قد يتساءل البعض: أين تذهب أيامي؟ وفيما يضيع وقتي؟ وكثيرون يبدون أكثر انشغالاً هذه الأيام من أي وقت مضى، ولا يستطيعون تفسير أسباب ضياع الوقت، وفي أي شيء ضاع، والحكماء يقولون: إن الوقت هو أثمن ما تمتلكه من موارد, ولكن يبدو أنه يطير بصورة أسرع من أي مورد آخر.
وأنت، مثل الكثير منا، مشغول بشكل كبير، ولكن مازالت لديك لائحة طويلة من المهام، والتكنولوجيا التي تعدك بتبسيط حياتك، تجعلها أكثر تعقيداً.
تنفق وقتك، في كل لحظة، لاهثاً في عديد من الاتجاهات المختلفة، والأولويات تتغير باستمرار، البريد الوارد لا يمكن أن يبقى 20 دقيقة بدون تحميل كمٍّ هائل من الرسائل، ومسؤوليات وظيفتك مكثفة، وفي الوقت نفسه، يرسل لك زملاؤك في العمل دعوات للقاءات أو اجتماعات، ثم تندفع للمنزل في محاولة لإعداد عشاء صحي تحبه عائلتك، في الوقت الذي ينبغي أن تقرأ الرسائل النصية، ولا تهمل المشاركة في الشبكات الإلكترونية الإعلامية الاجتماعية. كيف يفترض أن تنجز كل هذه المهام بشكل صحيح؟ إنها مرهقة! إنها منهكة! ولكنها ليست كذلك فقط بالنسبة لك وحدك، فهذا يحدث لمعظمنا كل يوم.
ترغب في أن تعيش كما تحلم وكما تشاهد في البرامج التلفزيونية والمجلات التي تبيع الوهم، حيث تستطيع أن تقضي الكثير من الوقت في الاسترخاء وفي الانغماس في مشاعرك، وعلى الرغم من معرفتك بأن هذا حلم خيالي، لا تزال تسعى لتحقيقه في حياتك.
هل أنت على استعداد بأن تشعر بأن الحياة أقل إرهاقاً؟
علي كلٍّ، عندي لك خبر سار: يمكنك أن توفر على نفسك الكثير من الوقت والجهد بتغييرات بسيطة في عاداتك، فإذا كنت على استعداد للحصول على قيمة أكبر لوقتك، فقد حان الوقت لأن تقوم بالآتي:
1- ركِّز من الألف إلى الياء:
هل لاحظت كيف تبدأ مهمة ما؟ البداية غالباً ما تتطلب الكثير من الطاقة والإرادة، وخصوصاً عند القيام بشيء لا تحبه ولا تستمتع بالقيام به.
الانتقال بين المهام يهدر الكثير من الطاقة، وعندما تكون المهمة شيئاً لم تتعود القيام به، أو شيئاً ذا أهمية ثانوية بالنسبة لك، عليك أن تقنع نفسك ذهنياً أنك لا بد أن تقوم به، وهذه هي المهمة الأصعب؛ ولهذا السبب عليك عندما تبدأ أن تركز جهودك وطاقتك بنفس القدر وبنفس الحماس من البداية وحتى إتمام إنجاز المهمة كلما كان ذلك ممكناً.
وأنت بطبيعة الحال لا يمكن أن تعمل دون توقف لمدة ثماني ساعات، ولا يمكن أن تكتب كتاباً في جلسة واحدة، ولكن يمكنك أن تكتب 1000 كلمة في جلسة واحدة، المهم ألا تتوقف للاستراحة كل 50 كلمة.
2- استخدام وفورات الحجم:
عندما تشتري كميات كبيرة بسعر الجملة، يكون كل بند على حدة أرخص، وينطبق نفس المبدأ على الوقت، فعندما تقوم بالمهام المماثلة معاً، يمكنك توفير قدر كبير من الوقت.
فعلى سبيل المثال، لن تستطيع أن تقنع أماً مشغولة عندها ثلاثة أطفال أن تعمل السندوتشات واحداً واحداً؛ لأنها تعرف أن عمل السندوتشات الثلاث في نفس الوقت سيوفر لها دقائق ثمينة.
فكر في المهام المتشابهة من الأعمال التي لديك العديد منها، فعلى سبيل المثال؛ خصص 45 دقيقة في اليوم للرد برسائل قصيرة على العملاء، وبمجرد الانتهاء من ذلك لا تنظر في بريدك الإلكتروني حتى تأتي الـ45 دقيقة القادمة في اليوم التالي.
3- كن قابلاً للتنبؤ بأفعالك:
قد يبدو هذا مملاً! حسناً.. هل تريد أن تقول: إن «ستيف جوبز» كان مملاً؟ في البداية، قد لا تعتقد أنه كشخص كان يمكن التنبؤ بأفعاله، ولكن إذا فكرت بشكل أعمق قليلاً يمكنك أن تتذكر أنه كان بإمكانك أن تراهن على ما سوف يرتديه عندما يذهب للقاء أو محاضرة، ذلك لأنه كان يرتدي الزي نفسه كل يوم، كم ساعة سوف توفر لك هذه الممارسة في غضون سنة من الزمن؟ وإذا كنت سيدة مثلي، فإن الجواب هو أنك ستوفرين الكثير.
الآن، ارتداء نفس الشيء كل يوم قد لا يروق لك، ولكن ما الأشياء الأخرى التي يمكن تطبيق هذا المبدأ عليها؟ ما الأشياء التي يمكنك تحويلها لأشياء تلقائية «أوتوماتيكية» لتبسيط حياتك؟ أموالك ربما، أو إعداد وجبتك الخاصة، على أي حال، وجود خطة محددة في المنطقة الصحيحة من حياتك سيقضي على الوقت الذي تقضيه عند الإسراف في تداول الخيارات الكثيرة.
4- تخلص من الفوضى البصرية:
حتى لا يتشتت انتباهك، تخلص من فوضى المكان والزمان بقدر الإمكان.
الفوضى البصرية تتنافس على جذب اهتمامك، وأنت تحتاج أن تُبقي مكتبك ومكان عملك خالياً من الفوضى بقدر الإمكان، وبطبيعة الحال، سوف تحتاج لبعض الأمور مثل الكتب أو التقارير أو أكواب من القهوة للإبقاء على تركيزك، ولكن إذا ابتلي مكتبك بالفواتير المدفوعة وغير المدفوعة، والصور، وأكوام من الأوراق التي لم تقرأ منذ أشهر؛ فسوف يتشتت انتباهك.
التركيز على المهمة التي بين أيدينا يكون أصعب عندما نرى كومة هائلة من الأوراق والأدوات التي تحتاج إلى فرز واستبعاد، قم بخلق مساحة للعمل في هدوء وكفى فوضى!
5- اعتبر نفسك شخصاً فعالاً وكفؤاً:
قال «هنري فورد»: «إذا كنت تعتقد أنك تستطيع، أو كنت تعتقد أنك لا تستطيع، فأنت على حق»، هل لاحظت كيف عندما تعتقد أنك لن تنجز شيئاً، فإنك لن تنجز شيئاً؟ الواقع أنك في هذه الحالة تستسلم قبل خوض أي قتال.
ونحن نعلم أن الرياضيين المحترفين يمارسون الفوز في عقولهم، قبل أن يحققوه على أرض الواقع، ويفكرون بجد في هذا الموضوع، وهذا يعطينا فكرة عن قوة عقولنا المذهلة، وطالما أن العدَّاء يمكن أن يركض أسرع عن طريق تصور ذلك في عقله، فأنت يمكن أن تنجز أكثر في يومك إن تخيلت نفسك كفؤاً.
مارس تصور نفسك كشخص فعَّال وكفء عند كل صباح عندما تستيقظ، وأنا أضمن لك أنك ستكون على حق في نهاية كل يوم.
6- امسح المخاوف التي لا داعي لها من عقلك:
المخاوف تشغل حيزاً مهماً في عقلك، وتحتاج إلى التخلص منها، بقدر الإمكان، إذا كنت تريد أن تكون فعالاً، فأنت ببساطة لا يمكنك التركيز عندما يكون جزء من الدماغ قلقاً ومنشغلاً بشيء ما.
ولكن تخليص عقلك من هذه المخاوف ليس سهلاً، خصوصاً إذا كان ما تحتاج لفعله هو الذي يضغط عليك، ويمكنك التحكم في الطريقة التي تفكر بها في هذه الأشياء، فإذا ما تركت عقلك يبدأ التفكير في القلق بدلاً من التفكير فيما عليك القيام به، فلن تنجز أي شيء، وهو ما يزيد الضغط والإجهاد عليك.
ما الذي يمكن عمله إذن؟
يمكنك محاولة تدوين ما يقلقك، تحديد القلق الذي يمكن أن يسلبك قوة عقلك الضرورية، وفاصل من ممارسة سريعة للرياضة يساعد عقلك على العودة لصفائه، ويعيد تنشيطك عندما تعود للعمل مرة أخرى، ومع ذلك إذا استمر القلق، أو كانت عندك مشكلة بحاجة حقاً إلى حل، فيجب أن تقوم بجدولة بعض الوقت للعمل على حلها.