كإنسان مسلم ومواطن عربي، أشعر بأن أمتي تعيش أسوأ أوضاعها السياسية والأمنية! وأنها أصبحت خارج دائرة الزمن، وأنها لم تعد تملك من أمرها شيئاً، ولا أدل على ذلك من احترام الآخرين لخصومنا، وعدم إعطاء أي اعتبار لوجودنا!
فمن كان يصدق أن النظام الذي كان شعاره “الموت لأمريكا” يصبح بين عشية وضحاها الشرطي، الذي يحرس مصالح أمريكا في المنطقة؟! ومن كان يتصور أن تنسق أمريكا وروسيا، وبتأييد من الدول الأوروبية، لإعادة ترتيب خريطة الشرق الأوسط، بما يجعل لإيران اليد الطولى؟! طبعاً كل ذلك تحقق بسبب تفرقنا وتشرذمنا وانشغالنا بإجهاض ثورات التغيير، التي قادتها الشعوب المقهورة ضد أنظمة القمع والبطش والطغيان! ولو سأل أحدنا نفسه ماذا جنينا من قمع حركات التغيير الشعبية في مصر واليمن وليبيا وتونس، وأخيراً سورية؟ لكان الجواب تحول العالم من احترام قرارنا إلى تهميشنا واحترام قرار خصومنا! البعض يعتقد أن إجهاض هذه الثورات أنقذ الأمة من حروب داخلية طاحنة، ومن سيطرة الجماعات الإرهابية، ولكن واقعنا اليوم يؤكد خلاف ذلك! فاليمن مازال يعاني من سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران على ترابه ما لم توقف ذلك “عاصفة الحزم”، ومصر قلب الأمة العربية أرى أنها تاهت في الطريق، وأصبحت – باعتقادي – تحرص على أمن “إسرائيل” أكثر من أمن سيناء، وليبيا بعد إسقاط طاغيتها أخرجوا لها حفتر القادم من الولايات المتحدة، فعاث في الأرض فساداً، ولما تم قهره أرسلوا «داعش» إلى سرت ليبرروا لطائراتهم زعزعة الأوضاع، التي بالكاد استقرت!
أما سورية؛ فبعد أن وجدوا العرب مختلفين على ثورتها وغير مبالين بنجاحها، جعلوها ثمناً لتسوية مشكلة أوكرانيا، فمنحوها لروسيا تفعل فيها ما تشاء! وها هي تونس تسير على نفس مخططهم، وتبدأ مسيرة عدم الاستقرار، ومع كل ذلك الإرهاب يضرب في كل مكان كيفما شاء ومتى ما شاء!
اليوم هناك بصيص من الأمل، بزغ مع صعود الملك سلمان على العرش، فصحح المسيرة في اليمن بـ”عاصفة الحزم”، لتنهي استغراباً سيطر على عقول الأمة بالسماح لإيران بالسيطرة عليه! واتخذ مواقف أشد حزماً مع النظام في مصر، ومع الحكومة الهشة في لبنان، وجدد التفاؤل الذي غاب عن شعوب المنطقة عقوداً من الزمن، عندما أعلن عن إنشاء تحالف عسكري إسلامي بعيداً عن مخططات أمريكا، ومعتمداً على قدرات ذاتية، واليوم تأتي الخطوة التي كانت الأمة تنتظرها، وهي التنسيق مع تركيا أردوغان، لدعم ثورة الشعب السوري ضد نظام الطاغية بشار المدعوم من أمريكا وروسيا وإيران والحكومة في العراق!
اليوم أشعر بالعزة تدب من جديد في عروقي، وأشعر بقيمتي كعربي وكمسلم يتخذ قراره من دون إملاءات الآخرين، اليوم أشعر أن الملك سلمان سيرجع لهذه الأمة هيبتها، وسيعيد لها عزتها في اتخاذ قراراته، فالزمن هذا زمن القوة والإصرار على أخذ الحقوق من دون استجداء، ولا مكان للضعيف في بيئة من الذئاب المفترسة، ونحن أمة قادرة إذا تجردنا من الاصطفافات أن نكون قوة لا تُقهر، نفرض رأينا على الآخرين بدلاً من أن نتلقى منهم الأوامر والنواهي، فهل يفعلها الملك سلمان؟!