علي بطيح العمري
لله در الجهل ما أعدله.. بدأ بصاحبه فقتله!
كثيرة هي التصرفات والممارسات لمن حولك، تجعلك تترنم بذلك البيت بعد تحويره طبعاً!
يوم الجمعة، يوم مميز عند الناس وبالأخص المسلمون، ميزه الله من بين الأيام بخصائص اختص بها، وفيه مستحبات، يسن فعلها لكل مسلم في هذا اليوم.. لكن الجهلاء لا يدركون قيمة وعظمة وخصوصية هذا اليوم.
فراحوا..
فجروا في القطيف واختاروا يوم الجمعة! ثم أعادوا الكرة في الدمام ونفس اليوم!
وفي الكويت لما فجروا اختاروا يوم الجمعة! وعمدوا إلى الطائف ورشقوا رجالات الأمن بالرصاص يوم الجمعة!
لمَ يشوهون جماليات هذا اليوم؟
لمَ يريدون تحويل يوم الجمعة إلى يوم توجس وتخوف ورعب في نفوس المسلمين؟
في عالم الخوارج وفي عالم الجهل والظلام لا تستغرب شيئاً، فكل شيء ممكن؛ فهم قتلوا وفجروا، ولم يصلوا لمرحلة القتل إلا بعد أن “كفَّروا” المسلمين، وحكموا عليهم بالردة؛ لتسويغ قتلهم وحرقهم، في عالم الخوارج لا يهمهم أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا يهمهم كونك داخل المسجد أو خارجه، ولا يهمهم كونك “شيعياً أو سُنياً أو معاهداً”! هم يرون تعاليم شياطينهم ومنظريهم فوق تعاليم الإسلام العظيم، الذي نهى عن قتل المعاهد فكيف بالمسلم، وأن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ولم تطعمها فكيف بحبس مسلم وقتله؟
تصور هذا المشهد..
مجموعة من الناس حُكِم عليهم بالإعدام على الطريقة الداعشية.. الأشخاص الذين أسروا الأسرى، وأشرفوا على اقتيادهم لساحة الإعدام يدّعون إقامة خلافة على منهاج النبوة! والقاتل الذي يحد السكين للنحر، أو يصوب بندقيته للقتل يردد: “الله أكبر”، والمقتول يرفع صوته بــ”لا إله إلا الله”! هذا المشهد يتكرر في سيناريوهات “داعش” ومن قبلها “القاعدة”!
هذا الفيلم بالتأكيد لم يخطر على بال “شارون”، ولا على قلب الهالكة “جولدا مائير”، ولا في منامات “بن جوريون”! ولا في خيالات أي صهيوني على مر التاريخ!
المسلمون تركوا أعداءهم، وأخذ يقتل بعضهم بعضاً، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم”.
فـ”داعش” – النبتة الغريبة – لم تخطط يوماً لضرب “إسرائيل”، ولم تفجر في إيران، فهدفها واضح في زعزعة الأمن والاستقرار، وإذكاء الطائفية في دول الخليج، لكن المصيبة الكبرى أن يكون شبابنا هم أداة التفجير الداعشية في بلادهم!
وطالما أن “داعش” تستغل الدين في التضليل بأبنائنا، علينا “استغلال” الدين والفكر والمنطق في كشف هذا التنظيم، وتوعية شبابنا بحيلهم والشُّبه التي يروجونها حتى لا ينساقوا وراء هذا العبث!