قالت الحركة الدستورية الإسلامية: إن ما يشهده المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى المصطفى صلى الله عليه وسلم من تصعيد غير مسبوق في سبيل تحقيق هدف الاحتلال، بتقسيمه زمانياً ومكانياً يعد امتحاناً جديداً لأمتنا العربية والإسلامية في كرامتها ومقدساتها.
ولفتت إلى أن هذه الخطوة بالغة الخطورة تأتي في سياق تعزيز السيطرة الصهيونية الكاملة على المسجد الأقصى والتي لم يكن آخرها قرار وزير الجيش في دولة الاحتلال موشيه يعلون أخيراً تصنيف المرابطين والمرابطات في الأقصى وطلاب مصاطب العلم فيه بأنهم مجموعات إرهابية؛ ما يعني منعهم من دخول الأقصى واعتقالهم وملاحقتهم قانونياً.
وشددت الحركة في بيان لها على ضرورة استنهاض الشارع العربي والإسلامي الذي لم يخذل الأقصى في مراحل الصراع التاريخي مع الاحتلال لمواجهة هذه الغطرسة الهمجية كل من موقعه ودوره وتأثيره، وفاء بمسؤوليتنا وأمانتنا.
وأثنت الحركة على صمود المقدسيين، وأشادت بالدور التاريخي لأهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948م والضفة الغربية، ودعتهم إلى تكثيف رباطهم وتواجدهم في الأقصى، وتفعيل المواجهة الشاملة مع الاحتلال لإرغامه على التراجع عن مثل هذه القرارات، والتوقف عن الاعتداءات بحقّ الأقصى والمقدسيين، فجرأة الاحتلال لا تردعها سوى بطولات النضال وجهاد المقاومة الباسلة، والتي تتطلب مزيداً من الرباط والتلاحم وتوحيد الصف وجمع الكلمة بين كافة الأطياف الناشطة في ساحة العمل الفلسطيني.
ودعت الحركة الدستورية الإسلامية الدول والحكومات وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي إلى مراجعة مواقفها المتخاذلة التي لم تعد مرضية ولا كافية لمنع الاحتلال من التعدي على الأقصى والمصلين والمرابطين فيه، وإن المواقف الرسمية السابقة ذات السقف السياسي المنخفض لن تردع التطرف الصهيوني الذي انتقل من الشارع إلى الأغلبية في الكنيست والحكومة الصهيونية؛ الأمر الذي يستوجب التحرك الضاغط والمتواصل لإجبار الاحتلال على التراجع، حتى يستقر في يقينه أن الأقصى مسؤولية كل مسلم وعربي، ولن تسكت الأمة على تدنيسه أو تقسيمه أو الاستفراد بأهله ومرابطيه.
وأشارت إلى أن أي مبادرات سلام واستسلام ليس لصداها معنى بعد كل عجرفة المحتل الغاصب، وعلى الأمة أن تُفعل برنامج المقاطعة لبضائع المستوطنات والشركات التي تتعامل أو تمول المشروعات الاستيطانية الصهيونية.
وناشدت الحركة كافة وسائل الإعلام الرسمية والوطنية إلى تحمل مسؤولياتها، وتخصيص مساحات في ساعات بثها تكشف جرائم الاحتلال بحق القدس وأهلها ومقدساتها، وتوعية المواطنين وحثّهم على التفاعل والتضامن مع القدس والأقصى، وعلى الهيئات الحقوقية الحرة في العالم أن توثق هذه الجرائم المدانة وتقدمها إلى المحاكم الجنائية الدولية، فنحن شعب يدرك معنى الاحتلال وما يجنيه من ويلات وخراب.