لا تزال تتفاعل صدمة التصريح غير المسبوق لوزير العدل المصري أحمد الزند والمسيء للنبي عليه الصلاة والسلام بأنه سوف يحاكم النبي محمد صلى الله علية وسلم، بعد سؤاله حول حبس الصحفيين.
واستدعت التصريحات غير المسؤولة استنكاراً واسعاً حتى بين مؤيدي النظام وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وتردد أن رأس النظام المصري عبدالفتاح السيسي استدعى الزند لتعنيفه؛ مما اضطر الأخير للاعتذار علنا بالقول: جئتك معتذراً يا رسول الله، وأردف: أرجو أن يتقبل النبي عليه والصلاة والسلام اعتذاري كما تقبل اعتذار كفار مكة يوم الفتح، ولم تفلح هذه الحيلة في منع الضغوط الرسمية من الاستمرار ضد الزند لإجباره على الاستقالة بعد الحرج البالغ الذي سببه للنظام، بل سببت له متاعب أكبر عندما سخر نشطاء من تشبيه نفسه بكفار مكة.
تحدٍّ للمسلمين
وأكد د. عبدالفتاح العواري، عميد الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تعد تحدياً برسالته وإنكاراً لسيرته العطرة.
وأضاف العواري أن الأزهر الشريف لا يقبل الإساءة إلى نبي الإسلام أو الرسل والأنبياء بصفة عامة، مطالباً بإقالة وزير العدل أحمد الزند من منصبه.
واستنكر د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، تصريحات أحمد الزند، وأكد كريمة ضرورة إقالته من منصبه بسبب تطاوله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتابع أستاذ الشريعة الإسلامية، أن التطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم كفر وإنكار برسالته صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن إساءة وزير العدل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، تعد أيضاً خروجاً عن الذوق الأدبي.
وطالب ياسر أبو هندية، أمين نقابة محامي دمياط الفرعية، بإقالة المستشار أحمد الزند، وقال أبو هندية عبر حسابه الشخصي بشبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: حتى الأنبياء لم يسلموا من لسانك يا زند.. يجب إقالة هذا الزند فوراً.. “بالحرف الواحد حتى لو نبي عليه الصلاة والسلام أستغفر الله العظيم غلط يتحبس”.. أخطأ من قبله الوزير السابق في حق مهنة شريفة وأقيل.. فما بالك فيمن أخطأ في حق الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام.. وزير غير مسؤول بالمرة.
جرأة على النبي لا السيسي
وهاجم د. حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الزند، وقال في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: مجرد استدعاء وزير العدل لشخصية الرسول، وهو شخصية تاريخية لا تخضع لولاية القانون المصري، إنما يعني أننا أمام دولة لا قانون يحكمها ولا عدالة تسود فيها.
وأضاف: لا أعرف ككثيرين غيري لماذا استدعى الزند شخص الرسول، للتأكيد على سلطان سيف العدالة، ولم يستدع شخص عبدالفتاح السيسي، وهو مواطن مصري يخضع لقوانين الدولة المصرية، وكان استدعاء سيرته أوقع للتأكيد على مبدأ سيادة القانون؟
وأكمل: السؤال الذي يحيرني: طالما كان هذا هو موقفه من الرسول إن هو جاءه بما يكره، فماذا سيكون إذن رد فعله إن هو جاءه أمر الله بما لا يحب؟ أم أنه لا يتصور ذلك ورئيسه الذي عينه ممسك بسيف الله في يقظته وفي منامه؟
حتى المذيع يوسف الحسيني انتقد التصريح، ولكن من الزاوية التي تهمه وهي محاولة استبعاد تهمة ازدراء الأديان، وذلك بالتساؤل عما إذا كان سيتم محاكمة المستشار أحمد الزند وزير العدل بتهمة ازدراء الأديان بعد تصريحه الأخير “من أخطأ سأسجنه حتى لو نبي”.
وعلق عبدالسلام راغب، عضو مجلس الشورى المنحل والمستقيل من حزب “النور”، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على تصريح المستشار أحمد الزند، وزير العدل، قائلاً: أيها الزند سينقطع ذكرك وينتهي دورك، وتابع: أبشر بمن قال: إنه “مستعد لسجن النبي صلى الله عليه وسلم، بالسنة الكونية القدرية”: إنا شانئك هو الأبتر.
من جهتهم، تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تصريحات الزند، وسخر النشطاء قائلين على لسان الإعلامي حمدي رزق: “هتحبس السيسي”، ليرد “الزند”: “هتكفروا ولا إيه”.
وفي تدوينات لنشطاء: إن وزير العدل الذي سبقه أخطأ بحق زبال فأقيل، فهل يقال من أخطأ بحق سيد البشر؟ وبالقول: من أكل مال النبي يسعى لحبسه في إشارة للاتهامات التي نشرت بحق الزند بالاستيلاء على المال العام.