“الإسلاموفوبيا” شعار بدأ يؤرق المسلمين في أوروبا وأمريكا خاصة بعد تصريحات مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي المحتمل دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين لأمريكا وحول ردود الفعل سواء من جانب المسلمين أو السياسيين والإعلاميين الأمريكيين كان لموقع الجزيرة مباشر هذا الحوار مع” د .أحمد غانم” مدير مؤسسة “رؤى الإسلام” الإعلامية بالولايات المتحدة.. وإلى نص الحوار:
*ما هي أسباب تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة؟
**تم الترويج للإسلاموفوبيا بسبب تواصل مجموعات أمريكية وأخرى أوروبية؛ حيث بدأت مظاهرات المجموعات المناهضة للإسلام في أوروبا أولا ثم انتقلت لأمريكا وكان ذلك بسبب زيادة أعداد المسلمين في أوروبا خاصة وأن أوروبا مجموعة من الدول الصغيرة وليست دولة كبيرة كالولايات المتحدة, ففي فرنسا عندما زادت أعداد المسلمين وجدنا قلقا من الرجل الأبيض الذي يعيش في فرنسا ووصلت نفس الشعارات من أوروبا لأمريكا مثل “أوقفوا أسلمة أمريكا وأوقفوا بناء المساجد” من جانب المجموعات المتطرفة.
وبعد التفجيرات الإرهابية زادت ظاهرة الإسلاموفوبيا وزادت الفتنة اشتعالا مع الانتخابات الأخيرة لأن الكلام عن الإرهاب أسهل للمرشحين من الكلام في المشاكل الاقتصادية؛ فظاهرة الإسلاموفوبيا تزيد مع الانتخابات الرئاسية ومع التجديد النصفي للكونغرس، ولكن هذه المرة زادت بشكل كبير بعد وصول المرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب؛ فوجد في الإسلاموفوبيا ضالته، وأصبح يقول في العلن أشياء كانت تقال في السر.
* التصريحات العدائية للمسلمين من مرشحي الحزب الجمهوري بأمريكا، هل تعكس آراء أنصار الحزب؟
** الحزب الجمهوري هو الحزب المحافظ وهو الحزب الأكبر في أمريكا، وهو يمثل ثقافة الرجل الأبيض أو أمريكا الحقيقية عكس الحزب الديمقراطي الذي يضم أطيافا كثيرة من المجتمع الأمريكي؛ ففيه من السود والعرب والإسبان والبيض وكل الجنسيات والشباب يذهبون للحزب الديمقراطي, أما كبار السن والأغنياء ينضمون للحزب الجمهوري.
*هل تتوقع استمرار تقدم “ترامب وبن كارسون” في سباق انتخابات الحزب الجمهوري نحو الرئاسة؟
**تعودنا ألا يكمل الكثير من الذين يظهرون في الانتخابات التمهيدية الأمريكية السباق, وأتوقع ألا يصل “ترامب” و”بن كارسون” , لقد اهتم الإعلام بهما لأنهما فقاعة إعلامية, ومادة جاذبة إعلاميا, ومنع سفر المسلمين لأمريكا هو شيء لن يتم لأن ذلك يتناقض مع الدستور الأمريكي الذي لا يفرق بين الناس بسبب بالعرق أو الدين, ما يدلي به ترامب مجرد تصريحات إعلامية لن يتم تنفيذها.
*ما هو رد فعل الجمهوريين والديمقراطيين تجاه تصريحات ترامب؟
**هناك ردود فعل كثيرة لتصريحات ترامب حتى من داخل الحزب الجمهوري، وبعد تصريحه بأنه يريد منع المسلمين من دخول أمريكا عقد المتحدث الرسمي باسم الحزب الجمهوري مؤتمرا صحفيا قال فيه إن تصريحات ترامب لا تمثل الحزب الجمهوري ولا تمثل أمريكا ولا تمثل الدستور الأمريكي, وفي الحزب الديمقراطي هاجموا ترامب وقالوا إنه لا يفهم الدستور الأمريكي, والمسلمون تظاهروا ونظموا وقفات ضد هذه التصريحات, كما أطلق المخرج الشهير مايكل مور حملة على “السوشيال ميديا” وعمل هشتاج “كلنا مسلمون”، وطالب الأمريكيين بأن يرفعوا شعار “كلنا مسلمون”.
هل تتوقع نجاح حملة المليون صوت التي أطلقتها مؤسسة كير للرد على تصريحات “ترامب؟
هي حملة جيدة جدا ولكن لا يمكن القياس عليها لأن بطاقة الهوية للمواطن لا يكتب فيها الدين فلا يتم الإحصاء على أساس الدين, لأن ذلك ضد الدستور، ولكن المقصود من حملة المليون -كما نقول في مصر- سنقوم بعمل مليونية فهي حملة لجعل المسلمين في أمريكا أكثر اهتماما بالعمل السياسي والتصويت في الانتخابات الأمريكية.
* لماذا لا يحظى العمل السياسي والإعلامي باهتمام المسلمين في أمريكا؟
**تركيبة المسلمين في أمريكا تختلف عن تركيبة المسلمين في الغرب عموما؛ فهم من الطبقة الوسطى والوسطى العليا وتجار ورجال أعمال؛ فحياتهم متيسرة بشكل كبير؛ ولهذا فأغلبهم مشغولون بحياتهم وأموالهم ودراساتهم ولم ينشغلوا بالعمل السياسي, وحجم المؤسسات السياسية التي أسسها المسلمون ضئيلة جدا بالمقارنة بحجم المؤسسات الخيرية والدينية لأن الدولة لا تنفق على المؤسسات الدينية, فكل مجتمع يقوم بعمل المؤسسات الخاصة به والمسلمون في أمريكا بدأوا يدركوا أنهم لن يكون لهم وجود وصوت مسموع إلا إذا كان لهم مؤسسات إعلامية وسياسية خاصة.
*هل غيرت تصريحات “ترامب” أسلوب تفكير المسلمين في الولايات المتحدة؟
**إذا كان لهذه التصريحات العنصرية أي آثار إيجابية فهو التغير في عقلية المسلمين، وبدأوا يعتقدون أن حياة الرغد والدعة التي عاشوها يجب أن تتغير لأن وجودهم أصبح مهددا، ولا حل لهم إلا أن يهتموا بالسياسة والإعلام حتى يتم تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم ومستقبل المجتمع الإسلامي في أمريكا.
—–
المصدر: الجزيرة مباشر