت قيادة حركة “الجهاد الإسلامي” بمناقشة هذه القضية مع المسؤولين الإيرانيين، إلا أنهم تنكّروا لذلك، لكن حركة “الجهاد” غير مقتنعة بالرد الإيراني، وهي تشاهد أن إيران توقف دعمها للجهاد وتدفع أموالاً طائلة للمجموعات المتشيعة التي تحاول أن تستقطب عناصر حركة “الجهاد” وتغريهم بالأموال.
المحصلة أن إيران تخطئ بمحاولتها نشر التشيّع في قطاع غزة، في مجتمع يرفض ويعارض ذلك بشدة، ويؤمن بالعلاقة السياسية فقط.