“داعش” يسعى لإعادة تقسيم المنطقة وتفتيتها وإقامة كيانات طائفية ضعيفة
قضيتنا هي بلدنا تونس وليس حزب النهضة فببقائها يبقى وبزوالها يزول الحزب وغيره
إقصاء الشباب يدفعهم للالتحاق بتنظيم «داعش» والمنظمات المتطرفة
أعرب النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب التونسي عبدالفتاح مورو عن خالص تعازيه ومواساته للكويت حكومة وشعباً؛ إثر الحادث الإرهابي الذي ألمَّ بها أخيراً، مبدياً مساندة بلاده ووقفها إلى جانب الكويت في مصابها الجلل.
وتطرق مورو في لقاء خاص مع مجلة «المجتمع» خلال زيارته الأخيرة للكويت لعدد من القضايا التي استحوذت على جل اهتمام العالمين العربي والإسلامي، وباتت تشكل خطراً يهدد وجوده، ويتصدر هذه القضايا «تنظيم الدولة» (داعش) المحاط بهالة من الغموض المثير للريبة، لاسيما وأن أهدافه التي تكشفت حالياً تؤكد سعيه لتفتيت الدول العربية لكيانات طائفية ضعيفة تدور في فلك «إسرائيل»، وليس من أجل إقامة دولة إسلامية وكيان قوي في مواجهتها.
وتحدث مورو, القيادي بحركة النهضة التونسية، أيضاً عن دور الدول في استيعاب الشباب وإفساح المجال لهم، واستيعاب طاقاتهم؛ حتى لا يقعوا فريسة لآلة الإرهاب التي تأتي على الأخضر واليابس، كما دعا الطرفين المتنازعين في مصر لإفساح المجال للحوار بينهما، لاسيما وأن كليهما متجذر في الشعب المصري، ولن يتمكن أي طرف منهما من إفناء الآخر.. وفيما يلي نص الحوار:
بداية، نرحب بكم في بلدكم الكويت، ونود سؤالكم عن سبب هذه الزيارة؟
– أولاً؛ نشكر لكم ترحابكم بنا، وعلى هذا اللقاء المبارك، ونسأل الله أن يجعل فيه الخير الكثير، وثانياً؛ فإن زيارتنا لدولة الكويت تندرج ضمن مواساتها بسبب الحادث الأليم الذي امتد إليها غدراً، والذي شاءت قدرة الله تعالى أن يتزامن مع حادث موازٍ في اليوم نفسه ببلدنا تونس، وكما تعلمون تربطنا بالكويت علاقات وروابط قديمة، فعندما استقلت دولة الكويت كانت تونس من رفع ملف اعتمادها في منظمة الأمم المتحدة.
كذلك في عام 1962م طلب الرئيس التونسي آنذاك «الحبيب بورقيبة» قرضاً دولياً من البنك الدولي، وكان في حالة خصومة مع فرنسا التي استغلت علاقاتها لعرقلة حصول تونس على هذا القرض، فما كان من «بورقيبة» إلا أن وجه رسالة إلى الزعماء العرب ليطلعهم فيها على هذا الأمر ويطلب منهم المساعدة، فكان أول بلد هبَّ للإعانة والمساعدة هو دولة الكويت.
ومهما مر ببلادنا من أحداث، فلا ننشغل عما يحدث في الكويت، ونتابع عن كثب أخبار الكويت من بعيد، ونرى ما تتمتع به الكويت من حياة سياسية نشطة في نطاق مؤسسات دولة واحدة تُحترم من قبل الجميع؛ لذلك فقد انزعجنا كثيراً عندما حدث هذا الاعتداء على جامع «الإمام الصادق»، وكنا نتمنى ألا تصاب الكويت بمثل هذه الآفة الخطيرة، ومن هنا أوفَدَنا مجلس النواب في تونس لكي نكون ممثلين له ولسلطات الدولة؛ لنبرهن عن اهتمامنا بالكويت، ونقدم تعازينا للشعب الكويتي وقيادته الرشيدة، ونرى أن هذه الضربة كانت سببا لزيادة تلاحم النسيج الوطني الكويتي.
