قالت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير لها: إن تزايد معدلات البطالة في الدول العربية قد يؤدي إلى اندلاع مزيد من الثورات، بحسب “مصر العربية”.
ولفتت إلى أن تاريخ الأول من مايو الذي يحتفل العالم فيه بعيد العمال لم يكن يوماً سعيداً في العالم العربي مع تدهور أحوال العمال، وانضمام مئات الآلاف لدائرة البطالة.
الجزائر التي تسمى “بلد المليون شهيد” في إشارة إلى فترة الاحتلال الفرنسي باتت تسمى “بلد المليون ونصف عاطل”، في وقت يصل فيه معدل البطالة إلى نحو 10% بين الذكور في سن العمل وإلى 16.6% بين النساء. 71% منهم عاطلون عن العمل منذ أكثر من عام.
وبحسب الديوان الوطني الجزائري للإحصاء، فإن 58% من العمال في القطاع الخاص رجال، بينما يشكل النساء النسبة الأكبر في القطاع العام، خاصة في المؤسسات التعليمية، كذلك أشار إلى أن معدل البطالة لدى الشباب بين 16 – 25 عاماً وصل إلى 29.9%.
لكن الأوضاع في الجزائر أفضل نسبياً من دول عربية أخرى، فمنذ اندلاع الثورات في يناير 2011م ساءت الأمور بشكل كبير، وتصل معدلات البطالة في الدول العربية، لاسيما التي تعاني من أزمات وحروب إلى أكثر من 30% بين الشباب.
يقول أحمد لقمان، مدير عام منظمة العمل العربية: إن نصف الشباب حتى سن 30 عاماً عاطلون عن العمل، فالكثير من حملة الشهادات العليا لا يجدون فرص عمل بالقطاع الخاص لأن مجال تخصصهم غير مطلوب، ما رفع معدل العاطلين في الدول العربية من مليونين في عام 2011 إلى 20 مليوناً.
ويضيف أن نسبة البطالة وصلت في العالم العربي عام 2014م إلى 17%؛ أي بزيادة ثلاثة أضعاف عن المتوسط العالمي، مشيراً إلى أن العدد يتزايد سنوياً، ما قد يتسبب في مزيد من زعزعة الاستقرار بالدول العربية.
ولفت تقرير “معاريف” إلى أن حالة البطالة والفقر وصلت أيضاً إلى دول غنية بالنفط، كليبيا، التي فر الآلاف من أبنائها بحياتهم في قوارب المهاجرين الخطيرة إلى أوروبا.
وأضاف: الأوضاع أكثر سوءاً في سورية واليمن ومصر، طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شعبه بالتبرع بجنيه مصري يومياً لإخراج البلاد من الحالة الاقتصادية السيئة التي وصلت إليها.
يقدر خبراء اقتصاد بالدول العربية أن نسبة العاطلين من حملة الشهادات العليا قفزت في السنوات الأخيرة إلى 27% بالعالم العربي، والمطلوب توفير 5 ملايين فرصة عمل سنوياً، و50 مليون فرصة عمل في السنوات العشر القادمة لضمان توفير حياة كريمة للشباب الذين يسعون للزواج.
في المؤتمرات التي تعقد بالدول العربية، وبينها المؤتمر الاقتصادي الذي نظمته الكويت العام الماضي ذهبوا إلى ضرورة تأمين 85 مليون فرصة عمل في العقد المقبل، لتقليص مستوى البطالة للمتوسط العالمي.
يحتفظ العالم العربي بنمو اقتصادي سنوي بنسبة 5% خلال السنوات العشر الماضية، لكن النمو لا ينعكس على سوق العمل، مثلما يؤكد البنك الدولي.
وختمت الصحيفة بالقول: المحصلة أن مسألة البطالة هي القضية الأكثر إلحاحاً لدى حكومات الدول العربية، ليس فقط لأنها تؤثر سلباً على النمو والتطور الاقتصادي، بل يمكنها أيضاً أن تقود لمزيد من “الثورات” في تلك البلدان، التي تتعلق أنظارها بصورة من أصبح رمزاً التونسي محمد بوعزيزي، الذي أحرق نفسه في 17 ديسمبر 2010م احتجاجاً على صفعة من شرطية صادرت عربة الخضار والفاكهة الخاصة به، وتحولت وفاته في 4 يناير 2011م إلى ثورة مدنية أدت لسقوط الرئيس السابق زين العابدين بن علي.