نشر مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية تقريراً بعنوان “إيران والمنطقة والخطر الروسي”، ناقش فيه مناطق نفوذ إيران في المنطقة العربية، وتناول صعود نجم روسيا على حساب المصالح الإيرانية.
يشير التقرير الذي نقله “عربي 21” إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية على الأقل، لم يتواجد أي لاعب إقليمي يهدد هذا النفوذ الذي وصلت إليه إيران في السنوات الماضية، ولكن بدأت روسيا تتحرك بشكل قوي داخل الساحة السورية، ومن المتوقع أن تتدخل تدريجياً بشكل يهدد المكانة الإيرانية، ويصبح الوضع لصالح موسكو على حساب إيران في سورية.
وقال: في أفضل الحالات، إذا ما فرضنا أن العلاقات الإيرانية مع روسيا إستراتيجية وحيوية، فإن إيران لا يمكن أن تضمن مصالحها القومية على ضوء ما يحدث من تدخل روسي واسع، خصوصاً في مناطق النفوذ الإيراني في المنطقة، وفق المركز الإيراني.
وانتقد تقرير المركز الدبلوماسي تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين المؤيدين للتدخل الروسي في سورية، قائلاً: وفقاً لبعض الأحداث في الأشهر الأخيرة، وتعليقات بعض المسؤولين السياسيين والأمنيين في إيران، التي تشير إلى وجود نوع من الانجذاب باتجاه روسيا، فإن هذه النظرة المتفائلة تجاه روسيا على المدى المتوسط سوف تجلب الضرر الخطير لإيران.
وتساءل المركز الإيراني حول توقيت وأسباب التدخل الروسي في سورية، قائلاً: ما التطور المهم الذي حدث على الأراضي السورية حتى تتدخل روسيا بهذه العمليات غير العادية، وتظهر أياديها البيضاء التي كانت مختفية خلال السنوات الأربع الماضية؟
وشدد المركز الدبلوماسي على خطر الدور الروسي، قائلاً: في الوقت الذي قدمت فيه إيران العشرات من الضباط البارزين وقادتها الكبار في سورية، فهل من مصلحتنا أن يبرز الدور الروسي في سورية على حساب إيران التي قدمت دماءها هناك، على عكس الروس؟
وأضاف التقرير أنه حتى هذه اللحظة، فإن هناك شكوكاً كثيرة تدور حول تسليم روسيا منظومة صورايخ “S-300” إلى إيران وإطلاق الصواريخ الروسية من بحر قزوين باتجاه سورية، وفرض عضلات بوتين وإظهار قوته في المنطقة.. هل حقاً سوف يخدم كل ذلك إيران ومصالح إيران في المنطقة؟
وأوضح أن واحدة من أهم القضايا التي يجب أن نتنبه إليها، هي أن إيران في الأربع سنوات الماضية تحملت تكاليف عالية جداً من خلال عدم توزيع خياراتها في سورية، وأنها ركزت على لاعب واحد وهو النظام السوري، ولم تفاوض منافسيها أو خصومها أو حتى أعداءها في سورية.
وأورد التقرير أنه يمكن لإيران أن تدخل في حوار مباشر مع المعارضة السورية دون الأسد، وأن تدخل كذلك في حوار مباشر مع الأكراد والتركمان في سورية.. وفي هذا الموضوع هناك السعودية وقطر وتركيا، ولا يمكن تجاهل دور هذه الدول في سورية، ولكن العلاقات الإيرانية مع جميع هذه الدول غير مستقرة بسبب الأحداث المعقدة والحساسة التي تشهدها المنطقة الآن.
وأكد المركز الدبلوماسي الخطأ الذي وقعت فيه إيران بعد إسقاط الطائرة الروسية، والموقف الهجومي الذي اتخذ ضد تركيا، وقال: صدرت الأوامر بالهجوم على أردوغان وتمجيد بوتين دون أن نفكر في عواقب هذا الموقف الخطير، وأصبحت وسائل الإعلام الإيرانية تترجم كل ما يكتب عن تركيا في الإعلام الروسي وعن لسان بوتين، وكانت الأخبار الروسية التي تنشر في إيران أغلبها كاذبة، ولا صحة لها.
واختتم تقرير المركز الدبلوماسي الإيراني، بالقول: في نهاية المطاف، اعتبار التدخل الروسي وشخص بوتين على أنه المخُلِص والمنقذ في سورية يعدّ أكبر خطأ وقعت فيه إيران، ومن الممكن أن يؤدي هذا الموقف إلى نتائج كارثية وخسائر فادحة جداً لإيران، في سورية خاصة والمنطقة عموماً.