أظهر تقرير نشره موقع “الجزيرة نت” أن هناك معطيات رسمية في “إسرائيل” تشير إلى أن هناك 1.7 مليون شخص يعيشون فيها تحت خط الفقر، وأن نصف فلسطينيي الداخل هم من الفقراء.
وبحسب معطيات مؤسسة التأمين الوطني في “إسرائيل”، فإن 1.7 مليون مواطن (18.8% من السكان) عاشوا خلال عام 2014م تحت خط الفقر، من بينهم 53% من العائلات العربية وأكثر من 700 ألف طفل عربي؛ أي ما يقارب نسبة 60%.
ويقع تحت خط الفقر الأسرة التي تتقاضى شهرياً أقل من نصف متوسط الدخل في “إسرائيل” والبالغ نحو 1350 دولاراً، أو الفرد الذي يتقاضى أقل من 600 دولار شهرياً.
ويستدل من المعطيات أيضاً أن نسبة العائلات العربية الفقيرة في “إسرائيل” قد ارتفعت خلال عام 2014 بـ2% مقارنة بالعام 2013م.
الشباب والمتعلمون
وتبلغ نسبة العائلات اليهودية الفقيرة في “إسرائيل” 13%، أما العائلات العربية الفقيرة فنسبتها 52.6%.
ويستدل من التقرير أيضاً أن وضع الشباب في “إسرائيل” قد ازداد سوءاً، حيث بينت المعطيات أن 21.9% من العائلات التي يعيلها شاب يقل عمره عن 30 عاماً هي فقيرة مقارنة بـ21.7% في العام 2013م.
وهكذا بالنسبة للمتعلمين، إذ إن من درس 13 سنة فما فوق سجل ارتفاعاً بنسبة الفقر، حيث إن 13% من العائلات المثقفة فقيرة مقارنة بـ12.8% في عام 2013م.
عوامل الفقر
ويفسر البروفيسور دانييل غوطليب، نائب المدير العام للدراسات والتخطيط في “التأمين الوطني”، تصاعد الفقر في “إسرائيل” بالإشارة إلى تباطؤ النمو وارتفاع البطالة.
كما يشير لتقليص خدمات الرفاه في “إسرائيل” لاتباعها سياسات نيوليبرالية منذ نحو 15 عاماً، إضافة للحرب على غزة التي كلفت خزينة “إسرائيل” نحو 3 مليارات دولار على الأقل.
وحذر من أن استمرار ارتفاع أسعار الشقق السكنية وأجور الشقق سيؤدي لزيادة حدة الفقر لعدة أسباب، من ضمنها تقليص مخصصات التأمين الوطني للأطفال والذي يؤثر على دخل العائلات.
ويشير الباحث الاقتصادي سامي ميعاري في تصريح لـ”الجزيرة نت” إلى أن “إسرائيل” تأتي في المكان قبل الأخير – أي قبل المكسيك – في قائمة الفقر بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (oecd)، فقد بلغ متوسط الفقر في “إسرائيل” 18.8%، فيما بلغ المتوسط في دول المنظمة 11.1%.
ويقول ميعاري: إن اللافت في معطيات “التأمين الوطني” يكمن في حقيقة أن 277 ألف عامل في “إسرائيل” يعيشون تحت خط الفقر.
وأوضح أن معدل الفقر لدى العائلات العاملة قد ارتفع إلى 13.1% مقارنة بنسبة 12.5% في عام 2013م، وتابع: يؤدي الفقر للمزيد من الفقراء؛ لأنهم يعجزون عن تعليم أبنائهم؛ وبالتالي تتقلص فرصتهم للخروج من الدائرة المغلقة.
الاحتلال والاستيطان
وفي تصريح لـ”الجزيرة نت”، يرى عضو الكنيست عن القائمة المشتركة مسعود غنايم أن الفقر في “إسرائيل” ليس قضاء وقدراً، بل نتيجة سياسات رأسمالية تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقراً.
ويربط غنايم بين الحالتين الاجتماعية والسياسية، ويقول: إن إغداق الأموال على المستوطنات والاحتلال والطرق الالتفافية العنصرية يساهم في توسيع رقعة الفقر في “إسرائيل”.
وشدد على أن معالجة آفات الفقر واجتثاثه من جذوره يمكن من خلال الاستثمار بالمواطنين العرب في “إسرائيل” (17%)، ويقول ساخراً: إنها تبنت تسوية الدولتين وحولت ذاتها إلى دولة يهودية للأغنياء ودولة عربية للفقراء.
وكان رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ قد دعا لإقامة لجنة تحقيق رسمية بالمعطيات المذكورة، معتبراً الفقر حرباً يسقط فيه مئات آلاف الضحايا، وعلى الحكومة تسديد الثمن.