وتندرج الزيارة التي قمنا بها لسمو الأمير وسمو ولي عهده في هذا الإطار؛ حيث أعربنا عن مساندتنا ووقوفنا إلى جانب الكويت في مصابها الجلل.
وقد لقينا من سمو الأمير كل الترحاب وحسن الاستماع والبساطة والتواضع في الحديث؛ الأمر الذي جعلنا نأنس بهذا المجلس وكأننا بين أهلنا وذوينا.
برأيكم، من يقف وراء تنظيم «داعش» الذي شن هجوماً متزامناً في ثلاث دول؛ هي الكويت وتونس وفرنسا فيما عرف بـ «جمعة الدم»؟
– إن هذه الأحدث المتزامنة والتخطيط الدقيق واختيار وتصيد الأهداف، ومعرفة مواضع الألم لكل بلد، تنم عن وجود يد خفية تسيِّر هؤلاء، لذلك لا ينبغي أن نستهين بهؤلاء الناس، فهم ليسوا مجرد شواذ قاموا بعملية طائشة، بل هم يخططون وينجزون ويضربون في أماكن موجعة، لكنني لا أدري على وجه التحديد من يحركهم، وفي تصوري أن الأيام سوف تكشف عن داعميهم.
بيد أنه يمكننا القول: إن تلك الأمور تبرهن أن التنظيم صُنع لخدمة غرض وهدف محدد؛ هو إعادة تقسيم المنطقة وتفتيتها وإقامة كيانات طائفية تستطيع «إسرائيل» العيش بينها، وتكون لها اليد الطولى والهيمنة على هذه الكيانات الهشة الضعيفة؛ ومن ثم تستمر في البقاء وتحقق المزيد من طموحاتها، فاتفاقية «كامب ديفيد» لم تنجح في إرساء دعائم التطبيع الذي تطمح إليه شعبياً، حيث ترفض الشعوب العربية هذا الجسم الغريب عن المنطقة، ولكي يكون هذا الجسم الغريب مقبولاً في المنطقة يتعين ابتزاز المنطقة والاستيلاء على ثرواتها، والتحكم فيها وإثارة الخلافات فيما بينها؛ حتى لا يظهر أي كيان قوي في المنطقة يبطش بها.
بالحديث عن التغييرات بالمنطقة، كيف ترون مشهد «الربيع العربي» بعد 4 سنوات على انطلاقه؟
– بالرغم من أن «الربيع العربي» انطلقت شرارته قبل أربع سنوات، فإن هذه المدة لا تسمح لنا بتقييم عادل؛ لأن التغييرات الاجتماعية التي تحصل للشعوب لا تؤتي أكلها ولا تبرهن عن نفسها إلا بعد زمن، خاصة إذا كانت تغييرات جذرية وكبرى، والزمن فيه تدافع بين القديم والحديث، فنحن مازلنا في أولى المراحل، وسوف تأتي مراحل أخرى يتقابل فيها التياران، التيار المحافظ الذي يريد أن يبقي المنطقة تحت وطأة استبداد وظلم، وتيار يريد أن يبشر بمستقبل زاهر للعرب باعتبارهم أمة كبقية الأمم الديمقراطية الحرة، وأن تكون الأنظمة قائمة على مؤسسات، لذلك فإن ما يحصل من رد فعل حالياً هو أمر طبيعي، فكل كيان موجود يدافع عن نفسه، والذين جرت الإطاحة بهم في ثورات «الربيع العربي» ليسوا إلا رؤوساً فقط، أما جذورهم العميقة فقد ظلت قائمة وتحتاج إلى وقت لتطهير الشعوب منها.
هل المقصود بهذه الجذور العميقة من يسميهم البعض بـ «الفلول»؟
– القضية ليست قضية «فلول» أو غيرهم، بل هي قضية عقلية، فعندما عاصرنا «الربيع العربي» اعتبرنا أنفسنا ديمقراطيين، وهذا غير صحيح؛ لأن نصف عقولنا صنعها الاستبداد، وتربينا تحت وطأة الاستبداد، وتأثرنا بطبائع الاستبداد، والنصف الثاني يتنازعه التيار الجديد والتيار القديم، فنحن في حاجة لثلاثة أجيال متعاقبة، حتى تظهر نتيجة الثورة؛ أي ما يقارب مائة عام.
وقد بزغت أولى النتائج الإيجابية للثورة الفرنسية بعد مرور أكثر من قرن على قيامها، فبعد 116 عاماً صدر الدستور الحديث لفرنسا، لذلك علينا أن نقرأ التاريخ ونعيه جيداً، ونعود فنقول: بالنسبة لـ «الربيع العربي»، فهذه بداية طيبة بثت وعياً كبيراً، ونحن نريد تغييراً مقبولاً من شعوبنا، ومن حكامنا ومن مثقفينا، وأن نسترجع ثقتنا في أن شعوبنا قادرة على أن تعيش حواراً حراً وأجواء ديمقراطية، ولا تعيش أبداً أجواء تساس فيها بالقوة والعصا، والحديد والنار، فلسنا حيوانات، إنما نحن بشر، والبشر يساس بالعقل والرأي والفكر.
وبوجه عام يعي من سيطروا علينا بالاستبداد والظلم أن هذا الأسلوب لم يعد مقبولاً اليوم، والمستبدون في العالم العربي إلى زوال.
إذن، ما الذي نحتاجه لتأصيل الثورة؟
– الثورة ليست مجرد صراخ في الطريق العام، وليست شعارات تُرفع، وهي تحتاج لمن يعطيها محتواها الفكري، ما الذي نرغب فيه وما الذي نريده، وما الذي نقيمه اليوم، هل هو التدافع على كرسي الحكم أم قضية أخرى أشمل من هذا؟ القضية ليست تدافعاً على كرسي الحكم، فإن كنا دكتاتوريين بطبعنا وتربيتنا وأراد بعضنا أن يزيل البعض الآخر فالذي يذهب دكتاتور والذي يأتي دكتاتور.
وما نرغب فيه هو تذوق أجيالنا لمعنى الحوار والقدرة على استيعاب الغير، والشعور والإحساس بأن الأمر العام نتداوله جميعاً، وليس من اختصاص طرف دون الآخر، وهذه القضية تحتاج لتأصيل فكري، فيما بيننا.
وفي أصولنا الحضارية الإسلامية ما يساعد على ذلك، وجاء الإسلام بقيم وأعلاها، ومنها كرامة الإنسان وتكريمه، بالعدل والشورى والمساواة والعناية بحاجاته ورفع مستواه وإعطائه حقه، بحيث لا يساوى بما حوله من أشياء، بل يكون هو سيدها، وهذه المعاني تحتاج إلى تأصيل لدينا، ووعي من الإسلاميين وغير الإسلاميين؛ لأن الجميع منهمك في مشروعه الخاص، والبعض يتحدث عن تطبيق الشريعة، والبعض يتحدث عن القومية العربية من المحيط للخليج، والبعض يتحدث عن الشيوعية والاشتراكية، كل هذه البرامج يجب أن تتوقف ويتم النظر إلى احتياجات الشعوب، فالشعوب تحتاج إلى الرعاية والعناية بمصالحها والقيام بشؤونها، وهذه قضية أساسية لو وضعناها في صلب اهتمامنا لأمكن أن نرفع مستويات الشعوب.
