يوم السبت 22 من شهر ربيع الأول من عام 1437هـ، أظنه من الأيام التي ستظل في ذاكرة هذا الجيل، وفي سجلات التاريخ الحديث للمملكة، إذ قامت السعودية فيه بقتل وإعدام 47 إرهابياً، تلك الرؤوس الإرهابية عاثت في الأرض فساداً، قتلت الأبرياء من مدنيين وعسكريين ومقيمين ومعاهدين، وكفَّروا الناس ليستحلوا دماءهم وأموالهم.
السعودية لما قامت بتنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابيين، كان الهدف من ذلك:
عقاب وجزاء المخربين، فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد حرمة قتل الناس بلا حق، وفيه ردع لكل من تسول له نفسه التخريب والإفساد في المجتمع، والسير على طريقة أولئك الذين لم يسلم منهم قريب أو بعيد، وفيه نصرة للمظلومين، ممن اكتووا بنار الإرهاب، وفقدوا ذويهم، وفيه بسط للعدل الذي ينشده العالم، وفيه حماية وهيبة للدولة، فالمملكة تعاني من الإرهاب منذ تأسيسها، ولأن المملكة أعلنت الحرب على الإرهاب على رؤوس الأشهاد، والقصاص من هؤلاء يمثل التطبيق العملي لما أعلنته ونادت به في المحافل الدولية.
إعدام أولئك الإرهابيين كشف لنا حجم النفاق الذي يمارسه الغرب والشرق ليل نهار، فالإعلام الغربي يروج عن السعودية بأنها راعية إرهاب، ومنبع عنف، وبعد إعدام الإرهابيين، شاهدنا تباكي المنظمات والإعلام على حقوق الإنسان! لم تذرف الدموع على توحش “إسرائيل” في فلسطين، وكيف قتلت وشردت، لم يذرفوا دمعة واحدة على براميل “بشار” التي أهلك بها الشعب السوري! فقط همهم أمر 47 رجلاً من بين ملايين المقتولين في العالم الإسلامي بلا ذنب!
إعدام الإرهابيين أظهر المزيد من “اللطميات” الإيرانية، فإيران حينما تتحدث عن حقوق الإنسان، وتعطينا الدروس في نبذ الإرهاب، تذكرنا بالعاهرة التي تتحدث عن الشرف! فتدخلها السافر في سورية، وقتلها السوريين والعراقيين على الهوية ليس بإرهاب، ونصب المشانق للأحوازيين، وتركيعهم للبطش الفارسي، لا يعد إرهاباً.. فقط قتل شخص واحد من بين 47 يعد إرهاباً في نظرها!
يجب التأكيد على أن قتل نمر النمر ليس لكونه “شيعياً”، بل لكونه مواطناً ارتكب ما يوجب التجريم، ولم يكن الإعدام طائفية إذ أكثر المعدومين هم سُنة، فهنا لا فرق بين سُني وشيعي، الجميع سواسية أمام ما يخل بالأمن، أو يقدح في ثوابت الإسلام، ولا ننسى أن طول مدة المحاكمة يعطي المحكوم عليهم فرصاً كافية للدفاع عن أنفسهم.
الذين ملؤوا الدنيا صراخاً على من نُفِّذ فيهم القصاص، لم ينظروا إلى حال ضحايا الإرهاب، وجنايات العنف، تحسروا على القاتل ولم يلتفتوا للمقتول، تعاطفوا مع المجرم، وتركوا الضحية، لذا فتعاطفهم أو دفاعهم عن القتلة يجعلهم إما شركاء لهم، أو متواطئون أو مخدوعون، ولو تُرِك الإرهابيون بلا عقاب لعمت فوضاهم، ولتطاير شرهم.
في الأخير..
يظل الإرهاب لا دين ولا مذهب له، وكل العقلاء يدينونه ويستنكرونه، فالإرهابي يقتله فكره وعمله، وجريمته في حق الأبرياء!