توافدت الجموع الغفيرة من المصلين على المركز الرمضاني مسجد الراشد بالعديلية للابتهال إلى الله سبحانه وتعالى وطمعاً في رضوانه ومغفرته وإحياءً لصلاة القيام في الليلة الأولى من ليال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، طالبين من الله سبحانه وتعالى الصفح والمغفرة والعتق من النيران، وقد أمّ المصلين في الأربع ركعات الأولى القارئ خالد الجهيم، وفي الأربع الأخيرة القارئ محمد البراك، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومجهود كبير من رجال الداخلية، وحضور وكيل وزارة الأوقاف المساعد لشؤون المساجد د. وليد عيسى الشعيب، ومدير إدارة مساجد حولي د. خالد الحيص.
وقد أشاد الشعيب بحسن التنظيم في مسجد الراشد، مشيراً إلى أن هناك العديد من الإبداعات والإضافات التي اجتهدت فيها محافظة العاصمة لإحياء فعاليات شهر رمضان المبارك من خلال الجدول الحافل بالعديد من مشاهير القراء؛ أمثال القارئ مشاري العفاسي، والقارئ فهد الكندري.
من جانبه، قال المهندس بدر تركي العتيبي: إن المصلين في الليلة الأولى من الليالي العشر أدوا صلاتهم بكل سهولة ويسر وراحة واطمئنان، وسط تسهيلات من قبل اللجنة المنظمة، متوجهاً بالشكر إلى رجال الداخلية على ما قاموا به من جهد كبير خلال هذه الليلة.
وقد أكد الخطيب في وزارة الأوقاف د. أحمد الكوس في الخاطرة التي ألقاها بعد الأربع ركعات الأولى من صلاة القيام؛ أن المسلم عليه الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك التماساً لليلة القدر، وأن الله سبحانه وتعالى فرض الصيام على المسلمين حتى يتقوه سبحانه وتعالى، قال تعالى في كتابه الكريم: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {183}) (البقرة).
وأضاف الكوس أنه من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكان الصحابة والسلف يعكفون على قراءة القرآن وتدبر معانيه، فالإمام ابن القيم ألَّف كتاب “مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين”، فالعلماء كانوا يقفون عند الآيات ليتدبروا معانيها ويأخذوا العظة والعبر من قصص السابقين.
وأشار الكوس إلى أن هناك الكثير من الناس يهجر كتاب الله ولا يقرأه إلا في رمضان، وهذه فرصة أمام من يقوم بذلك أن يستمر في قراءة الورد اليومي إلى ما بعد رمضان، فعلى المسلم أن يختم كتاب الله عز وجل من الحين إلى الآخر؛ لأنه شفاء ورحمة للمؤمنين قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء:82).