وافقت ثلاث مدن تقع بالقرب من الحدود بين فرنسا وسويسرا على بيع أراض تابعة للبلدية الفرنسية؛ من أجل تشييد أماكن عبادة للمسلمين، سعياً لتفريغ صالات العبادة السرية، وتهميش المتطرفين، وفق صحيفة “لوتوان” السويسرية.
وأكدت الصحيفة في تقرير ترجمه موقع “الاسلام اليوم”، أن مسلمي مدينة أنماس الفرنسية والقريبة من الحدود سيبنون مسجداً يحمل اسم المدينة، بعد ثلاثين عاماً من الانتظار.
وسيتسع المسجد وفق الصحيفة لاستقبال ما يقرب من 800 مسلم في أوقات الصلاة، مؤكدة أن المجلس المحلي لأنماس، وهي المدينة الثانية في إقليم هوت-سافو، كان قد أعلن عن بيع أرض تابعة لبلدية المدينة للمركز الثقافي لمسلمي أنماس على مساحة 7500 متر مربع، موضحة أن المسجد لن يحتل سوى ربع هذه المساحة، فيما ستستثمر المساحات المتبقية لبناء مكان للانتظار يتسع لـ 250 سيارة، ومساحة خضراء واسعة.
ولفتت “لوتوان” إلى معاناة مسلمي تلك المدينة لفترة طويلة، امتدت 15 عاماً، قضوها يؤدون الصلوات في أحد المستودعات يستوعب 200 شخص فقط، والمتبقون كانوا يصلون في الخارج في أوقات الأمطار والرياح والثلوج.
وقال حميد زددوج، رئيس المركز الثقافي لمسلمي أنماس: إن الكفاح ضد التطرف يبدأ بتشييد مساجد رسمية مفتوحة الأبواب للجميع، مضيفاً “هذا أفضل، بدلاً من أماكن عبادة غير مراقبة تعمل في الخفاء تكون عرضة لنشر فكر التطرف والإرهاب“.
وأوضح رئيس المركز، أن تكلفة بناء المسجد 54 ألف يورو، مشيراً إلى أن المركز الثقافي سيقوم بتمويله من خلال مساهمة وتبرعات مسلمي المدينة، مشدداً على رفض تبرعات الدول الأجنبية التي تنتظر دائما مقابلاً، مثل التحكم في المسجد وفرض إمام بعينه.
وزادت الصحيفة السويسرية، أن المدينة الفرنسية الثانية الحدودية مع سويسرا، وهي سانت-جويليان، حضيت هي الأخرى على موافقة لبيع أرض لجمعية المسلمين هناك بتكلفة 510 ألف يورو، وستشهد بناء أول مسجد من نوعه في فرنسا، بعد أن قررت جميع الجمعيات سواء كانت مغربية أو تركية أو بلقانية، المساهمة في تشييد هذا المسجد، سواء بالتمويل أو العبادة الدراسة، إلى جانب البحث في بناء مشاريع ثقافية وإنسانية تابعة للمسجد.
أما المدينة الثالثة بحسب الصحيفة فهي “بون- فيل”، وقد بدأ فيها مشروع بناء مسجد على مساحة 4200 متر مربع، وسيتم افتتاحه بحلول عام 2018، بالرغم من معارضة البلدية في بادىء الأمر، على عكس ما جرى في انماس وسانت جوليان، حين رفضت الاعتراف بالمجلس الإسلامي الفرنسي، واتهمته بدعم الإسلام الراديكالي، بصفته “لا يتناسب مع قيم الجمهورية الفرنسية”، ولكن تمت الموافقة بعد ممارسة الضغوط عليها، وفق الصحيفة.
ويتسم المسجد الأخير – بحسب الصحيفة- بتصميم اجمالي حديث، يشيّد بجانبه مدرسة لتعليم اللغة العربية والقرآن.