وشعوبنا اليوم تعاني من ثلاثة أمراض خطيرة؛ أولها الجهل، رغم أن أمتنا مأمورة بالقراءة، ولا أحد يتناول موضوع جهل الأمة في أطروحاته السياسية، حتى الذي يطالب بتطبيق الشريعة لم يتحدث عن الجهل المستشري في الأمة، فلم نسمع بحملة ضد الجهل لا من الإسلاميين ولا من غيرهم؛ لذلك علموا أبناءكم القراءة لكي تتعدد عندهم مصادر الثقافة؛ وبالتالي يستمعوا بأذن واحدة لأصوات مختلفة، حتى يتعودوا على الصوت المخالف.
والقرآن الكريم علمنا حتى الاستماع إلى الصوت المخالف، فحين يذكر أعداء المشروع الإسلامي بأسمائهم، فهو يتحدث عن إبليس وفرعون وهامان وقارون وأشخاص لا علاقة لهم بمشروعه ليعودنا الاستماع إلى الرأي المخالف.
أما ثاني الأمراض فهو الفقر الذي استشرى؛ لأننا لم نحسن استخدام ثروتنا، وإثراء إمكانياتنا لمواجهة المستقبل، وأخيراً المرض الثالث وهو الاختلاف والفرقة التي تجعل بعضنا يقتل بعضاً ويسيل دماء البعض.
هل بوسعنا التخلص من هذه الأمراض الثلاثة؟
– لدينا اليوم المشروع الإرهابي الذي يقتلنا ويفرقنا ويحطم كياننا، ماذا أعددنا له؟ نحن في حاجة أولاً إلى الوسائل التي بها نستعيد عقول شبابنا حتى لا يُخدعوا أو يكونوا مطية لأفكار الإرهاب، ومن ثم نبدأ بعلاج هذه الأمراض، ويوجد أمامنا مشروع عظيم هو المشروع الوطني، نحن في حاجة لاحترام أوطاننا التي تشكل جزءاً من عقيدتنا، لكن البعض بكل أسف ينسى الوطن وكأنه لا وجود له.
إنقاذ الشباب من “داعش“
ربما يلجأ بعض الشباب للعنف تعبيراً عن شعورهم بالظلم في ظل إخفاقات مر بها «الربيع العربي»، بم تنصح الشباب حتى لا يجرفهم تيار العنف؟
– التعامل مع الشباب هو أن تعيش حياتهم وأفكارهم، وبعض البلدان تقترن الشباب بالرياضة كوزارة ضمن حكوماتها كنوع من الاهتمام الظاهري بهذه القوة الفتية، لكن هذا الاقتران لم يعد يجدي حالياً.
لكن الشباب اليوم لديه من القدرات والطاقات وفهم الواقع ما يجعله يتطلع لمساهمة فعلية وواقعية برأيه وعمله، ويجب أن يُفسح المجال للشباب خصوصاً لمن تقدم بهم العمر، حتى يتحملوا المسؤولية، فبعض الدول بها وزراء لا تتجاوز أعمارهم 27 عاماً وربما أقل، فوزيرة التربية في السويد مثلاً عمرها 26 عاماً، ورئيس وزراء بريطانيا «ديفيد كاميرون» 49 عاماً.
ولجوء الشباب للالتحاق بتنظيم «داعش» وغيره من المنظمات الإرهابية ليس لقناعة فكرية، بل لأنه لم يجد موقعه كعضو فاعل يساهم في بناء مجتمع حضاري يستوعب طاقاته وطموحاته؛ وبالتالي يصبح بين عشية وضحاها شخصاً متطرفاً يحارب 42 دولة في العالم تضافرت على مقاومة أفكاره.
