قال الخبير النفطي كامل الحرمي وفق المعطيات الحالية والمستقبلية، فإن أسعار النفط مرشحة إلى انخفاضات أخرى مستقبلاً، والعوامل المساعدة، وأهمها الاتفاق النووي الإيراني، خصوصاً مع إنهاء العقوبات الاقتصادية والمالية، وشرعنة بيع النفط عالمياً من دون شروط أو اعتراضات؛ مما سيؤدي إلى منافسات أكثر وأكبر مع أعضاء من داخل منظمة “أوبك”، خصوصاً من المملكة العربية السعودية والعراق، حيث الكل يريد أن يزيد حصته ونصيبه في الأسواق النفطية وبأفضل الأسعار.
وأضاف الحرمي في مقال له على جريدة “القبس” أن العامل المنافس الآخر ألا وهو تسارع نشاط إنتاج النفط الصخري مرة أخرى مع صموده مع انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 60 دولاراً، وبدأ منتجو النفط الصخري في زيادة عدد منصات الإنتاج والحفر، ومع تقنيات متطورة، والتفكير في إطالة عمر الحقول النفطية، وإعادة عملية التصديع المائي للحقول القديمة مرة أخرى، والتي بإمكانها إعادة «الحياة» إليها، ومع التقنيات وخفض كلف الإنتاج وضغط المصاريف؛ مما سيشكل ضغطاً آخر على أسعار النفط، وسط المخزون التجاري الوفير في الأسواق الأمريكية بحدود 460 مليون برميل والأعلى منذ بداية هذا العام.
وأوضح الحرمي أن الصين، المستورد الأكبر للنفط في الوقت الحالي، تمر بمرحلة ضعف وأداء اقتصادي غير مشجع؛ مما سيؤدي إلى نمو اقتصادي بطيء، وهذا أيضاً لن يساعد في نمو الطلب العالمي على النفط، كذلك الأزمة المالية في اليونان وكيفية إدارة ومساعدة اليونان اقتصادياً ومنع مزيد من التدهور في قيمة العملة الأوروبية الرئيسة؛ مما سيؤدي إلى المزيد من الانكماش، وهذا سيؤثر أيضاً على ضعف الطلب على النفط في أوروبا والأداء الأوروبي.
وأشار إلى أنه لم يتبقَّ سوى الاقتصاد الأمريكي، الذي بدوره يبحث عن شريك تجاري وأسواق متماسكة قوية لكي تنمو مع بقية دول العالم.
وأكد الحرمي أن العامل المؤثر الآخر في المعطيات الحالية هو تشبع الأسواق النفطية بالنفط حتى قبل وصول النفط الإيراني، مع الزيادة المستمرة في إنتاج النفط من جميع الدول النفطية.. لكن هل ستصل أسعار النفط إلى ما دون 55 دولاراً، وستظل كذلك حتى نهاية العام الحالي؟ هذا هو السؤال القائم.