كشف “أمير بوحبوت” المحلل الإسرائيلي للشؤون العسكرية عن اعتقاد تل أبيب بأن العملية الروسية في سورية في طريقها للفشل. وقال: إن القوات الروسية تشن من الجو والبر 50 غارة وعملية قصف يومية بمساعدة آلاف الجنود الإيرانيين، لكن رغم “الجهود الواسعة”، فإن موسكو فشلت حتى اللحظة في السيطرة على المدن الإستراتيجية ومحاولة حشد تحالف واسع.
وبدأ “بوحبوت” تحليله على موقع “walla” بالقول: إن الاتفاق النووي بين إيران والغرب أثّر بشكل كبير على الساحة السورية، فحتى توقيع الاتفاق كان نظام الأسد يتكبد خسائر فادحة، إذ سيطرت تنظيمات المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة على معظم هضبة الجولان.
وبشكل مواز سيطر ائتلاف المعارضة الإسلامية بشمال غرب البلاد على أجزاء واسعة من إدلب، وحلب وحماة، وخططت تلك التنظيمات للتحرك من هناك إلى المنطقة العلوية الساحلية في اللاذقية وطرطوس.
الاتفاق مع طهران أوضح للروس أن نظام الملالي في طهران سيعطي دفعة قوية للأسد في الحرب ضد الدولة الإسلامية (داعش) وباقي التنظيمات، في هذه المرحلة فقط قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون “جزءاً من الحل”.
أدى قرار نشر قوات من الجيش الروسي في سورية لتغير خارطة المعارضة، إذ تزايدت التحالفات بين التنظيمات المسلحة، كالتحالف بين جبهة النصرة وتنظيمات معتدلة في ائتلاف جيش الفتح لمضاعفة قدراتهم وتركيزها ضد نظام الأسد والجيش الروسي.
وداخل الغرف المغلقة أوضح دبلوماسيون روس أن الهدف الروسي واضح، ففي الدولة التي يغيب فيها نظام مستقر وقوي، تحل محله التنظيمات الجهادية. ووفقا لهؤلاء الدبلوماسيين، هناك على الأقل 2000 جهادي وصل إلى سورية من الشيشان والقوقاز، لذلك يفضل بوتين قتالهم في هذه المنطقة بدلاً من الحدود الروسية.
شملت خطة الحرب الروسية في الشهر الماضي الهجوم بطائرات ومروحيات مقاتلة وعمليات برية. وإلى جانب الهجوم الروسي، جرى تنظيم جيب سوري مكون من عدد من الوحدات نجح في إلحاق بعض الهزائم بداعش، ويسمى الآن الطابور الرابع. ويتوقع أن ينضم إليهم مئات المقاتلين من حزب الله وعلى الأقل 2000 مقاتل إيراني.
هذه القوات تسعى مجتمعة لإعادة سيطرة الأسد على حمص وحلب وإدلب بما في ذلك المناطق الكردية السورية. فيما حاول الروس تنظيم ائتلاف أكثر تنوعاً وتوجهوا للأكراد والجيش السوري الحر للتعاون معهم لكنهم جوبهوا برفض قاطع.
ورأى المحلل الإسرائيلي أن الخطة الروسية انهارت على أرض الواقع، حيث يشن الجيش الروسي ما لا يقل عن 50 هجوماً يومياً، لكن معظمها ضد الجيش السوري الحر، وليس ضد داعش. ووفقاً للتقديرات في إسرائيل، فإن 20% فقط من الهجمات الروسية موجهة ضد داعش. كذلك فإن استهداف المدنيين السوريين في تصاعد مستمر، بعكس نتائج عمليات الجيش الأمريكي الذي ينفذ هجمات مركزة ودقيقة مع الأخذ في الاعتبار الأضرار المحتملة للهجمات.
في المقابل، نجح مسلحو المعارضة في تكبيد القوات المدرعة الروسية خسائر كبيرة. كذلك، منذ بداية الهجمة الروسية، سقط في المعارك أكثر من 50 مقاتلاً إيرانياً، ونحو 70 من حزب الله، ليصل عدد مقاتلي الحزب الشيعي الذين قتلوا منذ بداية الحرب السورية إلى ما يزيد على 1200 قتيل، وأكثر من 5000 مصاب. فيما يفرض الجيش الروسي تعتيماً كاملاً على أعداد القتلى في صفوفه.
وفقا للتقديرات في إسرائيل – والكلام لـ”بوحبوت”- فإن مخططات الجيش الروسي غرقت في المستنقع السوري، إذ كان من المتوقع بمرور شهر أن يعيد الروس احتلال إدلب، لكنهم ما زالوا يخوضون معارك عنيفة ضد المعارضة.
بعد أن حاول الروس الوصول إلى تسوية مع المتمردين “الجيدين” وفشلوا، اتجه بوتين إلى عملية خارجية مع السعودية، وتركيا ودول أخرى لإنشاء جبهة ضد “الدولة الإسلامية” لكنه فشل أيضاً هذه المرة.
في روسيا تتزايد الانتقادات عن جدوى العملية. وما زاد الطين بلة تفجير الطائرة الروسية في سيناء. وقدّر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون باحتمالية كبيرة للغاية أن الحديث يدور عن عملية إرهابية.
وختم المحلل العسكري الإسرائيلي بالقول: “إذا كان ذلك فعلاً، فإن التنظيم بسيناء سوف يكتسب رصيداً إضافياً لدى قيادة التنظيم بالعراق، الأمر الذي سيترجم بتزويده بالمال والموارد التي سيستفيد منها التنظيم بسيناء في تنفيذ مزيد من العمليات. هذه الخطوة لا تقلق فقط مصر، بل أيضاً إسرائيل”.