تم أخيرا استحداث محطات للطاقة النووية تدفن تحت الأرض لا تزيد عن حوض استحمام بالماء الساخن قد توفر قريبا الكهرباء للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم. وقياس المحطة (البطارية) هو حوالي 1.5 متر، ويمكن أن توفر الكهرباء لـ 20 ألف منزل.
تم تصميم وحدات طاقة صغيرة في الأصل من قبل أوتيس “بيت” بيترسون وغيره من العلماء في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو.
والآن، يجري تطوير هذه التكنولوجيا تجارياً من قبل هايبريون لتوليد الطاقة، التي أعلنت مؤخراً أنها بدأت المشروع، وتخطط لبدء الإنتاج الضخم في غضون خمس سنوات.
وقال جون ديل، الرئيس التنفيذي لشركة هايبريون: “هدفنا هو توليد الكهرباء بسعر 10 سنت للواط في أي مكان في العالم”، “إن[المحطة النووية- بطارية هايبريون] ستكلف 25 مليون دولار لكل محطة.
وبسبب صغر حجمها، يمكن تجميع محطات توليد الكهرباء النووية الصغيرة بسرعة نسبية ونقلها بواسطة الشاحنات والسكك الحديدية، أو السفن إلى المناطق النائية، وإلي الأماكن التي لم تصلها الكهرباء بعد.
وتوفر محطات توليد الكهرباء بديلا للمحطات النووية الحالية، الكبيرة والمكلفة، حيث تستغرق المحطة التقليدية الواحدة حوالي 10 سنوات لتبني. وأيضا، تعتبر المحطات النووية الضخمة لتوليد الكهرباء على نطاق واسع-لا تتناسب مع احتياجات المجتمعات السكانية الصغيرة أو المناطق النائية، ويمكن استخدام وحدات هايبريون لتوفير الطاقة لعدد أكبر من السكان، كذلك.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن وحدات هايبريون ليست لها أجزاء متحركة ولذلك تدفن، ولا تفتح أبداً. حتى لو فتحت، تبرد كمية الوقود الصغيرة المحبوسة على الفور، وهذا يخفف من المخاوف التي تتعلق بالسلامة والآمان. “من المستحيل لوحدة من تلك الوحدات الصغيرة أن تصل للدرجة فوق الحرجة، “الانصهار”، أو خلق أي نوع من حالة الطوارئ “، كما تقول الشركة على موقعها على الانترنت. وذلك لأن محطات هايبريون سيتم دفنها تحت الأرض واتخاذ إجراءات سلامة صارمة بشأنها، كما تشرح الشركة أنها ستكون بعيدا عن الأنظار وآمنة من الاستخدامات غير المشروعة. وعلاوة على ذلك، فالمواد الموجودة داخلها ليست قابلة للانتشار.
وتضيف الشركة “تحتاج المفاعلات التقليدية إلى موارد الدولة القومية من أجل تخصيب اليورانيوم،” يقول ديل.
أما مفاعلاتنا فتزود بالوقود كل فترة، من سبع إلى عشر سنوات. وبعد خمس سنوات من توليد الطاقة، تقول هايبريون أن الوحدة تنتج نفايات إجمالية تبلغ حوالي حجم الكرة الصغيرة، تكون مرشحة لإعادة التدوير، تدوير الوقود.
ولدي هايبريون الآن أكثر من 100 طلب لصنع هذه المحطات، معظمها من قبل صناعات النفط والكهرباء. الطلب الأول جاء من شركة البنية التحتية التشيكية TES، المتخصصة في محطات المياه ومحطات توليد الكهرباء. وتطلب TES ست وحدات وتدرس طلب 12 آخرين، ستكون الأولي من نوعها في رومانيا.
وهايبريون تعتزم بناء ثلاثة مصانع، وذلك بهدف إنتاج 4000 وحدة نووية مصغرة بين عام 2013 وعام 2023م.. وفي العام المقبل، ستقوم الشركة بتقديم طلب لبناء وحدات للجنة تنظيم الطاقة النووية.
وبينما تعترف الشركة بأن التنمية التجارية للمحطات النووية المصغرة هي الهدف الأسمى، تعتقد هايبريون أن تحقيق الفوائد المحتملة للتكنولوجيا يحتاج لبذل المزيد من الجهد المضني أيضا. وجنبا إلى جنب مع إدخال الكهرباء إلى المناطق النائية، يمكن أيضا أن تستخدم وحدات هايبريون لتوفير المياه النظيفة لـ25٪ من سكان العالم الذين لا يحصلون على مياه نظيفة في الوقت الراهن.
ويمكن للوحدات توفير الطاقة لضخ مياه نظيفة، ستؤدي بدورها لتقليل المرض والفقر والاضطرابات الاجتماعية.
وقد قالت لجنة التنظيم النووي (NRC) PhysOrg.com): “إنها ليس لديها خطط لإعادة النظر في تصميم هايبريون في المستقبل القريب، على الرغم من أن NRC وهايبريون قد أجرىا محادثات أولية، لأن تصميم هايبريون فريد من نوعه، وتتوقع اللجنة أن الأمر سيستغرق وقتاً كبيراً لضمان متطلبات السلامة”.. وذلك في رد على رسالة من أكتوبر 2008م، كما أعلنت (NRC).
“هايبريون لتوليد الطاقة في المراحل الأولى من تطوير هذا التصميم، والمعلومات المتاحة حول اختبار ذلك النظام قليلة جداً.
وأشارت هايبريون لتوليد الطاقة أنه سيتم تقديم تقارير فنية لدعم مراجعة ما قبل التطبيق، وأن NRC لا يمكنها الدخول في أي تفاعل تقني رسمي هادف مع مقدم الطلب المحتمل حتى نتلقى تلك التقارير. وبسبب الكمية المحدودة جدا من البيانات عن اختبار النظام وقلة الخبرة المتاحة في مجال التشغيل مفاعل هيدريد اليورانيوم، يتوقع موظفي NRC أن مراجعة الترخيص سيشمل قضايا فنية كبيرة، وأخري خاصة بالسلامة والآمان، وكذلك قضايا سياسية قبل إصدار الترخيص “.