في سعي الصهاينة إلى تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، يتحدثون عن إعادة بناء المعبد (الهيكل) الذي بناه سليمان للرب، في القرن العاشر قبل الميلاد، وهو المعبد الذي يريدون إقامته على أنقاض الحرم القدسي المبارك!
ويتناسى الصهاينة أنهم منذ احتلال القدس عام 1976م قد قلبوا باطن الأرض بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي ومن حوله؛ فلم يجدوا حجراً واحداً يثبت أنه قد كان في هذا المكان معبد يهودي في يوم من الأيام.
ثم على فرض أنه كان لهم معبد في القدس، في غابر الأيام، فهل يمكن أن يعاد رسم خرائط الدول وحدود الأوطان وملكيات الشعوب والجماعات البشرية بناء على ما كان لأجدادها القدماء من معابد في بعض الأماكن والبقاع؟
لقد بنى “قمبيز” (529 – 22 ق.م) الفارسي بمصر معابد عندما غزاها، فهل يأتي الفرس اليوم لاحتلال مصر بحجة أن ملكهم “قمبيز” قد بنى فيها معابد لعبادة النار في ذلك الزمن القديم؟
ولقد بنى الإسكندر الأكبر (356 – 323 ق.م) وخلفاؤه بمصر المعابد على امتداد احتلالهم الذي دام عشرة قرون، فهل يأتي اليونان والرومان لاحتلال مصر والشرق الآن لاستعادة أماكن المعابد التي بناها أجدادهم في القرن الرابع قبل الميلاد؟
ولقد بنى الفراعنة المعابد والأهرامات حيثما وصل نفوذهم السياسي والإداري، وهو قد شمل المشرق بما فيه القدس وفلسطين، بل ووصل إلى أمريكا الجنوبية، فهل يذهب المصريون اليوم لاحتلال البلاد التي سبق وبنى فيها الفراعنة المعابد والأهرامات؟
ولقد بنى الصليبيون بالمشرق العربي كنائس إبان احتلالهم الاستيطاني الذي دام قرنين من الزمان (489 – 690هـ/ 1096 – 1291م) فهل يعود أحفادهم لاحتلال هذه الأرض التي بنوا فيها كنائس على امتداد قرنين من الزمان؟
ولقد بنى العرب المسلمون بالأندلس على امتداد ثمانية قرون المساجد والآثار الباقية حتى الآن، فهل نذهب لاحتلال إسبانيا والبرتغال لإعادة هذا التاريخ؟
ولقد كان لليهود بالأندلس المسلمة معابد طويت صفحتها مع خروجهم منها مع العرب، فلم لا يطلبون من الإسبان استعادة هذه المعابد والاستيلاء على أماكنها؟
ثم إن سليمان عليه السلام الذي يزعم الصهاينة أنه قد بنى لله معبداً في القدس في القرن العاشر قبل الميلاد، هو في عقيدتهم التي يتحدث عنها كتابهم (العهد القديم) كان “زير نساء” و”عابد أوثان” أقامها لزوجاته الكثيرات!
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.