يمر الأول من مايو للعام الجاري 2016، وآلاف العمال الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة، بينما يلتزم 250 ألف عامل منازلهم بعد فقدانهم لمصادر رزقهم، نتيجة الحصار “الإسرائيلي” المفروض على القطاع لعامه العاشر على التوالي.
يتساءل العامل في مجال البناء أحمد عوض لماذا يحتفل العمال بقطاع غزة بيوم العمال في ظل الإجازة المفتوحة التي نعيشها، جراء وقف توريد الإسمنت لقطاع غزة منذ ما يزيد عن الشهر.
وقررت “إسرائيل” وقف إدخال الإسمنت إلى قطاع غزة في 19 أبريل الماضي حتى إشعار آخر، بدعوى استخدامه لأغراض عسكرية.
ويصيب عمال القطاع حالة من الاستياء، مع وقف توريد الإسمنت، الذي يتسبب بحالة شلل طالت غالبية ورش البناء ومصانع الخرسانة والطوب.
ويقول عوض (26 عامًا) لوكالة “صفا” إنه: تفاءل في الفترة الماضية بدخول كميات كبيرة من الإسمنت لقطاع البناء والتشييد، إلا أنه عاد لتشاؤمه بعد وقف توريده للقطاع،ويرى أنه بات في إجازة مفتوحة، بعد توقف العمل في مشروع تشييد عمارة سكنية بدء في بنائها مع إحدى شركات المقاولات بداية العام الجاري.
ويوافق اليوم الأحد، يوم العمال العالمي، الذي بات مناسبةً للمطالبة بتحسين ظروف العمال، وإقرار المزيد من الحقوق والقوانين التي تكفل الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم.
ويأمل عوض-المعيل لعائلته-أن يكون هناك حلاً للأوضاع التي آلت إليها غزة، متسائلًا كيف سيعيل أسرته خلال الفترة القادمة في ظل توقفه عن العمل.
وكانت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار قالت السبت، إن قرار الأمم المتحدة تعليق مشاريع الإعمار في غزة خطير، وذكرت أن أكثر من 40 ألف مواطن فقدوا أعمالهم بسبب منع توريد الإسمنت.
ولا يختلف حال عوض، عن حال عامل البلاط عبد الرحمن عزام، والذي أنهى قبل أسبوع العمل في بيت اشترى صابحه بعض أكياس الإسمنت وأبقاها في بيته تحسبًا لأي طارئ قد يستجد، ويندب عزام (27 عامًا) حظه المتعثر، وذلك بعد توقفه عن العمل لعدم توفر الإسمنت، ويقول: كنت أرغب خلال الفترة القادمة في توفير المال للزواج، إلا أن إرادة الحصار غالبة.
وتزداد حاجة سكان قطاع غزة لمواد البناء؛ لإصلاح وإعادة بناء منازلهم المدمرة والمتضررة بفعل عدوان عام 2014، ولاستمرار مشاريع البنية التحتية.
70 ألف عامل
ويقول في هذا الجانب، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين سامي العمصي: إن قطاع البناء والإنشاءات، يعمل به قرابة 70 ألف عامل بصورة مباشرة وغير مباشرة، وبفعل الحصار ومنع الإسمنت بات متعطل بصورة شبه كاملة.
ويوضح العمصي أن الحصار “الإسرائيلي” على القطاع منذ عشر سنوات أثّر على جميع المجالات الصناعية والإنشائية وأحدث شللًا وتضررًا كبيرًا فيها.
ويقول: إن عام 2015 يعتبر الأسوأ في تاريخ الحركة العمالية بفلسطين، مشيرًا إلى أن منع الإسمنت أدى إلى توقف ما يقارب 70 مهنة تعتمد بشكل مباشر وغير مباشر على الإسمنت، ما يعني أن هناك انتكاسة اقتصادية يعيشها القطاع هذه الأيام.
ويدعو العمصي المحافل العربية والدولية، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى العمل على الضغط على الاحتلال ورفع الحصار المفروض على القطاع.
مزيد من الفقر
يقول ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة لـ”الأناضول”: إن عمال قطاع غزة يعانون ظروفاً قاسية لم يسبق أن عاشوها طيلة العقود الماضية.
وأضاف: نتحدث عن منع الآلاف من العمل في الضفة الغربية و”إسرائيل”، وعن تدمير مئات المنشآت الصناعية بفعل الحروب المتكررة، معدلات الفقر والبطالة تزداد يوما بعد آخر في صفوفهم.