استعرضت صحيفة “لاكروا” الفرنسية تقدير المسلمين لمريم العذراء، أم النبي عيسى المسيح عليه السلام، منوهة إلى أنها تمثل نموذجاً في كلا الديانتين، الإسلام والمسيحية.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمه موقع “الإسلام اليوم”، إلى أن مريم بالعربية أو ماري باللغات الأوروبية لها مكانة رفيعة في دين الإسلام، فقد حيث ذكرت 34 مرة في القرآن أكثر من ذكرها في “العهد الجديد” (الإنجيل)، كما أن هناك سورة تحمل اسمها رقم 19 في القرآن سورة “مريم”.
وأكد الباحث السابق في إحدى المعاهد للدراسات العربية والإسلامية، موريس بورمان؛ أن مريم لم تكن يوماً مجهولة لدى المسلمين منذ دعوة النبي محمد، حيث إن القرآن قد ذكر قصتها بالتفصيل، بدءاً من أنها تلقت خبراً سعيداً من الله متعلقاً بأنها ستحمل دون أن يمسها رجل بروح من الله، ثم ولادة ابنها تحت نخلة في الصحراء، وتقديم ابنها للجميع، ورد عيسى المسيح وهو في المهد على الاتهامات التي وجهت إليها.
وأضاف بورمان أنه لا توجد امرأة أخرى نالت هذه المكانة في القرآن مثل السيدة مريم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإسلام انتقد بشدة اتهامات اليهود لمريم، كما أنه قام بالرد بصورة قوية على مزاعم ألوهية عيسى والأمومة الإلهية لمريم.
وأوضح ملاك شبل، أستاذ علم الأديان؛ أن مريم لا تُعرف بأنها أم الرب، مشيراً إلى أن عيسى يُنظر إليه في الإسلام على أنه نبي له مكانة، إلا أنه ليس إلهاً.
وأضافت الصحيفة أن القرآن عندما يذكر اسم عيسى، فهو يشدد على أنه ليس رباً، وإنما هو نبي يدعو الناس إلى عبادة ربهم.
وأكدت الصحيفة أنه بالرغم من الاختلافات، فإن مريم تظل جسراً مهماً للتقارب بين المسيحيين والمسلمين، ويمكن أن تكون عنصراً في المصالحة، ما دامت تشكل نموذجاً للخير والنقاء لكل البشرية على وجه الأرض، ونموذجاً رائعاً للطاعة لإرادة الله تعالى، مذكرة بما قاله العالم الفرنسي المتخصص في شؤون الإسلام لويس ماسينو (1883 – 1962م) أن مصطلح مريم “العذراء” كان التعبير الرائع الذي استخدمه الإسلام في معناه الأول فيما يتعلق بالخضوع لإرادة الله سبحانه.
واختتمت الصحيفة تقريرها بما أكده الباحث الفرنسي في شؤون الأديان جيرارد تيستارد من أن مريم نموذج للإيمان والوفاء والذي يمكن أن يكون طريقاً مفتوحاً للعمل سوياً من أجل السلام ونبذ الكراهية والعنف.