شهدت السنوات الثلاث الماضية ارتفاعا في وتيرة الإقدام على الانتحار في الكويت بين الوافدين والمواطنين، لأسباب يرجعها أخصائيون وأطباء نفسيون إلى الوضع الاقتصادي والاكتئاب والمشاكل الأسرية.
وطبقا للإحصائيات فإن غالبية من أقدموا على الانتحار من فئة العمال والخدم، في حين أن الحالات المسجلة بأسماء المواطنين غالبيتها لمتعاطين لمؤثرات عقلية وبعضها لمن مروا بظروف نفسية وأسرية صعبة.
وكشفت الإحصائيات الرسمية عن تسجيل 227 حالة انتحار خلال السنوات الثلاث الماضية، من بينها 32 حالة منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الشهر الماضي، وأظهرت هذه الإحصائيات أن 14% من إجمالي عدد الحالات المسجلة من الإناث، في حين أن غالبية المنتحرين من فئة الشباب الواقعة أعمارهم بين 19 و35 عاما.
أبعاد اقتصادية
ويرى استشاري العلاج الأسري والمراهقة وعميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د. حمود القشعان أن البعد الاقتصادي والاكتئاب والبعد العقائدي والمعتقدات هي الأسباب التي قد تدفع إلى الانتحار، لاسيما وأن غالبية المنتحرين من العمالة الوافدة بشكل عام والآسيوية بشكل خاص.
وأكد د. القشعان لـ”الجزيرة نت” أن الانتحار في الكويت لم يصل إلى مرحلة الظاهرة أو حتى المشكلة، وأن الحالات المسجلة فردية ولم تخرج عن نطاق السيطرة.
وفيما يتعلق بحالات الانتحار المسجلة بحق مواطنين، استبعد الاستشاري النفسي والمتخصص في علم النفس د. عويد المشعان أن يكون انتحارهم مرتبطا بالجوانب المادية، مبينا أن الأسباب التي يتم الإعلان عنها حول تلك الحالات كانت تشير إلى وجود مشكلات عائلية وخلافات أسرية أو تناول وتعاطي المؤثرات العقلية التي ساعدت في إيصالهم إلى مرحلة الانتحار.
وعن الجنسيات الأخرى، قال المشعان: إن أبرز حالات الانتحار تكون مدفوعة بالعوز والحاجة والاكتئاب والشعور بالاضطهاد جراء الضغوط والممارسات التي يتعرضون لها من أرباب العمل وتأخير الرواتب والتوبيخ والإهانة مما يشكل لديهم الرغبة في إنهاء حياتهم.
توعية مطلوبة
ودعا المشعان إلى حماية الحقوق الإنسانية للعمالة ومنحهم كافة حقوقهم التي تسلب منهم من قبل بعض أرباب العمل وتعرضهم لحالات نفسية سلبية لاسيما خدم المنازل، كما دعا إلى تنفيذ حملات توعوية في المجتمع بشأن التعامل السليم مع تلك الفئات.
وشدد على ضرورة الكشف الدوري عن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب نفسي وغيره من المشكلات، وتبيان الحقيقة التي أوصلتهم إلى ذلك، وتقديم العون والنصائح ورفدها بالتوعية الدينية لتعزيز العقيدة لديهم، وعلاجهم في حال كانوا مدمنين على المؤثرات العقلية، وتصحيح الوعي النفسي لديهم.