استعرض الأكاديمي والباحث الموريتاني د. الحسين الشيخ العلوي في ورقة نشرها موقع “مركز الجزيرة للدراسات” الأثر السلبي للانهيار الاقتصادي والاجتماعي لدول منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، والمعروفة بإقليم الساحل الأفريقي، وهو الانهيار الذي نتج عنه تضاعف حجم المخاطر التي أفرزها ما يعرف بـ”معبر الموت”، في إشارة لتلك الدول التي يمر عبرها 90% من تجارة المخدرات والبشر في العالم.
الفرضية الأساسية التي قامت عليها الورقة وقدم الباحث لها دلالات وأرقام هي أن الارتفاع في معدلات الفقر وانتشار الحروب وعدم الاستقرار السياسي نتيجة الانقلابات العسكرية المتتابعة في دولها، بجانب الفساد السياسي والإداري؛ جعل الإقليم منطقة مناسبة لانتشار الجريمة ومنطقة مهيأة على الخريطة لتكون معبر الموت للعالم أجمع.
وفي مقدمة الورقة، أصَّل الكاتب للخلفية التاريخية والاجتماعية لدول المنطقة، موضحاً أن الإقليم يتكون من 9 دول، تمتد من الحدود السودانية شرقاً حتى ضفاف الأطلسي غرباً، ومعظمها دول حبيسة باستثناء السنغال وموريتانيا؛ المطلتين على المحيط الأطلسي، وتقارب مساحة الإقليم 10 ملايين كيلومتر مربع؛ 64% منها صحراء جرداء، و30% منها أراضٍ صالحة للزراعة، ويزيد عدد السكان على 100 مليون نسمة بقليل، وتعد دول الإقليم الأفقر عالمياً؛ نظراً إلى تدني أداء اقتصاديات دول الإقليم، وارتفاع معدل الخصوبة؛ حيث تمتاز دول الإقليم بنسب ولادات عالية تتراوح بين 30 – 48 بالألف، مع انخفاض معدل الوفيات إلى حدود 13 – 22 بالألف, ومعدل النمو الطبيعي في حدود 2%، ويعزى ذلك إلى انتشار الأمية والجهل، وارتفاع نسبة الخصوبة التي تقدر بـــــ7 أطفال للمرأة في سن الإنجاب، وضعف المؤشرات الاقتصادية بدول المنطقة، وتتقاطع دول الإقليم في جملة حيثيات؛ أبرزها:
تتراوح نسبة الأمية في دول الإقليم من 42% من مجموع السكان في موريتانيا إلى 83% في النيجر؛ نسب الأمية في دول تجمع الساحل الخماسي من أعلى المعدلات عالميًّا.
تقع 4 دول – هي النيجر وتشاد ومالي وموريتانيا – في قائمة أفقر 15 دولة في العالم؛ بل إن النيجر تعتبر أفقر دولة في العالم؛ حيث يقع ثلاثة أرباع سكان دول المجوعة في خانة الفقراء، وتتراوح نسبة السكان التي تعيش تحت خط الفقر بين 43 – 54%.، وتُعَدُّ دول المجموعة محطة ترانزيت دولية لتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية المتجهة إلى الدول الأوروبية.
عوامل مؤثرة في عدم الاستقرار:
– الحروب الدينية والطائفية.
– تواجد التنظيمات المسلحة المتطرفة.
– تأثير التدخل الدولي على تلك الدول مثل حقبة القذافي وما بعده، وأيضاً تدخل فرنسا في مالي.
– انهيار المنظومة السياسية نتيجة الانقلابات العسكرية.
– الفساد المنتشر في جميع أركان دول الإقليم.
جذور نشأة معبر الموت
وقد قسمها الكاتب إلى ثلاثة مراحل؛ الأولى بدأت مع السبعينيات من القرن الماضي، بدأت مع استغلال القذافي لطرق القوافل التقليدية – التي يسيطر عليها الطوارق والقبائل العربية الأزوادية من جنوب ليبيا وحتى شرق موريتانيا وشمال مالي – لإيصال السلاح والمؤونة والعتاد إلى مقاتلي جبهة البوليساريو.
ثم الثانية لمرحلة الممتدة من سنة 2006 حتى 2011م، عُرفت هذه المرحلة بالحقبة الذهبية لتجارة المخدرات؛ حيث عبرت خلال هذه المعابر 93% من المخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية والمتجهة إلى أوروبا؛ أما الثالثة فهي المرحلة الممتدة من سنة 2011م حتى الآن، عُرفت هذه المرحلة بالهجرة غير الشرعية المتجهة صوب القارة العجوز عبر ليبيا؛ إثر سقوط نظام القذافي.
كما وعرض الكاتب التفاصيل عن طرق الموت، وهي: المخدرات، والهجرة غير الشرعية، والإرهاب، ليستعرض بعدها صورا للدور الإقليمي لبعض الدول في مواجهة هذا الطريق وما يحويه من كوارث على العالم.
ليختم الباحث رؤيته بالتأكيد على أهمية تقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي لدول هذا الإقليم للقضاء على تلك المشكلات التي تؤرق العالم أجمع.
للاطلاع على الدراسة كاملة اضغط هنا: