إذا كنت من معتقلي الأجهزة الأمنية سابقا في الضفة الغربية، لا بد من الاستدعاء والاحتجاز أيام كي يتم تحديث المعلومات عنك، هذا حال من يخضع للاعتقال السياسي الذي يتم بشكل شبه يومي في الضفة الغربية.
فلسطينيون أشاروا إلى أن الاعتقال السياسي في الضفة الغربية ما هو الا استهتار واهانة لتضحيات الشعب الفلسطيني المقاوم، مطالبين بوقفه على الفور.
ايذاء نفسي وجسدي
الشيخ المسن رياض ولويل “61 ” عاما قال لـ “المجتمع”: تم استدعائي الخميس الماضي الى مقر جهاز الأمن الوقائي، وبعد الذهاب الى المقر أدخلت انا ومجموعة من الاشخاص الى مقر التحقيق ونقلنا الى الخدمات الطبية، بعد تسليم الامانات، وساءت حالتي الصحية وعند المساء تم الافراج عني مع احتجاز البطاقة الشخصية والمراجعة في يوم أخر، وبعد الافراج عني توجهت للمشفى لمعاينة حالتي وكان هناك ارتفاع للضغط وعدم انتظام لضربات القلب.
ويضيف ولويل: الاعتقال السياسي فيه ايذاء نفسي وجسدي على المعتقل وعلى محيطه العائلي ويساهم في زيادة الاحتقان في المجتمع الفلسطيني، مشيراً إلى أن من يتخذ القرار بالاعتقال السياسي عليه ان يعلم ان تداعيات الاعتقال سلبية ونحن بحاجة ماسة للوحدة وكرامة لدماء الشهداء النازفة وآهات الاسرى.
مصادرة للحرية
بدوره، قال مراسل مجلة “المجتمع” في الضفة الغربية الاعلامي مصطفى صبري: الاستدعاء الامني والاعتقال بدون اية معلومات او تهمة بحد ذاته اهانة للشخص، لان الاعتقال يكون تعسفيا ومخالفا للقانون وحتى الاستدعاء الامني لا يكون مزاجيا، مبيناً أن حسب القانون الفلسطيني، استدعاء أي شخص يكون بلائحة من قبل النائب العام مقدمة من الجهاز الامني للاستفسار عن مواضيع معينة يتم سردها في بيانات الاستدعاء؛ لان مصادرة حرية أي شخص ولو لعدة ساعات يجب ان تكون ضمن القانون؛ فمصادرة الحرية بالاعتقال لساعات او لأيام أو لأشهر هي واحدة من حيث التأثير النفسي والاذى الذي يلحق بالشخص.
واضاف صبري: عند استدعائي أمنيا واخضاعي للفحص الطبي تقدمة للاعتقال، اعلنت عن رفضي لهذا الاعتقال بالاضراب عن الطعام، رفضا لأي اعتقال سياسي واخبرت نقيب الصحفيين النقيب عبدالناصر النجار بما جرى ووعدني بالتحرك، وتم احتجاز بطاقتي الشخصية للعودة للمقابلة.
وطالب صبري بوقف جميع اشكال الاعتقال السياسي التي لا تليق بتضحيات شعبنا، فتصريحات المسؤولين بان الحريات العامة سقفها السماء، في الواقع سقفها اخفض من اخفض نقطة في اليابسة في مدينة اريحا .
استهتار بتضحيات الشعب
ويرى النائب التشريعي فتحي القرعاوي في استمرار الاعتقال السياسي طعنة لدماء الشهداء وزيادة لعذابات الفلسطينيين، مطالباً بوقفه على الفور، وبين أن الاستمرار في الاعتقال استهتار بتضحيات الشعب الفلسطيني وامعان في اذلال شريحة مهمة من ابناء الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال النائب حسن خريشه: يبدو ان وتيرة الاعتقال السياسي تزداد مع كل جولة تفاوضية يتم الاستعداد للشروع فيها، ويدفع ثمن الاعتقال السياسي اشخاص يتم محاسبتهم على انتمائهم السياسي، ونحن نعيش انتفاضة القدس يجب الوقوف جميعا امام دماء الشهداء وعدم الانجرار الى اعتقالات تزيد من عذابات الفلسطينيين.
واضاف: كل عمليات الاعتقال السياسي ناجمة عن اتفاقيات امنية سابقة، والاصل في الاعتقال السياسي ان يتم شطبه من قاموس الشعب الفلسطيني فالاحتلال جاثم على صدورنا ويعتقل يوميا العشرات ويقتل ايضا بدم بارد شبابنا، وتوقف الاعتقال السياسي مطلب أساسي.