لذلك يجب انتشال الشباب بواسطة المؤسسات التي تصنع له وتعتني به وتخرجه من هامشية القرار إلى صلب القرار، فقد ورد في الأثر: «نصرني الشباب وخذلني الشيوخ»، ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم نصرها الشباب، فهي دعوة تغيير وثورة سلمية، وتغيير الأوضاع كان بواسطة الشباب وليست بواسطة الشيوخ، الشيوخ لديهم مصالح يحافظون عليها، وألفوا الواقع، أما الشباب فكانوا هم السابقين وهم الذين قاموا بالتغيير، وبهم تغير وضع أمتهم، ونحن لا تنقصنا الكفاءات ولا الشهادات، ولكن تنقصنا الجرأة أن نجعل أبناءنا يتخذون القرار، لذلك ينبغي المبادرة لكي نعطي للشباب مكانته.
المشهد في تونس
لننتقل بحديثنا إلى الأوضاع السياسية في تونس، فكثيرون يراقبون المشهد هناك عن كثب ولديهم سؤال مهم: إلى أين يتجه حزب النهضة حالياً بعد هزيمته في الانتخابات؟
– القضية بالنسبة لي هي قضية تونس قبل أن تكون قضية أحزاب، وبالرغم من كوني أحد المسؤولين في حزب النهضة فإن الذي يهمني في المقام الأول هو وضع بلدي بين دول العالم، فببقاء تونس مستقرة آمنة نبقى وبذهابها لن يبقى النهضة ولا غيرها.
وكقادة لحزب النهضة، فما نرغب فيه حالياً هو التأسيس للتغيير عن طريق مؤسسات تأخذ بعين الاعتبار الواقع الجديد، نتطلع إلى الحفاظ على كيان الدولة وحماية الحريات باعتبارها المكسب الأساسي للثورة، وإذا نجحنا في حماية مؤسسات الدولة التي تحمي الحريات، فقد حققنا كل ما نصبو إليه، وما أود تأكيده هو أنه ليس لدينا أي رغبة في الحكم، ونؤثر أن يكون موقعنا كطرف من الأطراف المؤثرة في البلاد، سواء كنا على رأس السلطة أو خارجها، فالوصول للحكم والسيطرة على مقاليد السلطة في البلاد ليس مقصداً في حد ذاته، وإنما المقصد هو حماية الحراك الجديد الذي أعاد الحرية للشعب.
هناك من يقول: إن القيادة الحالية لتونس تابعة للثورة المضادة هل تتفقون مع ذلك؟
– دعهم يقولون ما يشاؤون، ولنسألهم ما المعيار في حكمكم على أن هذه الحكومة امتداد للثورة المضادة؟ فإذا كان المعيار أن جزءاً كبيراً من الذين يحكمون الآن كان في حزب «بن علي»، فهذا ليس معياراً، فالثورة ليست أفراداً بل هي أفكار ومؤسسات، فهل توجد أفكار ومؤسسات ما قبل الثورة؟ بالطبع لا لأنه تم إبادتها، والعملة في تونس اليوم قائمة على التعددية، ولم يعد للأحادية مكان كما كان في عهد “بن علي“
وما رأيكم فيما يحدث في ليبيا؟
– ما يحدث في ليبيا يعتريه السوء، لأن ليبيا عاشت مقسمة إلى ثلاثة أقاليم مختلفة؛ هي برقة، وطرابلس، وفزان، وكان ذلك تحت احتلال فرنسي إيطالي إنجليزي، وعندما سقطت الدكتاتورية في إيطاليا عام 1945م، ووضعت ليبيا تحت وصاية الأمم المتحدة حتى عام 1951م إلى أن اتخذ قرار بتقليد الشيخ «السنوسي» مقاليد الحكم فيها، وظلت مقسمة لثلاثة أقاليم فيدرالية إلى نهاية الحقبة السنوسية عام 1969م، وطوال 15 عاماً لم يستطع «السنوسي» ترسيخ مفهوم الدولة الواحدة لدى أبناء ليبيا، وعندما جاء «القذافي» عام 1969م، لم يركز أيضاً على ترسيخ مفهوم الدولة الواحدة في نفوس الشعب الليبي، لذلك عندما سقط «القذافي» عاد الليبيون كما كانوا قبل حكم «السنوسي» وحكم «القذافي».