حرية الرأي جزء لا يتجزأ من الحريات المدنية للفرد، ضمنتها المواثيق الدولية، والقوانين والدساتير المحلية في معظم الدول المنفتحة في أنحاء العالم.
يقال: إن (المادة 19) من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن “لكل إنسان الحق في الحرية، واعتناق الآراء بمأمن من التدخل، وحرية التماس المعلومات والأفكار وتلقيها وإذاعتها بمختلف الوسائل دون تقيد بحدود الدولة”.
كما تحدث الكثيرون من الفلاسفة عن موضوع حرية الرأي والتعبير ومنهم “جو ستيورات ميل” والذي عبر عنها بقوله: “إذا كان كل البشر يمتلكون رأياً واحداً، وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأياً مخالفاً، فإن إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بني البشر إذا توافرت له القوة”.
مع الأسف الشديد لم يتحقق تعميم احترام حرية الرأي 100% حتى في الدول المتقدمة التي ترسم نظرية حرية التعبير وتضع لها معاير مختلفة ذات صبغة سياسية.
نرى ذلك من الواقع المؤلم الذي نعيشه، كما تشهد على ذلك التقارير الصادرة من المؤسسات الحقوقية والتي تبين أن نسبة سكان العالم الذين يعيشون في ظل نظام مفتوح للحرية الرأي قد انخفضت إلى أدنى مستوى لها على مدى 10 سنوات.
ناهيك عن بعض الدول الدكتاتورية التي تقيد حرية التعبير لشعبهم باسم الحزب الحاكم والشعب، ففي الصين الشيوعية على سبيل المثال، قامت حكومة شجنفنج بحملة اعتقالات ضد ما تسميهم الفاسدين في صفوف كوادر الحكومة من جهة، ومن جهة أخرى قامت الحكومة بتأسيس المؤسسة الرقابية الخاصة التي تسمى بـ”شرطة الإنترنت والصحافة” لإغلاق جميع المواقع الإلكترونية التي لا تثني على الحكومة في مقدمة كل منشوراتها، وتكتب عن بعض الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة يومياً في مجال حقوق الإنسان.
وقد سجنت شرطة الإنترنت الصينية أصحاب أكثر من خمسين موقعاً إعلامياً مشهورة ومرخصة وأيضاً زوارهم بتهمة التجسس ومحاولة فرض الثقافة الغربية أو الإسلامية على الصينيين الشيوعيين، والكشف عن أسرار الحكومة الشيوعية ونشر الأخبار الحساسة عن أحوال المسلمين في الصين، وكشفت جريدة “مترو السويدية” يوم الأربعاء ١٩ أغسطس الجاري أن عدد المعتقلين بهذه التهم الملفقة وصلوا لنحو 15 ألفاً، بحسب تقارير حكومية رسمية.
وأشارت الصحيفة السويدية أيضاً إلى أن الصينيين بشكل عام والمسلمين منهم خاصة أصبحوا، جراء حملات التحذير المتتالية، يخافون التعامل مع الصحفيين، حتى وصلت درجة الخوف عندهم لحد أنهم لا يشترون الهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت لكي يتخلصوا من الضغوط والأعباء التي يتعرضون لها لدى تفتيشهم في الطرق والشوارع.