تتداول أوساط سياسية “إسرائيلية” وفلسطينية توقعات حول صفقة تبادل أسرى قد تعقد قريباً بين “إسرائيل” وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رغم التكتم الشديد الذي تبديه الحركة حيال الموضوع.
رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو أعلن أن هناك جهوداً لا تتوقف بشأن قضية الجنود المفقودين في غزة، وأنه تلقى قبل يومين تطوراً مهماً في هذا الصدد، دون أن يكشف عنه.
وفي هذا السياق، قال الصحفي “الإسرائيلي” غيل هوفمان: لا أستبعد إجراء نتنياهو في الأيام القريبة صفقة تبادل من أجل إعادة جثث الجنود، مضيفاً أنه رغم أن رئيس الوزراء يمنع صفقات مع منظمات تخريبية، فإنه الشخص الذي أطلق سراح أكبر عدد من المخربين.
من جانبه، عبر الصحفي الفلسطيني مصطفى صواف عن اعتقاده بأن أمراً بدأ في موضوع الأسرى، وربما تشهد الأيام القريبة جداً حديثاً أوسع حول صفقة تبادل أسرى ثانية.
وقال المحلل السياسي من مدينة غزة، أكرم عطا الله في حديثه لــ”الإسلام اليوم”: إن قضية جنود الاحتلال “الإسرائيلي” الأسرى في قطاع غزة تعد أولوية قصوى بالنسبة له، فهي مسألة حساسة لا يمكن تجاهلها أو تفويت أي فرصة يمكن من خلالها إحراز تقدم على صعيد هذا الملف، وأضاف أن الصمت “الإسرائيلي” لا يعني بالضرورة أن القضية متوقفة ولا يجري تداولها.
وأشار إلى أن القضية من الممكن أن تكون نوقشت من خلال العديد من القنوات والوساطات الأجنبية، حيث إن المحادثات التي جرت بين كل من تركيا و”إسرائيل” شكلت فرصة للكيان لاستجداء المعلومات وتهيئة الظروف لصفقة تبادل أسرى يمكن من خلالها تسوية القضية.
وتابع: من المحتمل أن يكون الاحتلال “الإسرائيلي” استغل الوضع الإنساني الصعب في غزة وربط حلول التخفيف من حدته في إطار نقاشات تخص قضية الأسرى المختطفين في غزة، فـ”إسرائيل” بحاجة إلى تقديم التنازلات إن كانت تريد التحرك في هذا الاتجاه.
ومن الجدير بالذكر، فإن وساطات أجنبية كانت قد عرضت التدخل لصالح إنهاء ملف أسرى جنود الاحتلال في غزة، مثل الوساطة الألمانية التي كان لها دور في إتمام صفقة “وفاء الأحرار” في العام 2011م.
وهنا ينوه المحلل إلى أن قيادات حركة “حماس” في الداخل والخارج حصلت على أكثر من فرصة لبحث القضية من كافة النواحي، حيث إن الحركة بلا شك معنية في صفقة تبادل تتمكن من خلالها تحرير أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال.
وكانت “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، قد أعلنت أنها أسرت جنديين “إسرائيليين” خلال الحرب “الإسرائيلية” على غزة في صيف عام 2014م، هما شاؤول أرون، وهدار جولدن، في حين أعلنت “إسرائيل” أنهما قتلا، وأنها تسعى لاسترداد جثتيهما.