يخوض تسعة أسرى فلسطينيين في الاعتقال الإداري إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ العشرين من شهر أغسطس الماضي رفضاً للاعتقال الإداري، والذي يتم تمديده بشكل مستمر بحقهم.
عدد من عائلات الأسرى المضربين التقتهم مجلة “المجتمع” لتسليط الضوء على معاناتهم وما يلاقونه من ضغط يومي من قبل ممارسات الاحتلال تجاه أبنائهم الأسرى.
عائلة الأسير المضرب عن الطعام شادي معالي من بيت لحم، حذرت من الضغوط التي يمارسها ضباط مصلحة السجون على الأسرى المضربين عن الطعام لإجبارهم على كسر إضرابهم.
وقال علاء شقيق الأسير شادي معالي للمجتمع: “ما وصلنا من معلومات تشير إلى أن ضباط مصلحة السجون نقلوا شقيقي الأسير شادي من زنزانته التي يخوض فيها إضرابه عن الطعام إلى غرف مع الجنائيين اليهود في محاولة منهم لكسر عزيمته وفك إضرابه من خلال الضغوط النفسية والجسدية “.
وأضاف: “شقيقي أمضى في السجون قرابة الثلاثة عشر عاماً وهو مضرب عن الطعام منذ 20 أغسطس الماضي، وتم تجديد الاعتقال الإداري بحقه ثلاث مرات، وينتهي التجديد الأخير في شهر ديسمبر المقبل، وعلى الجميع الوقوف بجانب الأسرى المضربين عن الطعام، وألا ننتظر حتى يصلوا في أيام إضرابهم لأكثر من شهرين، فأجساد الأسرى ليست واحدة، فمنهم من لا يستطيع أن يصل إلى الفترة القصوى من الإضراب”.
وتابع قائلاً: “نحن كعائلة أسير نعيش في قلق وترقب وحذر ولا نرى راحة النوم، فعذابات شقيقي في الإضراب مع زملائه الأسرى لا يمكن تصورها، والاعتقال الإداري أشد على الأسرى وعائلاتهم من السجن المؤبد، فهو اعتقال بدون تهمة والهدف منه الانتقام المتكرر للأسير”.
أما عائلة الأسير منير أبو شرار من الخليل، فأكدت أنها لا تتوقف عن نصرة ابنها وباقي الأسرى، إلا أن هذا لا يكفي لتحريرهم من الأسر، فالتحرير يحتاج إلى إستراتيجية يشارك فيها الجميع”.
وقال سند أبو شرار شقيق الأسير منير للمجتمع: “يحتجز شقيقي في سجن النقب وأمضى في السجن قرابة الأربع سنوات واليوم له زيارة متوقعة من قبل محامي مؤسسة الضمير ونحن ننتظر نتائج الزيارة، وكلما نسمع صوت الهاتف نترقب أخباراً سارة”.
وعن جدوى الإضراب عن الطعام، قال سند أبو شرار: “سلاح الجوع هو السلاح الوحيد للمعتقلين الإداريين والإضراب، الفردي أصبح الأنجع في ظل عدم وجود موقف جماعي لنصرة الأسرى وتحريرهم من كافة الجهات، ومن الحركة الأسيرة نفسها، لذا لا نلوم الأسرى على إضرابهم الفردي وتحملهم مسؤولية تحريك ملفهم إلى المجهول”.
وفي مخيم الدهيشة ببيت لحم، نصبت أربع عائلات أسرى مضربين عن الطعام خيمة اعتصام دائمة للتضامن مع أبنائهم المعتقلين إدارياً.
ويقول محمد نضال أبو عكر، نجل الأسير الإعلامي نضال أبو عكر من مخيم الدهيشة: “معركة والدي مع بقية الأسرى هي معركة كل فلسطيني، ونجاحهم نجاح للشعب، فالاعتقال الإداري ذقنا منه الأمرين أنا وشقيقاتي وأمي”.
وأوضح في لقاء مع المجتمع: “الاحتلال نقل والدي المضرب عن الطعام من 20 أغسطس الماضي إلى عزل عسقلان، ويوم أمس أعاده إلى عزل سجن النقب وهذا السلوك غريب بإعادة أسير إلى سجنه بعد عزله وهذا يحتمل عدة أمور منها الضغط عليه لكسر إضرابه”.
وعن رسالته قال محمد نضال: “والدي إعلامي خدم قضيته وشعبه، وعلى الجميع وخصوصاً وسائل الإعلام مساندة أسرى الاعتقال الإداري المضربين في معركتهم”.
ويعيش المعتقل الإداري المضرب عن الطعام سليمان توفيق اسكافي من مدينة الخليل معركة الإضراب عن الطعام في وجه مصلحة السجون وجهاز “الشاباك” (الأمن العام الإسرائيلي) صامداً رغم مرضه المتفاقم. ويقول شقيقه شفيق اسكافي: “تم نقل شقيقي إلى عزل النقب بعد أن رفضت إدارة سجن عوفر استقباله، وهو يعاني من عدة أمراض منها الروماتيزم ومرض في المعدة”.
وأضاف: “أخي الأسير سليمان تزوج قبل اعتقاله بأشهر قليلة وزوجته فقدت حملها وهو في الاعتقال، وهذا ما زاد من ألمه وألمنا، ولا نعلم الآن أية معلومات عنه بعد أن أخفى الاحتلال كافة البيانات المتعلقة به”.
وتابع قائلاً: “هذا هو الاعتقال الرابع لشقيقي سليمان وقد داهمته الأمراض وهو في ريعان شبابه وخاض إضراب الكرامة لمدة ستين يوماً عام 2012، وقد حذر إدارة السجن قبل الإضراب أنه سيضرب عن الطعام إذا لم يتم الاستجابة لمطالبه، وتعمدت إدارة السجن إهمال مطالبه لتدميره وزيادة معاناته، وقد علمنا من المحامي أن إدارة السجن تتعمد نقله من سجن لآخر وهو مضرب لزيادة معاناته رغم مرضه”.
وقد أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن مصلحة السجون الصهيونية تمارس ضغوطاً نفسية على عائلات الأسرى المضربين عن الطعام، من خلال إخفاء أماكن وجودهم، مما يحدث قلقاً وإرباكاً في صفوف العائلات التي تلتمس أي أنباء عنهم من محاميهم.
يُشار إلى أن الأسرى المضربين عن الطعام هم: نضال أبو عكر، وشادي معالي وغسان زواهره، وبلال الصيفي من بيت لحم، وبدر رزه من نابلس، ومنير أبو شرار، وسليمان اسكافي، وأمير الشماس، ونور جابر من الخليل.