اتفق كتاب وإعلاميون، على الأهمية البالغة والدلالة الكبيرة للزيارة الرسمية التي يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا.
علاقات ثنائية مميزة
وتحدث خاشقجي لـ”الجزيرة” عن علاقات ثنائية متميزة في الجوانب الاقتصادية حيث يوجد تعاون هائل في مجال التصنيع العسكري من خلال مشاريع متقدمة تسعى السعودية عبرها للاستفادة من التكنولوجيا التركية لتصنيع أسلحة وكذلك التعاون الكبير بين البلدين في مجال الإسكان والطاقة.
وأعرب خاشقجي عن اعتقاده بأن السعودية وتركيا قادرتان بما لديهما من إمكانيات اقتصادية كبيرة على تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
رؤية استراتيجية متطابقة
من جهته قال الكاتب والباحث السياسي التركي محمد زاهد غل: إن زيارة الملك سلمان لتركيا تجيء لإعلان ما كان غير معلن من تعاون ولقاءات بين مسؤولي البلدين، وأن هذه الزيارة ستكون تدشينا حقيقيا لمجلس التعاون السعودي التركي الذي اتفق على إنشائه خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة للسعودية.
ووصف العلاقات بين البلدين بأنها علاقات تكامل أكثر منها علاقات مميزة. وقال إن الرؤية الإستراتيجية متطابقة بين البلدين فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة والحرب على الإرهاب في إطار التحالف الإسلامي.
انسجام سياسي
ومن الناحية السياسية تحدث خاشقجي عن ما أسماها المواجهة الكبرى وحالة الفوضى والتغلغل الإيراني في المنطقة، مشيرا إلى أن كلا من أنقرة والرياض معنية جدا بما يجري في سورية ويوجد بينهما تعاون والتزام تجاه الثورة السورية والاستعداد للمشاركة فيها، كما لا يريد البلدان لإيران وروسيا الاستقرار في سورية، إضافة إلى اتفاقهما في قضية الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبشأن الملف العراقي، قال خاشقجي: إنه ليس سرا أنه لا السعودية ولا تركيا تريدان لإيران والحشد الشعبي المشاركة في استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مشيرا إلى أن مشكلة البلدين ليست مع بعضهما بعضا، بل مع حليفهما الأمريكي حيث يحتاج البلدان للضغط على هذا الحليف لتبديد مخاوف تركيا من الأكراد في شمالي سورية وتبديد مخاوف السعودية من التغول الإيراني في سورية والعراق.
واعتبر خاشقجي أن أحد أهم أسباب نجاح وقوة التحالف السعودي التركي هو قدرة الطرفين على تحييد ملفات الخلاف بينهما مثل العلاقة مع مصر، وتركيزهما على الملفات التي يتبنيان فيها وجهة نظر واحدة أو متقاربة.
أما الباحث التركي محمد غل فتوقع أن تثمر زيارة العاهل السعودي عن سياسة إقليمية جديدة وتعاون إسلامي مختلف عن السابق لمواجهة التحديات في المنطقة والعالم الإسلامي. واعتبر أن طهران هي أكثر المنزعجين من التحالف السعودي والتركي لأنها تهدد بشكل مباشر مصالحها في المنطقة.
وأعرب غل عن اعتقاده بأنه في حال عدم رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة والذي تؤكد عليه السعودية وتركيا، فإن من المؤكد أن يراجع البلدان حساباتهما ويتم البحث عن الخطة التي تتمثل في دعم المعارضة السورية بطريقة مختلفة عن السابق، مشيرا إلى أن السعودية أعلنت سابقا عن استعدادها لمواجهة عسكرية برية في سورية عبر الأراضي التركية لاستهداف الإرهاب، كما أن المنطقة الآمنة في سورية مطروحة بالنسبة لتركيا وتوافق عليها السعودية.