قالت صحيفة “أتلانتيكو” الفرنسية، في عددها الصادر اليوم، أن الرئيس الروسين فلاديمير بوتين، خذل رئيس النظام السوري بشار الأسد، بإعلانه الانسحاب من الأراضي السورية، بعدما أكد الأخير في العديد من التصريحات عن اعتزامه السيطرة من جديد على جميع الأراضي السورية، لافتة إلى احتمالية أن يكون هناك خلاف جوهري بين بوتين والأسد قد تكشف عنه الأيام القادمة.
وأكد الضابط الفرنسي السابق في المخابرات الفرنسية، آلان رويديه، أن سورية لا تمثل إلا جزءاً صغيراً من اللعبة الكبيرة التي تمارسها موسكو فيما يتعلق بسياستها الخارجية؛ ففي بداية الأمر، كان يبدو أنه لا مفر من إنقاذ النظام الذي كان يواجه تهديداً بصورة مباشرة في صيف 2015 من قبل جبهة “النصرة” الذراع المسلح للقاعدة في سورية.
وأفاد رويديه بأن تنظيم “الدولة”، ارتبط بعلاقات واتصالات مع النظام السوري، إلا أنه وبعد الاعتداء على الطائرة الروسية في شرم الشيخ المصرية، أصبح هدفا للطيران الروسي في مناطق حلب وتدمر ومرتفعات القلمون.
وأضاف أن هدف روسيا من التدخل العسكري في سورية كان يتركز في الأساس على تعزيز النظام في غرب البلاد ودعم الأكراد، مؤكداً على وجوب التذكير بأن العملية العسكرية في سورية قد كلفت موسكو الكثير من الناحية الاقتصادية في الوقت الذي يعاني فيه اقتصادها بسبب انهيار اسعار النفط والعقوبات الغربية، مشيرا إلى أن الجانب الإقتصادي كان سبباً في اتخاذ بوتين قرار الانسحاب.
وأشار رويديه إلى أن قرار بوتين المتعلق بالانسحاب من سورية شكل مفاجأة استراتيجية في الوقت الذي مازالت فيه جميع الدول الغربية في حالة من التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار حيال الأزمة السورية، حيث أن الغرب بصورة عامة وأوروبا بصورة خاصة يتحدث كثيراً ويعطي دروساً في الأخلاق دون أن يفعل شيئاً.
وتوقع في تحليله، أن يزداد ضعف روسيا في الفترة المقبلة بسبب علاقاتها غير الطيبة مع دول السنة وعلى رأسها السعودية وبقائها على علاقات مع إيران والنظامين العراقي والسوري والأكراد، كما أن الرئيس الأمريكي القادم سوف يمارس مزيد الضغط على بوتين؛ لأنه بالنسبة للأمريكيين تظل روسيا العدو رقم واحد حتى قبل الصين، فواشنطن سوف تقوم من جديد بالهجوم عليها مستعينة بالأعداء التقليدين لموسكو مثل بولندا ودول الاتحاد السوفيتي السابقة، وبالتالي سيتحتم على أوروبا انتهاج سياسة جديدة تجاه روسيا في الفترة القادمة وانهاء انقسامها ما بين معارض لسياسة بوتين مثل بريطانيا ومؤيد لها باستثناء باريس التي تظل حتى الآن مترددة مع وجود نية لها في اتباع الأمريكيين.
وفيما يتعلق بالتقرير الذي صدر مؤخراً من معهد IHS في لندن والذي يوضح أن تنظيم “الدولة” قد فقد 22% من الأراضي التي يسيطر عليها في الفترة ما بين “أواخر 2014 حتى منتصف مارس 2016″، يقول الضابط الفرنسي: أنه ينبغي الحذر حيث ان المناطق التي فقدها تنظيم “الدولة” هي في أغلبيتها منطاق صحراوية لا تتسم بأي مزايا اقتصادية أو بشرية أو استراتيجية كبيرة، فعلى الرغم من الخسائر التي يتحدث عنها كل من التحالف الدولي والطيران الروسي، إلا أن تنظيم الدولة لم يتأثر بشيء.
وأكد على أن الأرقام التي تم الإعلان عنها فيما يخص خسائر “داعش” ما هي إلا دعاية هدفها إظهار الانتصار، ولكن في الحقيقة لا يوجد أحد يستطيع بصورة فعلية تقدير النتائج على الأرض، وفق ترجمة موقع “الإسلام اليوم”.