في ضوء الارتفاع المتواصل لمختلف أسعار الخدمات في دول العالم، أصبح المجتمع أفراداً وعائلات في حاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة الترشيد وتطبيقها والابتعاد عن ظاهرة البذخ والإسراف في جميع مجالات الحياة ومنها الكهرباء والماء.
وتتمثل أهمية ترشيد الطاقة الكهربائية في أنها تعد أهم الركائز الأساسية للاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة، مثل النفط ومشتقاته؛ مما يساعد في الحفاظ على هذه المصادر الحيوية في الحياة.
ووفق رؤية الشريعة الإسلامية، فإن توعية المجتمع تعد واجباً وطنياً ومسؤولية تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، فلابد من نشر الوعي والثقافة المجتمعية لترشيد الطاقة؛ لأن هدر الكهرباء والمياه منبوذ، ويحذر منه الدين الإسلامي الحنيف.
وحول هذا الأمر، قال العميد السابق لكلية الشريعة في جامعة الكويت د. محمد الطبطبائي لـ”وكالة الأنباء الكويتية” (كونا): إن الشريعة الإسلامية دعت إلى عدم الإسراف والتبذير مصداقاً لقوله تعالى: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {31}) (الأعراف).
وذكر أن الشريعة أيضاً ذمت الإسراف والتبذير، وهناك فرق بينهما؛ فالتبذير وضع الشيء في غير محله، والإسراف هو الزيادة عن الحد، وكلاهما مذموم، ومن ذلك ما أنعم الله به من نعم كثيرة، منها نعمة الماء والكهرباء.
وقال: إن هاتين النعمتين (الماء والكهرباء) ينبغي علينا التعامل معهما باعتدال، لاسيما أنهما مدعومتان من الدولة التي تتحمل الجزء الأكبر من تكاليفهما.
وأضاف: علينا أن نتعامل مع نعمتي الماء والكهرباء كأمانة موجودة في أيدينا، وألا نقوم بالإسراف فيهما؛ لأن في ذلك تبذيراً لماله وأموال العامة.
وأكد أن الواجب على الإنسان أن يشعر بهذه المسؤولية، وأن يحافظ عليها، وأن يعلم أن ما يقوم به من إنفاق ما هو إلا جزء يسير من التكلفة الحقيقة للماء والكهرباء التي تصل إلى المنازل، داعياً إلى المحافظة على هذه النعم بشكرها وتجنب الإسراف والتبذير فيها.
ومن جهته، قال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د. عبدالله الشريكة: إن من حق ربنا سبحانه وتعالى أن نشكر نعمه الجليلة والوفيرة التي أنعم الله به علينا، وأن تسخر تلك النعم في شكره ومرضاته، وألا نسرف فيها ولا نبذرها.
وذكر في تصريح مماثل أن الإسراف والتبذير من كفران النعم لا من شكرانها، موضحاً أن الإسراف والتبذير من علامات عدم حب الله عز وجل لعبده.
وشدد على أهمية عدم الإسراف والتبذير، وأن نكون معتدلين ومقتصدين في هذه النعم الكثيرة التي أنعم الله بها علينا، وألا نقصر على نفسنا ولا على أهلنا.
وقال: إن النعم التي أنعم الله بها علينا إما أن تكون حجة لنا يوم القيامة أو تكون حجة علينا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن عمله ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه”.