يصوّت سكان حي الكيلومتر 5، معقل المسلمين في بانغي (عاصمة إفريقيا الوسطى)، اليوم الأربعاء، بكثافة وتحت إجراءات أمنية مشددة، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي من المتوقّع أن تضع حداً للفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد منذ ديسمبر عام 2013.
وبحسب مراسل الأناضول، اتسمت أجواء العملية الانتخابية بالهدوء، بحي المسلمين، التي تجري تحت حماية أمنية مشددة، ولم يتم تسجيل أعمال عنف، على عكس الأحداث التي رافقت الاستفتاء على تعديل الدستور، في 13 من ديسمبر الحالي، في بعض المناطق في البلاد وخاصة ببانغي، وأودت بحياة 5 أشخاص.
وانتشر عدد كبير من قوات البعثة الأممية (مينوسكا)، أمام مكاتب الاقتراع بحي المسلمين لتأمين الانتخابات.
وقال أحد جنود البعثة، للأناضول: “نحن هنا لنمكّن المسلمين من التصويت بسلام، دون الخوف من الهجمات أو القتل”.
وأوضح عدد من مراقبي الانتخابات أن مكاتب التصويت الـ22 في الحي “يعجّون بالناخبين منذ الساعات الأولى من الصباح إلى حد الآن”.
وقال أمات ديليريس، ممثل الهيئة المستقلة المشرفة على الانتخابات، بالدائرة الثالثة ببانغي، للأناضول: إن “كل شيء على ما يرام. وحتى المشاكل البسيطة التي اعترضتنا وأربكت الناخبين، تمكّنا من تجاوزها”، لافتاً إلى أن “توافد السكان بكثافة على المكاتب، يعتبر نجاحاً إلى حد الآن”.
وأدلى المرشح المسلم كريم ميكاسوا للانتخابات الرئاسية، الذي يحظى بحظوظ وافرة للفوز بمنصب الرئيس، بصوته بكودوكو.
وقال ميكاسوا، للصحافة، إثر خروجه من أحد مكاتب الاقتراع في حي الكيلومتر 5: “منذ أسبوعين، أطلقوا النار علينا، لكن اليوم، ألحظ عزم السكان على تحدي تهديدات المتطرفين. أنا سعيد لأن هذا الطريق الذي نسلكه هو طريق نهضة إفريقيا الوسطى”.
وأمام مراكز الاقتراع تواصلت صفوف الناخبين لما يزيد على 200 متر، إلى حدود منتصف النهار، تحت أشعة الشمس الحارقة في بانغي، فيما بدا أنه مؤشر واضح على إقبال الناخبين على التصويت بكثافة.
وفتحت هيئة الانتخابات 4 مكاتب اقتراع، خارج حي الكيلومتر 5، للنازحين المسلمين ببانغي، الذين غادروا منازلهم هرباً من التوترات الطائفية.
ويختار سكان إفريقيا الوسطى، اليوم الأربعاء، رئيساً للبلاد من بين 30 مرشحاً، ونواباً للبرلمان الجديد فيما يتنافس ألف و192 مرشحاً، “بينهم عشرات المسلمين”، ممثّلين عن 62 حزبا سياسياً، إضافة إلى مستقلّين، على نيل 140 مقعداً برلمانياً.
ودعي مليون و361 ألفاً و871 ناخباً بإفريقيا الوسطى إلى التوجه، اليوم الأربعاء، إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، من بينهم 10 آلاف ناخب مسجل بمكاتب اقتراع حي الكيلومتر 5.
ونشرت البعثة الأممية مينوسكا حوالي 10 آلاف جندي على كامل تراب إفريقيا الوسطى لتأمين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بحسب المينوسكا.
ونهاية عام 2013، اندلع صراع على السلطة في إفريقيا الوسطى، الغنية بالثروات المعدنية، وتطور إلى اقتتال طائفي بين عناصر “سيليكا” و”أنتي بالاكا”، أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف، ودفع آلاف السكان إلى الهرب من جحيم الحرب باتجاه الدول المجاورة، وفي مقدمتها الكاميرون.