دعا قياديون فلسطينيون إلى التوحّد الفصائلي في وجه العدوان “الإسرائيلي” المتواصل بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، معتبرين أن مذبحة دير ياسين التي يصادف اليوم ذكراها السنوية الـ68 تعبّر عن نهج الاحتلال المتواصل لقمع الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فازع صوافطة: إن ما نشهده من إعدامات ميدانية للأبرياء من الشباب الفلسطيني، بغطاء رسمي صهيوني بذريعة القيام بعمليات الطعن، وغيرها هو دليل على نهج إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا الكيان الغاصب.
وأمام استمرار هذه المذابح والجرائم المتواصلة منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، طالب صوافطة قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بـ”مراجعة نهجها الاستسلامي”، على حد تعبيره.
واعتبر صوافطة في حديث لـ “قدس برس”، أن الاحتلال يستغل المفاوضات من أجل تلميع صورته القبيحة دولياً، والتغطية على جرائمه المتمثلة في القتل واغتصاب الأراضي وتوسيع المستوطنات، وفرض وقائع على الأرض لا تخدم إلا توسع كيانه وتهجير شعبنا ومحاصرته، وفق رأيه.
وأضاف: هذه الذكرى المؤلمة لإحدى المجازر التي ارتكبها الاحتلال منذ بدء اغتصابه لأرضنا، يجب أن تذكر قيادات شعبنا أن الاحتلال لم يتغير في أسلوب تعامله مع شعبنا، وأن القتل والغدر والتهجير يجب أن يدفعنا للتوحد لمواجهته، والعمل ضمن برنامج وطني يدفع عنا الاحتلال، ويعيد لشعبنا كرامته وعزته، ويعيد اللاجئين والمشردين إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها.
من جانبه، رأى القيادي في حركة “فتح”، عباس زكي، أن المجزرة التي نفذتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948م، جسّدت الإرهاب الصهيوني، وهي دليل على ما قاله بن جوريون حول انتصاره بالرعب.
وأضاف زكي في تصريحات نقلها عنه مكتبه الإعلامي: دولة الاحتلال “الإسرائيلي” ترفض السلام، وتسعى لتدمير كل قدرات الأمتين العربية والإسلامية، لضمان استمرار احتلالها لفلسطين، واصفاً بدايتها كمجرم قاتل، تستمر ببطشها وعنصريتها، ضاربةً بعرض الحائط كل القرارات الدولية والشرائع والقانون.
فيما أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد، أن تلك المجزرة تطرح في ذكرى وقوعها أسئلة مشروعة حول أصل الإرهاب في المنطقة.
وطالب خالد في بيان صحفي، بإدراج تلك المجزرة كـ”جريمة حرب ضد الإنسانية لا تموت بالتقادم”.
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي”، نافذ عزام، أن مجزرة دير ياسين ستبقى علامةً دامية في ذاكرة الأجيال.
وقال: 68 عاماً مرّت على مجزرة دير ياسين، حريٌ أن تحفزنا هذه المناسبة الأليمة جميعاً للاصطفاف في جبهة واحدة من أجل الأهداف والغاية التي ارتقى من أجلها الشهداء.
وأشار إلى أن الألم يتضاعف نتيجة عجز الدول العربية عن إسناد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم لمجازر وعمليات إعدام موثقة بالصوت والصورة، وفق تعبيره.
وشدّدت “حركة الأحرار الفلسطينية” في قطاع غزة على أن خيار المقاومة هو الخيار الإستراتيجي للثأر والانتقام لدماء شهداء شعبنا الذين ارتقوا في مسيرة النضال والدفاع عن أرضهم وحقوقهم، مطالبة الدول العربية والإسلامية لدعم وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
ودعت السلطة إلى استغلال انضمام فلسطين للمحافل الدولية وتقديم ملفات وجرائم قادة الاحتلال لمحاسبتهم وملاحقتهم عليها.