كشفت أسرة الفقيد الجنرال حميد جل، أن مذكرات الجنرال جل كانت ممنوعة من النشر، وكان الجنرال جل يمنع نشرها إلا بعد وفاته. وتقول أسرة الجنرال: إن مذكراته هي عبارة عن جميع اجتماعاته السرية التي كان يجريها مع المسؤولين الغربيين والأجانب في العواصم الغربية، سواء تعلق الأمر بالقضية الأفغانية، أو الكشميرية، أو النووي الباكستاني، أو الصراع الإقليمي والوضع في منطقة الخليج.
وتضمنت المذكرات اجتماعات ولقاءات وتقارير من الأهمية بمكان، بحيث قد تشبه في حالة نشرها قنبلة لا تقل عن قنبلة ويكليكس. وكانت جريدة نيويورك الأمريكية قد عرضت على الجنرال وهو على قيد الحياة مبلغ 3 ملايين دولار، مقابل الحصول على حق النشر بها، لكنه رفض هذا العرض، لأنه كان يخشى أن يُستغل ضد باكستان، ويواجه بسببه مشاكل خاصة حول ملفات نقل أسرار النووي إلى إيران وليبيا وكوريا وغيرها من الملفات الحساسة.
وخشي أيضاً أن تستغل، لأن المذكرات تضمنت صفقات عرضها الأمريكيون زمن الجهاد الأفغاني، قد تطيح بقيادات سياسية وعسكرية أمريكية ظلت تقدم نفسها في الواجهة على أنها قيادات وطنية مخلصة.
وتقول أسرته: إنه لم يعد هناك مانع من أي جهة ترغب في حق نشرها وطباعتها بعد اليوم.
أهم ما تضمنته المذكرات:
– الاجتماعات السرية مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والأجهزة الاستخباربة الروسية، أيام الاحتلال السوفييتي لأفغانستان.
– اجتماعات سرية مع القادة الهنود، حول كشمير والنزاع الهندي والقضايا المختلفة.
– لقاءات مع قادة جماعات دينية عربية وإسلامية، كانت تناضل من أجل تطبيق النظام الإسلامي.
– اجتماعات خاصة مع معمر القدافي في ليبيا وشخصيات عليا ليبية، وقضية اغتيال زعيم حركة أمل موسوي في ليبيا.
– قضايا تتعلق بالنووي الباكستاني، وعلاقاته مع كوريا وليبيا وإيران وغيرها.
– عمليات خاصة أشرف عليها الجنرال داخل أفغانستان وفي كشمير، تتعلق بالأمن القومي الباكستاني.
– مواضيع تتعلق بحرب الخليج الأولى، والغزو العراقي للكويت، والدور الذي قدمته المخابرات الباكستانية بقيادة الجنرال جل.
– تنظيم المقاومة الأفغانية ودوره في نجاحاتها.
– تنظيم القاعدة ومؤسسة خدمات المجاهدين والجماعات العربية المختلفة ودوره فيها.
– الثورة الإيرانية ودور الأجهزة الباكستانية فيها، وما دار بينهم وبين الخميني زمن الجنرال جل.
– وتناولت المذكرات معلومات حول قيادات عربية وإسلامية وخليجية، وحوادث التمرد في الخليج والعالم الإسلامي وغيرها من المواضيع التي كتبها قائد أحد أشهر الأجهزة الاستخبارية في العالم.
وعلى ما يبدو، فإن هناك أسماء ومسؤولون تناولهم، قد تضعهم في مأزق مع حكوماتهم، رغم أنهم لم يعودوا في الحكم في العواصم الغربية، وفي الهند وأفغانستان، لأنه قدّم الدليل على ما صنعته، وما كانت تقوم به في السر.