المشهد الأول: رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يقول أمام وفد نسائي “إسرائيلي” زاره في مقرّه في رام الله: اتصلتُ كثيراً بنتنياهو من أجل أن نعقد لقاءات، لكنه لم يتجاوب مع اتصالاتي.
المشهد الثاني: رئيس جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية يقول لمجلة “ديفنس نيوز” الأمريكية: عملنا مع الأمريكيين و”الإسرائيليين” من أجل عدم انهيار السلطة الفلسطينية، ويقصد في الأشهر الأخيرة بسبب الانتفاضة.
المشهد الثالث: بعد أن انتهى لقاء عباس مع صحفيين “إسرائيليين” يوم السبت الماضي، أمسك أحد مساعدي عباس الكاتب “الإسرائيلي” آفي يسخاروف وأخذه جانباً وقاله له: ألا تفهمون (في “إسرائيل”)، إذا ذهب (أبو مازن) لن تجدوا رجلاً مثله، نتنياهو لا يفقه ما نفعله هنا، كيف أننا نقوم كل يوم بمنع عمليات ضدّ “إسرائيليين”، فليجلس معه (نتنياهو مع عباس) وليتحدث”.
بين هذه التصريحات جاء الدور الوظيفي واضحاً، قال عباس أمام الصحفيين “الإسرائيليين”: التنسيق الأمني مع “إسرائيل” قائم، حتى هذه اللحظة نقوم بواجبنا على أفضل وجه، نمنع أي عمل “مقاوم”، يعني أي أحد يحاول العمل ضدّ الأمن بمتفجرات أو سلاح أو خلايا يُلقى القبض عليه.
قبله بأيام قال ماجد فرج: أحبطنا 200 عملية ضدّ “إسرائيل”، واعتقلنا 100 شاب.
هذه المشاهد الثلاثة التي حصلت في أسبوع واحد تلخّص تعلّق السلطة الفلسطينية بحكومة الكيان الصهيوني، وتصوّر حالة الالتحام الكامل معها.
ثلاثة مشاهد تلخّص كيف تقوم السلطة الفلسطينية بقيادة الثنائي عباس – فرج، بتقديم نفسها لـ”الإسرائيليين”؛ سلطة قوية، قادرة على ضرب الفلسطينيين، تقوم بكل أعمال الاعتقال والقتل من أجل منع الفلسطينيين من تحقيق أهدافهم في الحرية والتحرير، في حين يقوم الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه بقتل الأطفال والنساء، وحرق الأطفال، والمزروعات، والاعتداء على المقدسات، واعتقال المواطنين وتدمير منازل الفلسطينيين.
السلطة الفلسطينية تقوم بكل ذلك، من دون إجماع فلسطيني وبشكل يتعارض مع المصالح الفلسطينية، وفي ظل غضب شعبي فلسطيني كبير، أدى لانتفاضة القدس الحالية، التي يعمل عباس، وفرج على إنهائها.
السلطة الفلسطينية تقدّم كل هذه الخدمات الأمنية للاحتلال، وهي غير قادرة على أي استثمار سياسي، أو على توفير الأمر للفلسطينيين، أو على إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى والمعتقلين الذين تعهّد نتنياهو مع جون كيري بالإفراج عنهم.
إنها سلطة عميلة، وُجدت لخدمة الاحتلال، وهي مرتبطة به، في وحدة حال اندماجية متكاملة، بقاؤها من بقاء الاحتلال، وسقوطه من سقوطها.
هذه السلطة ستسقط والشعب الفلسطيني سيحاسِب.