سيطرت مليشيات حماية الشعب الكردية بعد مواجهات خاضتها ضد كتائب الثوار على مدينة تل رفعت، أكبر المدن في ريف حلب الشمالي في سورية، تحت غطاء جوي من المقاتلات الحربية الروسية، بحسب موقع “البشير”.
وأفادت مصادر أن المقاتلات الحربية الروسية استهدف وبأكثر من 200 غارة جوية مدينة تل رفعت على مدار الأيام القليلة الماضية؛ الأمر الذي تسبب في انسحاب كافة كتائب الثوار في المدينة، لتتمكن بعدها القوات المهاجمة من دخولها، فضلاً عن قطع الطرق المستخدمة من قبل كتائب الثوار.
وتخضع المدينة لحصار ثلاثي من قبل تنظيم “داعش”، والمليشيات الكردية وجيش النظام.
واستدعى التقدم الكردي ضد الثوار استياء كثير من أبناء الشعب السوري، معتبرين ذلك “خيانة”، للمدينة التي طالما دافعت عن حقوق الأكراد، وتظاهر أبناؤها في جمعة أزادي والتي تعني الحرية باللغة الكردية.
الصحفي سوار حسين، كتب في صفحته: لم يفكر الثوار في ريف حلب الشمالي يوماً منذ تحريرهم مدنهم وبلداتهم في العام 2012م، أن يقتحموا جارتهم عفرين (الكردية)، رغم أنهم كانوا قادرين على ذلك، لأنهم يعرفون تماماً أن هذه الأرض لأخوتهم الأكراد، ظناً منهم أنهم على الأقل إن لم يناصروا الثورة، سيبقون على الحياد.
وأضاف: تأتي اليوم مرتزقة الوحدات الكردية، مليشيا صالح مسلم، لينفذوا مخططات نظام الأسد المجرم، وحليفه الروسي، بالتقدم والسيطرة على مدن وبلدات عربية، مما يسهم بمزيد من تفتيت النسيج الاجتماعي.
وقال: تذكروا أن أهالي تل رفعت ودير جمال، وكل أبناء حلب وريفها، لن ينسوا هذه الخيانة والغدر، في وقت كانوا هم أحوج لوقوف الكرد إلى جانبهم.
أما الكاتب والباحث أحمد أبازيد، فقال: تل رفعت إحدى عواصم الجيش السوري الحر، حيث أذاق الثوار تنظيم “داعش” هزيمة ومقتلة كبرى لقادته، يحتلها اليوم خونة الـPKK بغطاء روسي.
من ناحيته، وجه المفكر والمعارض السوري عبدالرحمن عيد نقداً حاداً إلى من أسماها “العلوية السياسية الأسدية، والكردية السياسية البككية والإسلاموية الداعشية”، واضعاً الجهات الثلاثة في خانة من يهددون الوطن السوري، بالانفصال أو إخضاع الشعب السوري لهيمنتهم وإرادتهم.
أما الناشط الحلبي أحمد محلي، فكتب: لم تسقط رتيان، وحردتنين، وتل جبين، وتل رفعت، هي قطعة من الأرض، ولنا سوف تعود بإذن الله، الذي سقط هي: كرامة الأمة العربية وشرفها وخيانتها وعمالتها.
وتابع القول: سقط شرف الأمة العربية تحت حذاء أصغر طفل في الريف الشمالي، نام تحت أشجار الزيتون مرعوباً من صوت القذائف وهدير الطائرات، نام يتيم الأب والأم، واستيقظ على خيانة الأمة العربية، على حد تعبيره.
الباحث والمفكر نواف القديمي، كتب على صفحته “مارع محاصرة الآن يا حجي مارع (عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد)، ربما كتب الله لك الخير حين اختارك شهيداً قبل أن تموت كمداً على ما يجري في أرضٍ حررتموها بأرواحكم”.
ولفت بالقول “نحن الذين نتابع ما يجري من آلاف الكيلومترات، نتآكل كل يوم قهراً على ما يجري في سورية، لا أدري بعدها إن كان يحق لأحدٍ لوم من ينضم لـ”داعش” والنصرة، ويكفر بكل هذا الخذلان والإجرام، والتواطؤ العربي والعالمي على القتل والتهجير واحتلال الأرض”.
وكتب الناشط السوري علي العلي “نعم خرج أبطال تل رفعت من المدينة، نعم صدقوا هذا الخبر، ولكن الشيء الوحيد الذي يحب على الجميع أن يعرفه، هو أنهم لم يخرجوا على أقدامهم، بل على ظهورهم محمولين على الأكتاف والنعاش، عاهدونا على ذلك، وها هم وفوا بوعدهم الذي قطعوه، فنعم الرجال كانوا ونعم الشهداء هم، أحياء عند ربهم يرزقون”.
كما نشر الكاتب حمزة مصطفى على صفحته “أصبح لدينا مستوطنين أكراد على أرض سورية، قدر هذه البلاد أن تفنى أو تهلك كل أوساخ الأرض في خلاصها الأخير، حزب أوجلان يحتل تل رفعت”.
وقال عضو الائتلاف السابق عن التركمان زياد حسن في صفحته: “الشعب الكردي من أكثر الشعوب طيبةً وتواضعاً، وقد كانت القضية الكردية من أكثر القضايا المحقة في بلادنا، ولكن برغم وجود الكثير من التيارات السياسية الكردية ذات التوجهات الوطنية اختاروا لتمثيلها أوسخ ما لدى الكرد”.
وختم مؤكداً: “هكذا يحولون قضايا الحق إلى قضايا اعتداء على الشعوب وخيانتها، وننتظر الأسماء الكردية لـ تل رفعت وإعزاز وغيرها من المدن والقرى”، على حد تعبيره.
وتساءل الصحفي أحمد زعرور: “هل رأيتم أجبن من المحتل الروسي؟ لا يجرؤ على قتال الثوار على الأرض، ويبيد المناطق السورية، ويقصفها قصف من يخشى من مواجهة قطة، بل ويرسل الخونة للسيطرة على تلك المناطق بعد حرقها، ثم يخرج الخونة ليفتخروا بنصرهم، ويشيدوا بشجاعة الطائرات الروسية”.
وكتب الناشط الإعلامي فراس تقي: “مجلس الأمن ينعقد لبحث طلب روسي في وقف القصف التركي عن مليشيات سوريا الديمقراطية التي تصنفها أمريكا معارضة معتدلة، والمليشيات لا تهاجم إلا الثوار وبتنسيق مع روسيا والنظام، تخيلوا لو كان تدخل بري مثلاً، أو أن القصف كان على النظام”، على حد وصفه.