في التقرير اليومي الذي يعده مركز “مسار للتقارير والدراسات” يرصد أهم أخبار الثورة السورية، الثلاثاء 10 /11/ 2015م، قتل عدد من قوات النظام خلال اشتباكات مع الثوار على جبهة منطقة المرج بريف دمشق، وفي محيط بلدة الحاضر بريف حلب، في حين استطاعت قوات النظام أن تفك الحصار عن مطار كويرس العسكري في حلب، بعد انسحاب تنظيم الدولة (داعش) منه.
فيما قامت طائرات حربية تابعة لنظام الأسد بشن غارات بالصواريخ الفراغية على قرية مهين ومحيط قرية صدد في ريف حمص الشرقي، كما استهدف الطيران معملاً للفوسفات في منطقة الصوانة غرب مدينة تدمر ومحطة كهرباء على الطريق العام حمص – تدمر.
ووقعت اشتباكات بين كتائب الثوار وقوات الأسد على جبهة قرية الصخر جنوب كفرنبوذة في ريف حماة الشمالي، في محاولة من الأخيرة التقدم واستعادة السيطرة على القرية؛ ما أسفر عن تدمير دبابة لقوات النظام ومقتل طاقمها.
وعلى طريق مورك – صوران في حماة، قتل جنديان من قوات النظام قنصاً على أيدي قوات المعارضة، ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين على أطراف قرية المغير جنوب كفرنبوذة.
واستهدفت قوات الأسد مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بأكثر من ٤٠ صاروخاً، مخلّفة شهداء وجرحى إثر 3 غارات للطيران الحربي الروسي على مدينة معرة النعمان في إدلب.
وفي تطور لافت بمدينة اللاذقية، معقل النظام السوري (الأسد)، وقع انفجار ضخم بالقرب من دوار الزراعة؛ ما أسفر عن سقوط 22 شهيداً وعشرات الجرحى.
الائتلاف السوري يدين القصف الروسي:
وفي سياق متصل، أدان الائتلاف الوطني السوري المعارض استخدام الطيران الحربي الروسي القنابل العنقودية ذات القوة التدميرية الكبيرة في قصف منازل المدنيين بحلب وريفها الجنوبي، وفي مدينة دوما بريف دمشق.
وحمّل الائتلاف الحكومة الروسية الآثار القانونية والجُرمية لعمليات القتل والتدمير الناتجة عن القصف المتعمد من جانب قواتها، وأشار الائتلاف إلى أن تقارير تلقاها من مصادر محلية وطبية تؤكد قيام الطيران الروسي بإلقاء عشرات الصواريخ التي يحوي الواحد منها نحو ١٠٠ قنبلة عنقودية على أحياء سكنية ومخيمات وأسواق ومشافٍ ميدانية؛ ما أسفر عن استشهاد مدنيين، بينهم أطفال ونساء.
ودعا الائتلاف الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إدانة القصف الروسي بوصفه جريمة حرب وإبادة، لإيقاع أكبر عدد من القتلى المدنيين، والعمل على وقف ذلك ومحاسبة مرتكبيه.
إستراتيجية تركية:
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: إنه في حال وجود إستراتيجية متكاملة للجهود المبذولة من أجل التوصل لحل في سورية، وحظيت هذه الإستراتيجية بدعم الأمم المتحدة، واضطلعت كل الدول بأدوار فيها؛ فإن تركيا أيضاً ستقوم بدورها.
وأضاف أوغلو أنه لن يكون هناك فارق في حال كانت المشاركة جوية أو برية، قائلاً: الجميع متضرر من الوضع في سورية، وتركيا ستكون أول المستفيدين من إحلال السلام فيها، مؤكداً أن ظهور “تنظيم الدولة” (داعش) جاء نتيجة للأزمة السورية، وفي حال التمكن من القضاء عليه دون حل الأزمة السورية، فإن تنظيمات إرهابية أخرى ستظهر، ولذلك تصر تركيا على حل متكامل بموافقة الشعب السوري، بمن فيهم اللاجئون.
مسودة روسية:
وفي سياق ذي صلة، أعدت روسيا مسودة مشروع لإنهاء النزاع في سورية ستطرح في الجولة الثانية من المحادثات المتعددة الأطراف في فيينا، وتتكون المسودة من ثماني نقاط، أهمها اتفاق الحكومة والمعارضة السورية على بدء عملية إصلاح دستوري تستغرق 18 شهراً، تعقبها انتخابات رئاسية مبكرة.
ويطالب الاقتراح الروسي الأطراف السورية بالاتفاق على الخطوات في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة في المستقبل, مشيراً إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يرأس عملية الإصلاح الدستوري، لكنه لا يستبعد مشاركته في الانتخابات المبكرة.
يشار إلى أن مصير الأسد يعد من أهم نقاط الخلاف بين الغرب الذي يدعو إلى رحيله، وروسيا وإيران الداعمتين له.
وتضيف المسودة أن الرئيس الذي سيُنتخب سيضطلع بوظائف القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويشرف على الأجهزة الخاصة والسياسة الخارجية، ويشترط الاقتراح الروسي على المعارضة أن تشارك في العملية السياسية ضمن “وفد واحد” يتم الاتفاق عليه مقدماً، وعن وقف إطلاق النار في سورية، وتؤكد المسودة أنه يجب ألا يشمل ذلك العمليات ضد “تنظيم الدولة” وغيرها من الجماعات الإرهابية.
من ناحيتها، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اتخاذ أي قرار بشأن إنشاء مناطق حظر جوي أو مناطق آمنة داخل سورية، وذلك رداً على تصريحات في أنقرة عن اقتراب دول التحالف من الاتفاق بهذا الشأن.
وقال المتحدث باسم “البنتاجون” بيتر كوك: إن هذه المناطق ما زالت مطروحة على طاولة النقاش، وتأتي هذه التوضيحات بعد أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن حلفاء تركيا في المعركة ضد “تنظيم الدولة” يقتربون من فكرة إقامة منطقة آمنة في شمال سورية، مشيراً إلى وجود ما وصفها بالتطورات الإيجابية حول موضوع منطقة حظر الطيران والعملية العسكرية البرية.
وفي مقال له بصحيفة “الجارديان” البريطانية تحت عنوان “تحطم الطائرة الروسية يضع بوتين في مأزق حيال موقفه من الأسد”، قال شون وكور: إن الغرب يترقب نتائج التحقيقات بشأن الطائرة الروسية المنكوبة لمعرفة أن الموقف الروسي سيتغير من تكتيكاته في حال تبين أن الإرهابيين هم الذين أسقطوها في سيناء.
وأضاف وكور أنه بعد مرور أكثر من شهر على بدء روسيا شن ضرباتها العسكرية في سورية، فإن الدول الغربية ما زالت غير متأكدة من كيفية إنهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخله في روسيا، في الوقت الذي ينتظر فيه العالم لمعرفة ما مدى تأثير التفجير المفترض على الطائرة الروسية في مصر الأسبوع الماضي, مشيراً إلى أن روسيا لم تعلق رسمياً على مزاعم أن تكون قنبلة مزروعة في قلب الطائرة الروسية وراء سقوطها في سيناء، مؤكداً في مقاله أن تعليق روسيا لجميع رحلاتها لمصر، وإجلاءها لجميع السياح الروس من مصر، مع الحرص على نقل أمتعتهم على متن طائرات منفصلة، ينظر إليها على أن الروس لديهم وجهة نظر مشتركة مع المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين.
المصدر: “مسار للتقارير والدراسات”