ناقش موقع “المونيتور” الأمريكي صفقات الأسلحة التي تقوم بها إيران مع دول المنطقة، مشيرا إلى أن استمرار التجارة بشكلها الحالي سيجعل إيران وروسيا والصين هي أكبر موردي الأسلحة في الشرق الأوسط.
وأشار المحلل الإيراني لشؤون الأمن الدولي والدفاع، عباس قيدري، في تقرير ترجمه موقع “الإسلام اليوم”، إلى أن العاصمة العراقية بغداد تضم معرضا للصناعات العسكرية والدفاعية منذ بداية شهر مارس الجاري، موضحا أن الصين من بين الدول الحاضرة بقوة.
وقال قيدري: إن المثير للنظر في المعرض، الحضور القوي للسلاح الإيراني، ناقلا عن وكالة “إرنا” أن إيران هي ثاني أكبر مشارك في المعرض بعد الصين.
وبحسب الاتفاقية النووية، فإن إيران ممنوعة من تجارة الأسلحة التقليدية بدون إذن من مجلس الأمن حتى عام ٢٠٢٠، إلا أن إيران، وبالرغم من العقوبات على تصدير الأسلحة، أصبحت مكتفية بإنتاج عدد كبير من الأسلحة ذاتيا، مما يؤهلها لحضور قوي في سوق الأسلحة العالمي.
وخلال الأعوام الماضية، دعمت إيران كلا من النظامين العراقي والسوري بالأسلحة، إذ كانت إيران من أولى الدول التي دعمت الجيش العراقي، ومن بينها أسلحة شبه ثقيلة، وأسلحة قنص، والكثير من الأسلحة الشخصية والمدرعات، ومن بينها دبابات T-72S.
وحصل الأمر ذاته في سورية، إلا أنه كان بشكل أقل، بسبب الدعم الروسي للنظام السوري، ومع دعم إيران بالمليشيات الأفغانية والعراقية، وخشية دمشق من استنزاف منظومة أسلحتها، برزت الأسلحة الإيرانية بشدة في الساحة السورية، بحسب قيدري، الذي دلل بمعركة حلب، حيث كان السلاح الإيراني حاضرا بقوة، ومن بينها عربات “سفير”، وبندقية “شاهين” الإيرانية.
وركزت إيران على تصنيع الأسلحة داخليا، فمنذ استلام الرئيس الإيراني حسن روحاني للرئاسة في ٢٠١٣، أكد في المبادئ العامة للحكومة، رسميا، أن “الحكومة يجب أن تعمل على تعزيز برامج الاكتفاء الذاتي في صناعة الأسلحة”، مضيفا أن “الإدارة تسعى لتوسيع تجارة الأسلحة، وستستفيد من القدرات الموجودة في صناعة الأسلحة، لزيادة الموارد والدخل“.
ومع الاتفاقية النووية ورفع العقوبات، أصبحت إيران تشق طريقها في سوق الأسلحة الدولية، وأصبحت جزءا من سوق الأسلحة الدولي، فعلى سبيل المثال، يشارك وزير الدفاع الإيراني في معظم المعارض العسكرية في المنطقة، كما أنه على تواصل دائم مع روسيا والصين بخصوص نقل الأسلحة المتطورة إلى إيران.
وفي معرض بغداد، استعرضت إيران تشكيلة كبيرة من الأسلحة، مثل القوارب العسكرية، ومحركات البحر القوية، والطائرات بدون طيار، والقذائف المتنوعة، وأنظمة الصواريخ والمدفعية المختلفة، وأنظمة الدفاع، بالإضافة لأنظمة قادرة على تصميم وإنتاج مروحيات وأسلحة، بحسب قيدري.
وبالنظر لطبيعة العلاقة السياسية بين إيران والغرب، يبدو أن الحظر المشترك للأسلحة ما زال فعالا، إلا أنه، وخلال العامين الماضيين، سلم الإيرانيون بكرم أسلحة لحلفائهم في لبنان، مما يجعل إيران، بالإضافة لروسيا والصين، من أكبر موردي السلاح في المنطقة، بحسب “المونيتور“.