تمكنت مليشيات جماعة الحوثي والقوات الموالية لـ”علي صالح” يوم أمس الأحد من استعادة مديرية “القفر” بعد أسبوع من تحريرها على أيدي المقاومة الشعبية.
أسبوع كامل كان فرصة كافية لإتاحة الفرصة أمام الحوثيين وقوات صالح لإعادة ترتيب صفوفهم واستجماع قواهم والهجوم على المديرية في ظل نفاد ذخيرة المقاومة فيها، واستعادتها بشكل شبه كلي.
تعد القفر واحدة من تسع مديريات تحررت من قبضة الحوثيين خلال نحو أربع وعشرين ساعة، وثاني مديرية يستعيدها الحوثيون وقوات صالح بعد مديرية “الرضمة” التي سقطت مجدداً من أيدي المقاومة ولذات السبب المتمثل في نفاد الذخيرة وانقطاع الدعم.
شمالاً، وعلى حدود العاصمة صنعاء، أعلنت المقاومة الشعبية في مديرية أرحب تحرير أراضيها من قبضة الحوثيين وصالح مطلع الأسبوع الماضي، ملقية هذا الإعلان بمثابة الصاروخ الأقوى أثراً على العاصمة صنعاء، ورسالة مهمة إلى قبائل الشمال التواقة إلى التحرر والانعتاق من قبضة الحوثيين وحلفائهم، إلا أن قوات صالح والحوثيين تمكنت -مدفوعة بالشعور بالخطر على العاصمة صنعاء ومناطق الشمال – من شن هجوم عنيف على أرحب والتوغل فيها، وقامت – بالمقابل – بإرسال رسالة مضادة إلى قبائل الشمال من خلال تفجير 21 منزلاً لمواطنين في منطقة “الجنادبة” خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، وبمعدل تفجير منزل كل ساعة.
ولم تكن الحال أفضل في مديرية “عُتُمَة” الواقعة ضمن محافظة ذمار المتاخمة للعاصمة صنعاء جنوباً، والتي يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح منذ اجتياحها في أبريل الماضي بعد سقوط صنعاء بأيديهم، فإعلان المقاومة الشعبية الأسبوع الماضي عن تحريرها لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما استعادها الحوثيون وقوات صالح، مستغلين نفاد ذخيرة المقاومة فيها وعدم تلقيهم أي دعم يمكنهم من الصمود والحفاظ على الانتصار الذي مثّل اختراقاً لمناطق الشمال لا يقل أهمية عن الاختراق الذي مثله انتصار مديرية أرحب.
وبالتزامن مع احتفالات اليمنيين بالتقدم والنصر في مناطق بمحافظتي البيضاء ومأرب، واحتفالات في محافظة تعز التي بات نحو 90% منها محرراً من قبضة الحوثيين وقوات صالح، ومحافظة شبوة التي التي أعلنت المقاومة يوم أمس تحريرها بالكامل، يأتي سقوط “أرحب” و”الرضمة” و”القفر” و”عتمة” في وسط وشمال اليمن منغصاً لهذه الاحتفالات، وكما يمثل سقوطها من أيدي المقاومة انكساراً على المستوى العسكري، فإن الأمر قد يتعدى ذلك إلى إحباط قبائل الشمال التواقة للتحرير، ويهز ثقتها في إمكانية النصر والحفاظ عليه، الأمر الذي قد يكون من شأنه تعقيد الوضع في مناطق الشمال أمام الحل العسكري للجيش اليمني المساند للمقاومة الشعبية وبدعم من العمليات العسكرية لدول التحالف.